برزت في الساعات الاخيرة قضية الاسلحة العراقية مجددا حيث طالب رئيس طاقم التفتيش، ديفيد كاي أجهزة الاستخبارات الأميركية بتعليل الأسباب وراء إشارتهم لامتلاك العراق محظورة فيما اكد البيت الابيض ان عملية التفتيش ستتواصل وقال وزير العدل الاميركي ان صدام نفسه كان خطرا بينما اصر جاك سترو على تبرير الغزو رغم عدم وجود اسلحة دمار شامل.
البحث عن الاسلحة العراقية سيستمر
قال البيت الابيض الاميركي الذي يواجه تأكيدات تفيد ان العراق ليس لديه اسلحة دمار شامل ان المفتشين يجب ان يواصلوا البحث لتحديد مدى برامج صدام حسين غير القانونية.
ومع ذلك لم يكرر المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان في تصريح له اليوم بيانات سابقة للادارة الاميركية قالت ان اسلحة ممنوعة سيتم العثور عليها فى العراق، لكنه قال "اننا نريد ان نقارن المعلومات قبل الحرب مع ما توصلت اليه مجموعة البحث العراقية على الارض"
وردا على سؤال حول ما اذا كان البيت الابيض ما يزال يعتقد ان هناك اسلحة محظورة في العراق قال ماكليلان "اننا نؤمن انه من المهم بالنسبة لمجموعة البحث اكمال عملها حتى يكون لدينا صورة كاملة انها ستساعدنا لمعرفة الحقيقة"
كاي يبحث عن تعليلات الاجهزة الاستخبارية
وياتي تصريح البيت الابيض في الوقت الذي طالب رئيس طاقم التفتيش الأميركي، ديفيد كاي، أجهزة الاستخبارات بتعليل الأسباب وراء إشارتهم لامتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل.
وعبّر كاي في حديث إذاعي عن شكوكه في وجود أسلحة دمار عراقية قائلا "لا اعتقد أنها موجودة.. الحقيقة التي وجدناها حتى الآن أن الأسلحة لا وجود لها.. وعلينا التعامل مع هذه الحقيقة"
وعزا المفتش السابق الإخفاق برمته إلى "قدرات أجهزة الاستخبارات في تجميع معلومات حقيقة وقائمة."
وفي معرض رده على سؤال إذا ما كان الرئيس الأميركي، جورج بوش، مدين للشعب بتوضيحات في هذا السياق، قال كاي "أعتقد أن أجهزة الاستخبارات هي المعنية بتقديم إيضاحات للرئيس بشأن المستجدات."
وكان كاي عاد نهائياً من العراق الشهر الماضي بعد الإخفاق في العثور على أي من أسلحة العراق النووية أو البيولوجية أو الكيمائية أو حتى صواريخ بعيدة المدى، والأخيرة بدأ المفتشون التابعون للأمم المتحدة في تدميرها قبل اندلاع الحرب.
وعلى صعيد مواز، أشار المرشح الديموقراطي جون كيري إلى أن تصريحات رئيس طاقم التفتيش الأميركي السابق تعزز شكوكه بشأن مبالغة إدارة بوش في تصوير حجم التهديدات العراقية.
وقال كيري في هذا السياق "تؤكد التصريحات ما اعتقدته لفترة طويلة من أننا قد ضُللنا ليس فقط عن طريق جهاز الاستخبارات بل بالطريقة التي جرّنا بها الرئيس إلى هذه الحرب."
ومن جانبه، قال السيناتور بات روبرتز، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ "من الواضح أن هناك الكثير من الأسئلة حول الاستخبارات."
وعلى الصعيد ذاته، علّق رئيس المفتشين الدوليين السابق في العراق، هانز بليكس، قائلا" كان على الإدارة الأميركية أن تدرك أن التقارير الاستخباراتية خاطئة خاصة في ظل فشل مفتشي الأمم المتحدة في العثور على تلك الأسلحة
اشكروفت يعتبر صدام "كان يشكل خطرا"
لجهته اعلن وزير العدل الاميركي جون اشكروفت في فيينا انه حتى من دون اسلحة الدمار الشامل كان صدام حسين "يشكل خطرا" يبرر الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق.
