هل تجر تركيا الناتو لحرب في سورية؟

تاريخ النشر: 29 فبراير 2016 - 06:40 GMT
عملت دول خليجية على استغلال عضوية تركيا واتفاقية الدفاع المشترك مع حلف الناتو
عملت دول خليجية على استغلال عضوية تركيا واتفاقية الدفاع المشترك مع حلف الناتو

افشل التدخل الروسي مخططات المتطرفين في سورية والقوى الداعمة لها للسيطرة على البلاد في الوقت المناسب، كما افشلت الرؤية التركية والدول العربية والغربية الداعمة لها لتشكيل حكومة انتقالية في دمشق تأتمر بأمر انقرة والرياض والدوحة وواشنطن.

لقد عملت الدول الداعمة للمعارضة خلال الاشهر الماضية على خطين، الاول يتعلق بعملية السلام ومحاولة افشال المحادثات بادخال اسماء وتنظيمات متطرفة وغير مرغوب بوجودها شعبيا او عالميا في عملية السلام والمصالحة واصرت على شمول احرار الشام وجيش الاسلام في فريق التفاوض وقد قدمو اقتراحات مستحيلة التطبيق والتنفيذ، فيما تم استثناء الاكراد المكون الرئيس للشعب السوري

بعد فشل العملية السياسية ومع دخول الجيش السوري معركة ناجحة بدأت تركيا والسعودية بالتلميح الى عملية برية هدفها الحقيقي الوصول الى التنظيمات الجهادية المتحالفة معها وتقديم الدعم اللازم لها لوقف تقدم الجيش السوري الذي اندفع على عدة جبهات في دمشق وحمص ودرعا وحلب.

وامام هذه النكسة عملت دول خليجية على استغلال عضوية تركيا واتفاقية الدفاع المشترك مع حلف الناتو لتوريط الدول الغربية في معركة قد تكون بمثابة حربا عالمية ثالثة لن تتوقف الا بنسف المنطقة وتدمير اوربا لعشرات السنين القادمة، في الوقت الذي طوت تلك الدول والجماعات التي تدعمها عملية السلام والمباحثات التي بموجبها جمعت النظام والمعارضة لاول مرة ليتحدث كل طرف عن مطالبه كخطوة اولى قبل المصالحة.

بعد فشل العمل على الخطين المذكورين اتضح ان السعودية تخطط لمشاركة 150 الف مقاتل اسلامي في الحرب البرية عندما شكلت تحالفها وهو غير التحالف الدولي الذي تم تشكيلة لمحاربة داعش وفق قرار مجلس الامن.

باختصار كان التدخل الروسي بمثابة عملية قيصرية نجحت بانقاذ سورية والحفاظ على استقلالية قرارها، ونجحت موسكو في تثبيت اقدام مقاتلو النظام وحلفاءهم الايرانيين وعناصر حزب الله، ونفي الذرائع الغربية والتركية التي تزعم قتل المدنيين السوريين وتمدد الاكراد وقصف المواقع العسكرية التركية وهي ذرائع ومبررات غير دقيقة تهدف للتدخل البري في الاراضي السورية.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن