خبر عاجل

"الذئاب المنفردة" مفهوم جديد أطلقته داعش!

تاريخ النشر: 07 ديسمبر 2015 - 08:37 GMT
هجوم لندن وداعش
هجوم لندن وداعش

نقاط استفهام كثيرة لا تزال تحوم بشأن عملية سان برناردينو، ومخاوف أكثر من أن تصل يد تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف الملطخة بالدم إلى "القلعة" الأميركية وترميها بلعنة الإرهاب الذي أصاب عاصمة الأنوار باريس قبلها. 

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - أثارت هجمات باريس وكاليفورنيا مؤخرا، قلقا لدى أجهزة الأمن الغربية من تزايد الهجمات الفردية التي تنفذها “أشباح داعش” المتكونة من مجموعات صغيرة من شخصين أو ثلاثة كحد أقصى.

وأدخل تنظيم داعش الكثير من المصطلحات الجديدة إلى قاموس الإرهاب، من بينها مصطلح الذئاب المنفردة التي باتت تظهر في عواصم الغرب كشبح في محطات المترو والأنفاق والمقاهي ودور المسارح والسينما وسواها من الأماكن العامة.

 وارتفع منسوب مخاوف الأوروبيين والأميركيين من تلك الذئاب التي لا تتورط في التخطيط لعمليات قد يكون كشفها أسهل، بينما يهيمن هاجس عودة المتشددين الغربيين الذين يحاربون في صفوف داعش إلى بلدانهم الأوروبية.

ويجمع الخبراء على أن منع هجمات الذئاب المنفردة أمر شديد الصعوبة، ذلك أن السلطات لا تملك معلومات عن هذه “الأشباح” التي تعيش في المجتمع على نحو طبيعي، وعندما تحين اللحظة المناسبة تنقض على فريستها.

ولفتوا إلى أن التنظيم على عكس الحركات المنافسة الأخرى له مثل تنظيم القاعدة، كرس هذا الأسلوب، فهو يبث أفكاره بنعومة عبر قنوات عديدة من بينها الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، ثم يترك للأفراد حرية التصرف وفق ما تقتضيه طبيعة الظروف، وهكذا وجدنا أعمالا إرهابية من الكويت والسعودية وتونس وباريس ومالي وصولا إلى الولايات المتحدة.

ولعل ما حدث في محطة مترو أنفاق “ليتونستون” شرق العاصمة البريطانية لندن، دليل على تكاثر هذه الأشباح، حتى وإن كانت مرئية، لا سيما وأن المهاجم كان ينادي مع كل طعنة وجهها لضحاياه “هذه من أجل سوريا”، وهو ما جعل الشرطة تعتبر ما حصل عملا إرهابيا.

ومع بداية التحقيقات بشأن ما إذا كان منفذي هجوم سان برناردينو الدامي الذي أودى بحياة 14 شخصا على صلة بتنظيم إرهابي، تجاهل البيت الأبيض فرضية الإرهاب وربطه بالحادث، مشيرا إلى أن الهجوم جنائي بسبب تزايد استخدام الأسلحة داخل البلاد التي تصاعدت فيها معدلات الجريمة بشكل لافت.

داعش يميز بين "أسود الخلافة" الذين ينفذون اعتداءات باسمه وبين "الأنصار" الذين يشيدون بعملياتهم، لكن التعمق في التحريات كشف أن المنفذين سيد فاروق وتاشفين مالك هما من أتباع التنظيم خاصة وأن داعش تبنى ذلك صراحة في تسجيل صوتي، بغض النظر ما إذا كانت دعاية منه لإثبات أنه لا يزال “حيا”.
 

مجرى التحقيقات والأدلة الجديدة، فرضت على الأجهزة الأمنية الأميركية التعامل مع هجوم كاعتداء إرهابي. وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي إنه تقرر اعتماد هذا التصنيف للهجوم بناء على التحقيقات الجارية، ولكن “ليس لدينا أي مؤشر على أن القاتلين جزء من تنظيم أكبر أو أنهما جزء من خلية”.

ووفقا لتصريحات مساعده ديفد بوديت المشرف على التحقيق فإن أدلة جديدة مكنت المحققين من الإطلاع على “خطة مكثفة” كان يجري الإعداد لها، واكتشاف أسلحة مختلفة وقوية جدا وعبوات متفجرة وذخيرة على حد وصفه، وأن العمل مستمر للتوصل إلى كل الأدلة الخاصة بهذا الحادث. ومن المفاجآت الجديدة المتعلقة بهذا الهجوم، كشفت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” نقلا عن مسؤول اتحادي أن فاروق كانت له اتصالات مع أشخاص في تنظيمين متشددين اثنين على الأقل، من بينهما جبهة النصرة في سوريا.

كما نقلت شبكة “سي أن إن” عن مسؤولين أميركيين مطلعين على أن منفذة الهجوم تاشفين مالك، كانت قد نشرت على حسابها في فيسبوك تدوينات عبرت فيها عن ولائها لزعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي. وقد يكون انعدام الأدلة على وجود “صلة قوية” بين تنظيم متطرف وبين منفذي العملية، سببا لتزايد مخاوف أجهزة الأمن الغربية من خطورة تأثير الأيديولوجيات المتطرفة لداعش على بعض المسلمين وهم في داخل منازلهم وتحويلهم إلى ذئاب منفردة.

ويقسم مختصون في علم الاجتماع الذئاب المنفردة إلى نوعين هما المجنون والشرير، وفي حين ينطلق المجنون تحت ضغط أزمات نفسية، فإن الشرير هو الذي يقدم على فعلته وفق تخطيط مسبق، واستنادا على قناعات ترسخت في ذهنه. ويميز داعش عادة، بين “جنود أو أسود الخلافة” الذين ينفذون اعتداءات باسمه يتبناها في بيانات رسمية، وبين “الأنصار” الذين يُشيد بعملياتهم من دون أن يتبناها، كما حصل في هجوم كاليفورنيا.

الجدير بالإشارة أن أوروبا تكافح منذ أشهر لاعتماد استراتيجية أمنية مثلى لتطويق ظاهرة الإرهاب التي تشعبت أكثر مما هو متوقع عقب هجمات باريس الشهر الماضي، إذ لا يزال أحد منفذي الهجمات مختفيا عن أنظار أجهزة الأمن الأوروبية وسط إشاعات تدور حول فراره إلى أرض الخلافة المزعومة.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن