قال الدفاع المدني السوري إن ما يحصل في حلب خلال الساعات الأخيرة هو عبارة عن مجازر وعملية إبادة جماعية، لا سيما أن هناك 100 ألف مدني محاصَرون في شرقي حلب واكدت مصادر اممية انه تم اعدام 200 شخص خلال الساعات الماضية من قبل قوات النظام السوري
وأضاف مصوِّراً المشهد الميداني أن الأطفال يعانون تحت الأنقاض بسبب القصف الكثيف من الطائرات الروسية وطائرات نظام الأسد، إلا أنه أتبع القول: "لا يمكننا مساعدتهم"، مشيراً إلى أن الجريح الذي يسقط في حلب لا يجد من يسعفه.
ولفت الانتباه إلى الحصيلة المتصاعدة من القتلى، وذكر أنه سقط أكثر من 93 قتيلاً مدنياً خلال الساعات الماضية في قصف روسي-سوري على أحياء شرقي حلب.
يأتي ذلك في حين تصاعدت التوسلات والاستغاثات من داخل أحياء حلب الشرقية، التي صدر بعضها من نساء وأطفال، للمجتمع الدولي وضمير العالم للتدخل وإنقاذ حياتهم من بطش النظام ومليشياته.
ووفقاً لوكالة أنباء الأناضول، فإن قوات النظام والمليشيات الشيعية المتحالفة معه، نفذت إعدامات ميدانية في الأحياء التي سيطرت عليها، وشمل ذلك إحراق مدنيين أحياء، بينهم أطفال ونساء.
وفي هذا الصدد، أفاد محمد شيخ، أحد شهود العيان بحلب، بأن "قوات النظام والمليشيات الشيعية أحرقت 4 نساء و9 أطفال وهم أحياء في حيي الفردوس والكلاسة".
وأضاف: "كما أعدمت قوات النظام والمليشيات ميدانياً 67 رجلاً".
ولفت شيخ إلى أنه يصرح باسمه الحقيقي؛ لأنه "لم يبق شيء نخاف منه؛ فالكل هنا بات محكوماً عليه بالموت".
وذكرت الوكالة أنها حصلت على تسجيلات صوتية تتضمن استغاثات من أطفال ونساء في حلب، مطالبين بإخراجهم من المدينة وإنقاذ حياتهم.
وقال الطفل عمار، في استغاثاته التي اختلطت بالبكاء: إن "الطائرات تقصفهم منذ الصباح، ولا يوجد طعام ولا مشافٍ ولا أدوية".
وأشار إلى أن "أجساد أقرانه من الأطفال تفحمت جراء القصف".
أما الطفلة سلمى، فطالبت بإخراجهم من المنطقة، وتوسلت مساعدتهم في أسرع وقت، قائلة: إن "الكثير من الأطفال مصابون بجروح وبحاجة للإجلاء".
ودعت المواطنة فاطمة: "جميع من يسمعها بالتحرك وعمل شيء ما؛ فالجثث تملأ الشوارع، والمأساة يُدمى لها القلب".
من جهته، قال عبد الرزاق رزوق، الأمين العام لمجلس محافظة حلب (التابع للمعارضة): إن "شعور روسيا والنظام والمليشيات الشيعية بالنصر دفعها للنكوص بالاتفاقيات السابقة، والتعنت وعدم القبول بإخراج المدنيين".
وتابع أن "كلا من مجلس الأمن والأمم المتحدة مشلولان، ومن ثم الموقف الدولي ككل عاجز عدا بعض التصريحات والمواقف الخجولة من هنا".
وأشار رزوق إلى أن "المحاصَرين في حلب تُركوا لمصيرهم؛ فإما الاستسلام وإما الموت".
وبيّن أن "سبب ضعف موقف المعارضة المسلحة في الأحياء المحاصرة بحلب، هو المدنيون الذين تم حصرهم في منطقة جغرافية صغيرة بحيث لم تعد تستوعبهم حتى الشوارع، في ظل تعرضهم للقصف الوحشي الممنهج".
ونقل رزوق رسالة أحد المحاصرين وجاء فيها: "نحن الآن كأننا نتعرض لأهوال يوم القيامة؛ فالمصابون في الشوارع لا يقوم أحد بإنقاذهم، يموتون بأدنى الإصابات، وحتى لو أردت إسعافه فإلى أين؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل".
ومنذ 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ُقتل ألف و71 مدنياً وأصيب آلاف آخرون بجروح، من جراء القصف العنيف الجوي والبري للنظام وداعميه على رأسهم روسيا، لمناطق المعارضة شرقي حلب.
وتقدمت قوات النظام السوري، أمس (الاثنين)، في مناطق جديدة شرقي حلب، بعد حصار وقصف جوي مركز على المنطقة، دام نحو 5 أشهر؛ الأمر الذي قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة، تجمعت فيه قواتهم مع نحو 100 ألف نسمة من المدنيين.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الدفاع الروسية أن قوات النظام السوري باتت تسيطر على أكثر من 95% من حلب.
وبث التلفزيون السوري مشاهد اليوم تظهر مئات من المدنيين معظمهم من النساء يحملون اطفالهم وحقائبهم وهم يسيرون تحت المطر في طريق تحيط به ابنية مدمرة باشراف الجيش.
وتناقل ناشطون بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة للدفاع المدني الذي يضم مجموعة من المتطوعين في شرق حلب جاء فيها "كل الشوارع والابنية المهدمة مليئة بالجثث. إنه الجحيم".
وكتب الناشط الاعلامي في شرق حلب محمد الخطيب على صفحته عبر "فايسبوك": "ايها العالم، هل يعقل ان دماء وارواح اهل حلب رخيصة الى هذه الدرجة؟".
وعملت قوات النظام السوري والمقاتلون الموالون لها صباح اليوم، وفق ما اوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن على "تثبيت مواقعها وتمشيط الاحياء التي تمكنت من السيطرة عليها في الساعات الاخيرة وتحديدا الكلاسة والفردوس وبستان القصر".
وقالت مراسلة "فرانس برس" في غرب حلب ان دوي القصف بقي مسموعا خلال ساعات الليل قبل ان تخف وتيرته صباحا، مع تكون الضباب وتساقط كثيف للمطر.
وبالاضافة الى المشهد، لا يزال مقاتلو المعارضة يواجهون في اجزاء من حي السكري، بالاضافة الى بضعة أحياء يتقاسمون السيطرة فيها مع قوات النظام.
وتسبب هجوم قوات النظام على الاحياء الشرقية اذلي بدأ في منتصف تشرين الثاني بمقتل 463 مدنيا على الاقل بينهم 62 طفلا، وفق المرصد، فيما قتل 130 اخرين بينهم 40 طفلا في الاحياء الغربية جراء قذائف الفصائل