اعلن مسؤول سوري ان واشنطن طلبت في رسالة رسمية من دمشق المساعدة على احلال الامن والسلام في العراق واكدت ايران انها ترفض ان تلعب دور الوساطة بين قوات الاحتلال والعراقيين فيما اكد الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء البريطاني التزاماهما بالثلاثين من حزيران / يونيو موعدا لتسليم السلطة. في الوقت الذي بدأت فيه اول مفاوضات مباشرة بين اهالي الفلوجة والقوات الاميركية.
طلبت الولايات المتحدة الاميركية من سوريا رسميا مساعدتها على احلال السلام والامن في العراق. وفقا لمسؤولين سوريين.
نقلت صحيفة "واشنطن تايمز"، عبر موقعها على شبكة الانترنت، عن مسؤولين سوريين قولهم ان دمشق تلقت رسالة من وزير الخارجية الاميركي كولن باول يطلب فيها من دمشق تقديم المساعدة في العراق. وعلق مسؤول سوري على الرسالة بقوله للصحيفة انها "تظهر عمق الفخ الذي اوقعت واشنطن نفسها فيه في العراق ومدى حاجة الاميركان للدور السوري".
وقال المصدر للصحيفة ان واشنطن ترى نفسها الان بحاجة لدور اكبر اللامم المتحدة ومساعدة جيران العراق ما يدلل على عقم سياستها الاحادية. مضيفا وهذا "دفع الولايات المتحدة الى طلب المساعدة السورية علنا".
واوضح المصدر ان سوريا لن تترد في مساعدة واشنطن بشرط ان تضع جدولا زمنيا محددا لسحب قواتها من العراق".
ايران ترفض دور الوساطة
ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية اليوم ان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي رفض فكرة القيام بوساطة بين قوات الاحتلال والشعب العراقي، واكد انه من الافضل لقوات التحالف الرحيل في اسرع وقت ممكن من العراق.
وقال خرازي "كيف يمكننا القيام بوساطة بين قوات الاحتلال والشعب العراقي؟ رحيل قوات الاحتلال هو المطلب المشروع للعراقيين ومن الافضل لهذه القوات ان تغادر العراق وتسلم السلطة الى العراقيين في اسرع وقت ممكن".
واضاف ان "الجمهورية الاسلامية لا يمكنها ان تقف لا مبالية في مواجهة الاحداث وغياب الامن وقتل العراقيين".
واكد الوزير الايراني ان "الهدف من البعثة التي ارسلت الى العراق هو اجراء مشاورات مع مجلس الحكم الانتقالي والمسؤولين السياسيين ورجال الدين العراقيين وتوجيه تحذير الى قوات التحالف" الذي يقوده الاميركيون.
وكانت واشنطن قد استنجدت بايران الاسبوع الماضي وطلبت من خلال رسائل رسمية بعتت بها الى طهران تدخل هذه الاخيرة للمساعدة في احلال الامن وضبطت الاوضاع الامنية المتهدورة.
وكان خرازي اعلن الثلاثاء ان الولايات المتحدة طلبت من إيران المساعدة في تسوية الأزمة العراقية.
وأضاف خرازي في تصريحات عقب اجتماع مجلس الوزراء الإيراني أن طهران ستعمل في هذا الاتجاه، لكن المشكلة أن الولايات المتحدة تعقد الأمور بسيرها في الطريق الخطأ على حد قوله.
وأشار الوزير خرازي إلى أن اتصالات عدة جرت بين بلاده والولايات المتحدة "بشأن العراق وتبادل العديد من الرسائل". موضحا أن السفارة السويسرية في طهران هي التي تلعب دور الوسيط بين الجانبين.
وتمثل السفارة السويسرية في طهران المصالح الأميركية هناك منذ قيام الثورة الإسلامية في طهران في عام 1979.
والاربعاء وصل مدير الشؤون الخليجية في وزارة الخارجية حسين صادقي الى العراق على رأس وفد كبير، وبدأ في إجراء لقاءات هدفها الاطلاع على الوضع والحد مما وصفته هذه المصادر بالبطش الأميركي بالعراقيين.
بوش وبلير ملتزمان بموعد 30 حزيران
وفي هذا السياق، قال الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم، وفقا لـ"بي.بي.سي" إنه وحليفه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لن يتخليا عن جهودهما الهادفة لبناء الديمقراطية في العراق بالرغم من الهجمات القاتلة هناك.
وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع بلير في واشنطن "انا ورئيس الوزراء عازمان على خيارنا: العراق سيكون حرا، العراق سيكون مستقلا، العراق سيكون بلدا مسالما، ولن نتراجع امام الخوف والترهيب".
واكد رئيس الوزراء البريطاني، من جانبه، بأن بلاده والولايات المتحدة سوف تفعل كل ما يتطلب الأمر لكي تكسبا الصراع الدائر في العراق وأنهما لن تتراجعا عن الموعد المحدد لتسليم السلطة لحكومة عراقية ذات سيادة.
واشار بلير إلى أن العمل يجري حاليا لإصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي يخول الأمم المتحدة دورا رئيسيا في إعادة الأمن والاستقرار للعراق.
