واشنطن تحذر من خطر "داعش" على المنطقة وتريد عراقا لا يقصي احدا

تاريخ النشر: 22 يونيو 2014 - 09:34 GMT
البوابة
البوابة

حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما من المخاطر التي يمثلها الهجوم الكاسح لتنظيم داعش في العراق على استقرار المنطقة برمتها، بينما اكد وزير خارجيته جون كيري ان واشنطن تريد أن يجد العراقيون قيادة لا تقصي أحدا لكنها لن تنتقي أو تختار من يحكم في بغداد.

ويعزز مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الذين بداوا هجومهم في العراق في التاسع من حزيران/يونيو، مواقعهم في غرب البلاد على الحدود مع سوريا حيث يريدون اقامة دولتهم الاسلامية.

لكن الرئيس اوباما الذي استبعد فكرة تدخل قوات اميركية، يخشى من ان تكون قدرة المسلحين اكبر، مؤكدا ان "ايديولوجيتهم المتطرفة تشكل تهديدا على الامدين المتوسط والطويل" بالنسبة الى الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الاميركي في مقابلة الجمعة مع شبكة "سي بي اس" بثت الاحد "بشكل عام، ينبغي ان نبقى متيقظين. المشكلة الحالية هي ان (مقاتلي) تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام يزعزعون استقرار البلد (العراق)، لكن يمكنهم ايضا التوسع نحو دول حليفة مثل الاردن".

وراى ان "السكان المحليين في العراق سينتهون برفض المتطرفين بسبب عنفهم وتطرفهم".

واوضح باراك اوباما "لقد شهدنا ذلك مرات عدة. وعلى سبيل المثال في محافظة الانبار الغربية ابان الحرب في العراق حيث تمردت فجأة عشائر سنية ضدهم بسبب ايديولوجيتهم المتطرفة".

واشار الرئيس الاميركي ايضا الى المخاطر التي تمثلها منظمات متطرفة اخرى مثل القاعدة في اليمن او ايضا بوكو حرام في نيجيريا.

وقال "ان الامر يتحول الى تحد عالمي يتعين على الولايات المتحدة مواجهته. لكن لن نتمكن من مواجهته لوحدنا".

من جهته، انتقد نائب الرئيس الاميركي السابق ديك تشيني الذي يلقي مسؤولية الفوضى في العراق على الرئيس اوباما، مرة اخرى الاحد ارسال 300 مستشار عسكري اميركي الى العراق.

وقال "عندما نبحث في ارسال 300 مستشار عسكري حين ينبغي ان يكون هناك 20 الفا للقيام بالعمل بشكل جيد، لا اعتقد اننا نكون نعالج المشكلة فعلا"، متهما الرئيس بانه "يدمر موازنة الدفاع" وانما "ليس القاعدة".

واضاف "اعتقد اننا امام خطر كبير في السنوات المقبلة بسبب رفضه النظر الى واقع الامور مباشرة ورغبته في سحب الولايات المتحدة من ذاك الجزء من الكرة الارضية".

"عراق لا يقصي أحدا "
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارة الى مصر الأحد إن الولايات المتحدة تريد أن يجد العراقيون قيادة لا تقصي أحدا لاحتواء حملة داعش لكن واشنطن لن تنتقي أو تختار من يحكم في بغداد.

وكان كيري يتحدث في بداية جولة بالشرق الاوسط بعد محادثات في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تناولت المخاوف الغربية بشأن حملة الحكومة المصرية على جماعة الاخوان المسلمين وتداعيات الأزمة في العراق.

وقال كيري "الولايات المتحدة ليست مشاركة في انتقاء أو اختيار او الدفاع عن أي فرد او مجموعة من الأفراد لتقلد قيادة العراق." وأضاف "يرجع هذا للشعب العراقي وقد أوضحنا ذلك منذ اليوم الأول. الأمر يرجع لشعب العراق في اختيار قيادتهم المستقبلية."

وأضاف أن الولايات المتحدة لاحظت رغم ذلك استياء الأكراد والسنة وبعض الشيعة من القيادة الحالية في العراق وانها تريد أن يجد العراقيون قيادة " مستعدة ألا تقصي أحدا وأن تتقاسم السلطة."

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري دافع كيري أيضا عن التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط لدى سؤاله عما إن كانت السياسة الأمريكية تسببت في العنف الحالي في العراق وليبيا.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن من المتوقع أن يتوجه كيري إلى العراق قريبا بناء على طلب الرئيس باراك أوباما وانه سيبحث مع الدول الخليجية المنتجة للنفط هذا الاسبوع احتمالات تعطل الإمدادات جراء الصراع العراقي.

وقال وزير الخارجية المصري "مصر والولايات المتحدة يشتركان في القلق البالغ فيما يتعلق بالاوضاع الحالية في العراق ومن الاهمية ان يتم التنسيق بين البلدين والشركاء في الخليج لمواجهة التحديات والمخاطر."

وكيري أكبر مسؤول أمريكي يزور مصر منذ انتخاب السيسي في مايو أيار بعد نحو عام من إعلان قيادة الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.

تأتي الزيارة بعد يوم من حكم أصدرته محكمة مصرية بإعدام 183 من اعضاء ومؤيدي جماعة الاخوان المسلمين من بينهم محمد بديع المرشد العام للجماعة في قضية تتعلق بأعمال عنف اندلعت بمحافظة المنيا بصعيد مصر عقب عزل مرسي وقتل خلالها شرطي.

وقالت الولايات المتحدة إنها تتطلع للعمل مع حكومة السيسي لكنها عبرت أيضا عن قلقها ازاء انتهاكات واسعة لحقوق الانسان وقيود على حرية التعبير.

وقال كيري بعد وصوله بوقت قصير "هذه لحظة حرجة من التحول في مصر (و) التحديات الجسيمة."

وأضاف "هناك قضايا مثيرة للقلق... ولكننا نعرف كيفية التعامل معها."

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تشعر بالقلق من استخدام السلطات المصرية لأساليب سياسية وأمنية قاسية والتي قال إنها تحدث حالة من الاستقطاب داخل المجتمع المصري.