أكد وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار أن الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب على قطاع غزة لا تتطابق مع المسودة التي تم اطلاع باكستان وعدد من الدول العربية والإسلامية عليها خلال الاجتماع الذي عُقد الأسبوع الماضي مع الإدارة الأميركية.
وخلال مداخلته أمام البرلمان الباكستاني، قال دار إن "النقاط العشرين التي أعلن عنها ترامب ليست هي النقاط التي اطلعنا عليها"، موضحًا أن "بعض التعديلات أُدخلت على الخطة قبل إعلانها"، في إشارة إلى تغييرات تمت بطلب من الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الرئيس الأميركي قد نشر، يوم الإثنين الماضي، خطته الجديدة لإنهاء الحرب في غزة، والتي تنص على وقف إطلاق النار والإفراج عن الجنود المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال 72 ساعة، بالإضافة إلى تسليم سلاح المقاومة، وتكليف لجنة دولية بإدارة قطاع غزة في مرحلة انتقالية.
وفي هذا السياق، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي أن النسخة التي أعلنها ترامب تضمنت "تعديلات جوهرية طلبها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو"، وأن الصيغة النهائية التي عُرضت تختلف بشكل ملحوظ عن تلك التي وافقت عليها واشنطن ودول عربية وإسلامية.
وأشار الموقع إلى أن التعديلات أثارت استياء عدد من المسؤولين العرب المشاركين في صياغة المبادرة، بعد أن تبيّن أن الخطة الرسمية لا تعكس ما تم التوافق عليه في الكواليس.
من جانبه، ذكر الصحفي الإسرائيلي عميت سيجل، المعروف بقربه من نتنياهو، أن أغلب ما جاء في الخطة الأميركية هو من إعداد وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال، رون دريمر، لكنه جرى تمريره على لسان الإدارة الأميركية لتجنّب الرفض المسبق من قِبل الفصائل الفلسطينية.
وفي ذات السياق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الاحتلال الإسرائيلي شارك بشكل مباشر وفعّال في صياغة بنود الخطة، وأجرى عدة تعديلات عليها قبل الإعلان، بينما عبّرت دول مثل قطر ومصر عن "الحاجة إلى توضيحات" تتعلق بعدة بنود، ما يشير إلى وجود فجوة كبيرة بين النسخة التي اطلعوا عليها والنسخة التي تم إعلانها رسميًا.