وصرح اشكروفت في اعقاب محادثات اجراها مع وزير الداخلية النمساوي ارنتس شتراسر "اعتقد ان الجميع يتفهم ان صدام حسين كان لا يزال يشكل خطرا" بعد حرب الخليج الاولى.
وفي رد على سؤال حول استقالة ديفيد كاي اضاف اشكروفت "ان اسلحة الدمار الشامل، الاسلحة الكيميائية والجرثومية المشؤومة، محل قلق ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة بل للاسرة الدولية وقد صدر فيها قرار من الامم المتحدة".
واعلن ديفيد كاي الاحد في مقابلة مع الاذاعة الرسمية الاميركية انه لا يعتقد ان صدام حسين كان يملك تلك الاسلحة قبل اجتياح القوات الاميركية العراق. واضاف "ليس هناك اسلحة دمار شامل وعلينا ان نتفهم الاسباب
لندن: قرار الغزو ما زال مبررا
على صعيد متصل اعرب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عن خيبة امله لان مفتشي الاسلحة وفريق المراقبة في العراق لم يعثروا على ادلة تثبت وجود "برامج ومخزون اسلحة" لدى نظام صدام حسين.
وصرح سترو لاذاعة بي.بي.سي "واضح انه امر مخيب للامال ان فرق المراقبة في العراق لم تعثر بعد على ادلة اضافية لما كانت الاسرة الدولية برمتها تعتقد حقيقة حول وجود اسلحة الدمار الشامل ومخزون اسلحة" لدى نظام صدام حسين. الا ان وزير الخارجية البريطاني حاول تبرير فشل المفتشين في العثور على اسلحة الدمار الشامل التي كان يتوقع ان نظام بغداد يملكها بالمقارنة مع الوضع في ايرلندا الشمالية.
وقال سترو "بعد ثلاثين سنة من البحث في بلد اصغر بكثير (من العراق) وبدون حاجز اللغة ما زلنا حتى الان لا نعلم اين يوجد مخزون الاسلحة" التي كانت بايدي الجيش الجمهوري الايرلندي او غيرها من المنظمات الارهابية. الا ان وزير الخارجية البريطاني كرر ان "قرار شن الحرب على العراق الذي اتخذه النواب (البريطانيون) في الثامن عشر اذار/مارس كان مبررا استنادا الى المعلومات التي كانت لدى اجهزة الاستخبارات".
واكد ان قرار اجتياح العراق يبقى مبررا مع ان مفتشي الاسلحة ومجموعة المراقبة في العراق لم يعثروا على اي دليل حول برامج اسلحة ومخزونات اسلحة عائدة لنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وقال سترو للصحافيين لدى وصوله الى اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في بروكسل "قرار شن عمل عسكري دعما للقرار 1441 الصادر عن الامم المتحدة كان مبررا في اليوم الذي وافق مجلس العموم عليه في 18 اذار/مارس ولا يزال مبررا" الان. واضاف سترو "الكل كان على علم بعدم احترام صدام حسين لقرارات الامم المتحدة". ومضى يقول ان حتى الامم المتحدة اعتبرت ان "صدام حسين ونظامه يشكلان تهديدا للسلام الدولي وللامن".
وفي وقت سابق من اليوم اعرب سترو في مقابلة مع "بي.بي.سي." عن "خيبة امله" من ان خبراء نزع الاسلحة ومجموعة المراقبة في العراق (مكلفة البحث عن اسلحة الدمار الشامل) لم يعثروا على دليل "على برامج الاسلحة ومخزونات الاسلحة" عائدة لنظام صدام حسين—(البوابة)—(مصادر متعددة)