وشدد رئيس الوزراء البريطاني على أن بلاده والولايات المتحدة سوف تبقيان في العراق إلى حين إتمام مهمتهما هناك.
وكان بلير قد صرح عقب محادثات أجراها مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، بأن بريطانيا والولايات المتحدة مجتمعتان على هدف وغاية مشتركة وهي استعادة الاستقرار في العراق.
وقال للصحفيين إنه من المهم أن تلعب الامم المتحدة دورا أكبر في العراق قبيل موعد تسليم السيادة في الثلاثين من حزيران/يونيو المقبل.
وأوضح بلير عند نقطة ما في المستقبل القريب سنحتاج قرارا جديدا من مجلس الامن يسمح لنا برسم الطريق نحو انتقال سياسي في العراق.
وأشارت الولايات المتحدة إنها مستعدة لقبول مقترحات مبعوث الامم المتحدة للعراق، الاخضر الابراهيمي، والتي تتضمن استبدال مجلس الحكم العراقي الذي عينته واشنطن بسلطة انتقالية جديدة لادارة شؤون البلاد حتى إجراء انتخابات جديدة.
وتوصي المقترحات باختيار أعضاء هذه السلطة من قبل الامم المتحدة بعد مشاورات مع الولايات المتحدة ومجلس الحكم والاطراف العراقية الاخرى.
مفاوضات مباشرة في الفلوجة
وفي العراق، قالت شبكة سي.ان.ان" ان مسؤولين من القوات الاميركية التقوا اليوم بوفد من قيادت مدينة الفلوجة المحاصرة في اول مفاوضات مباشرة بين الطرفين منذ فرضت قوات الاحتلال الاميركي حصارا على المدينة قبل 12 يوا.
وأعلنت مصادر من طرفي المفاوضات أنها تسير بطريقة جيدة وأنها ستستأنف السبت.
والتقى كلّ من هاشم الحسني نائب رئيس الحزب الإسلامي العراقي وريتشارد جونز ممثل سلطة التحالف، بالصحفيين في أعقاب جولة المفاوضات المباشرة الأولى.
وقال الحسني للصحفيين إن أهالي الفلوجة "مرهقون من العنف وعدم الاستقرار، وأنّ هناك عددا من الأشخاص السيئين بحاجة إلى أن تتم السيطرة عليهم وأنّ أهالي الفلوجة على استعداد لرفض هذه العناصر المجرمة."
وأضاف أنه من المؤمل أن يتمّ جمع الأسلحة الثقيلة من المقاتلين في أقرب وقت ممكن على أن تتمّ إعادة بعض وحدات الدفاع المدني والشرطة العراقية إلى الفلوجة.
وقبل ذلك كان الميجور جونسون من المارينز قد قال "جئنا إلى هنا بعقول مفتوحة، ونحن نحاول إعطاء المفاوضات الدبلوماسية فرصة."
واعلن احد المسؤولين العراقيين انه "متفائل" بامكان التوصل الى وقف شامل لاطلاق النار في المدينة اثر المحادثات مع قوات الائتلاف.
وقد قال دان سينور المتحدث باسم الحاكم الاميركي بول بريمر "نود ان يقوم زعماء الفلوجة بتسليم المقاتلين الاجانب والارهابيين الدوليين والعراقيين الذين يدعمونهم".
ويشارك في المحادثات في جانب الائتلاف ريتشارد جونز المسؤول الكبير في الائتلاف وقائدان عسكريان هما الجنرال جايمس كونواي قائد الفوج الاول في قوات المارينز والجنرال جوزف ويبير رئيس اركان قائد قوات الائتلاف.
وقال جونز ان "هدف المحادثات وقف اراقة الدماء والعنف وفرض النظام في المدينة".
واكد سينور انه رغم تعليق العمليات العسكرية الاميركية منذ اسبوع ما زال المقاتلون ينتهكون الهدنة. واضاف "نريد ان نمضي قدما في العملية السياسية (...) لكن ليس على حساب قوات المارينز".
ورغم تمديد الهدنة مدة 48 ساعة، فان المناوشات تواصلت الاربعاء والخميس بين القوات الاميركية والمقاتلين العراقيين. وانتهت مدة الهدنة في الساعة 9:00 (5:00 توقيت .غرينتش) صباح الجمعة.
وتعرض مسجد الحضرة المحمدية، ثاني اكبر مسجد في الفلوجة، الخميس لقصف القوات الاميركية حوالى الساعة 18:30 (14:30 ت.غ). وقد اصيبت مئذنة المسجد ومدرسته باضرار.
وكانت القيادة العسكرية الاميركية حذرت في وقت سابق من انها لن تتردد في اطلاق النار على المساجد اذا استخدمها المسلحون لمهاجمة القوات الاميركية.
وافادت مصادر طبية في الفلوجة ان اكثر من 600 عراقي نصفهم من الرجال والنساء والاطفال قتلوا فيما اصيب 1250 شخصا بجروح منذ بدء المارينز هجومهم على الفلوجة. لكن التحالف نفى بشدة ان تكون المعارك اوقعت مثل هذا العدد من القتلى في صفوف المدنيين—(البوابة)—(مصادر متعددة)