هاجم الدبلوماسي المصري المخضرم، د. مصطفى الفقي، عملية العوجا التي نفذها الجندي المصري محمد صلاح، على الحدود في منطقة النقب المتاخمة لسيناء، بعد أن تسلل عبر الأسلاك الشائكة وقتله لثلاثة اسرائيليين.
وعبّر الفقي، الذي شغل في السابق منصب سكرتير الرئيس المصري الراحل حسني مبارك للمعلومات، عن رفضه لما قام به الجندي المصري على الحدود، مؤكدا أنه لا يرغب في أي شيء يؤثر سلبًا على الوضع في المنطقة وعلى التعايش المشترك مع "إسرائيل".
وتسببت هذه التصريحات في انقسام وجدل واسع، حيث وافق البعض على وجهة نظر الفقي، بينما اعتبره آخرون استهانة بالعمل البطولي الذي قام به الشهيد محمد صلاح.
انتقادات ساخرة
وتعرض الدكتور مصطفى الفقي لانتقادات حادة وانتقادات ساخرة بسبب تصريحه، حيث هاجمه نشطاء بقسوة، فالكاتب الصحفي كارم يحيى وجه تساؤلًا فيما يتعلق بالاستغراب من تصريح الفقي بخصوص الشهيد محمد صلاح إبراهيم. وسأل لماذا يستغرب البعض من تصريحه عندما كان هو نفسه ينكر وينكر على المصريين العديد من الحقوق والحريات، بما في ذلك الديمقراطية والانتخابات الحرة، خلال عهد حكم "مبارك" وابنه "جمال".
وأشار إلى أنه ربما يُغفر للفقي ويُنسى ما قاله وفعله وتورط فيه لأنه محسوب على تيارات "الناصريين" و"الدولتيين".
من جهته وجه السفير السابق لمصر في قطر، محمد مرسي، نداءً للمشاركين في صناعة الوعي والعقل الجمعي للمواطنين في مصر.
وفي النداء، أعرب مرسي عن عدم مصلحة استغلال حادث الحدود المصرية الإسرائيلية الأخير واستشهاد مجند مصري ومقتل ثلاثة جنود إسرائيليين لتسليط الضوء على القضايا السياسية الداخلية والإقليمية والقضايا الاقتصادية والاجتماعية في مصر.
خدمة "اسرائيل"
وأكد مرسي أن نفخ الأمور واستدعاء روح البطولة والوطنية في غير موضعها لن يخدم إلا إسرائيل فقط، وأنه في غياب المعلومات الحقيقية، قد يظل الحادث فرديًا ويشوه صورة المنفذ.
وطالب مرسي قيادة الجيش بسرعة استكمال التحقيقات والكشف عن الحقيقة، حتى يحصل كل شخص على حقه سواء كان مظلومًا أو مخطئًا.
وفي استكمال كلامه، أشار مرسي إلى أن هناك جبهات أخرى أكثر أولوية وإلحاحًا وسخونة من جبهة العلاقات مع إسرائيل، ويجب أن يكون قرار تسخين هذه الجبهات أو تجميدها في يد الإرادة الوطنية المصرية الحرة وحدها.
وأكد أن هذه الجبهات هي ذات أولوية قصوى في الوقت الحالي، وفي تقديره يجب أن يستدعى فيها قيم الشرف والوطنية والبطولة، وأنه من بين هذه الجبهات يعد تصحيح الأوضاع ومكافحة الفساد المستشري في جميع جوانب الحياة والنشاط في البلاد، وكذلك التصدي للتخبط وسوء الإدارة وسوء الأداء الاقتصادي من أولويات المرحلة.
وأضاف مرسي أنه يعتقد أن ترتيب البيت من الداخل هو مرحلة ضرورية يجب أن تسبق التعامل مع الجبهات الحساسة الكبرى وتسخينها دون استعداد كامل لنتائجها.
واختتم قائلا: “وأستطرد رداً علي بعض الحالمين الذين يعتقدون أن النفخ والضغط علي هذا الوتر في هذه القضية سيؤثر سلباً علي الحكومة وعلي النظام .. وأقول لهم اهدأوا أو استريحوا يا إخوتي .. لن يؤثر ذلك عليهم مطلقا. وعفوا لاستخدام المثل الشعبي الدارج ولكنه معبر وهو (نقبكو علي شونه) .
داليا زيادة تعارض تصرف محمد صلاح
من جانبها أكدت داليا زيادة، المديرة التنفيذية للمركز المصري للدراسات الديمقراطية، أن أي شخص يهتم بمصلحة مصر ولديه تفكير منطقي يجب أن يعارض تصرف جندي الأمن المصري الذي قام بإطلاق النار على الجنود الإسرائيليين.
وقد وصفت الذين يشيدون بهذا الجندي بأنهم متسرعون في تقديرهم. وأعربت عن تأييدها لما صرح به الدكتور مصطفى الفقي، مشيرة إلى أنها تسأل متسائلة إن كان الآخرون سيصفونه بالخائن والعميل لإسرائيل كما وصفوها هي.