نبش الحاويات.. أطفال لبنان يتصارعون على لقمة العيش

تاريخ النشر: 04 فبراير 2022 - 11:41 GMT
أطفال لبنان
أطفال لبنان

راجت في لبنان ظاهر نبش القمامة من قبل الأطفال جراء سوء الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. 

ابن الثالثة عشر ربيعاً ليس الوحيد الذي كان متواجداً أمام مستودعات القمامة في منطقة أرض جلول في العاصمة اللبنانية، بل عدد لا بأس به من الفتيان من مختلف الأعمار ومن جنسيات لبنانية، لكنه كان الأجرأ في التعبير عن وجعه، وكما قال "لا أخجل من عملي، فكل من يمر من هنا يراني أنبش النفايات، وطالما أني لا أسرق ولا أمد يدي لأحد فأنا افتخر بنفسي". 

في الوقت الذي كان فيه عبد الرحمن يتحدث عن معاناته، توقف الطفل محمد عن جمع النفايات واضعاً كيس الخيش الضخم جانباً ليستمع إلى ما يدور، كانت عيناه كفيلتين ببوح الكثير عن واقع وجد نفسه فيه، حرمه من كل حقوقه لا أبسطها فقط، عندما سئل عن عمره قال لا أعلم، ليأتي الجواب من عبد الرحمن "حوالي عشر سنوات"، وفيما إن كان يرغب بالذهاب إلى المدرسة تعجب، فهو الذي لم يقصدها يوماً ولم يجلس على مقاعدها. 

كل ما تمكن من الإجابة عنه محمد أنه لاجئ من قرية الكشمة السورية، يساعد والده في جمع البلاستيك، وهو كبير أشقائه الثلاثة، وعن أحلامه أجاب" لا شيء". 

يشهد لبنان منذ صيف 2019 انهياراً اقتصادياً متسارعاً، حيث ارتفع سعر صرف الدولار إلى حدود قياسية، وفقدت "العملة المحلية حوالي 82 في المائة من قوتها الشرائية مقابل الدولار، ما بين عامي 2019 و2021" بحسب ما أعلنته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا" في الأمس. 

وفي شهر سبتمبر الماضي أشار تقرير لـ"الإسكوا" أن "الفقر تفاقم في لبنان إلى حدّ هائل في غضون عام واحد فقط، إذ أصبح يطال 74% تقريبًا من مجموع السكان، وإذا ما تم أخذ أبعاد أوسع من الدخل في الاعتبار، كالصحة والتعليم والخدمات العامة، تصل نسبة الذين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد إلى 82%".