من يوليوس قيصر إلى القذافي.. أبرز حكايات الزعماء مع العرافين

تاريخ النشر: 01 يوليو 2021 - 07:37 GMT
ارشيف

يعد لجوء رؤساء بعض الدول إلى المنجمين من التقاليد الضاربة في القدم، فخلال العصور القديمة والوسطى والحديثة، كان هناك منجمون تحت تصرف الزعماء، يستعينون بآرائهم في القضايا الصعبة التي تعترضهم وينفذون مشوراتهم بلا تردد.

ويشكل التنجيم واقًعا اجتماعًيا موجوًدا في أوروبا وتحديًدا منذ عهود الملوك القدماء السيما منذ عهدي الملكين لويس الثالث عشر ولويس الرابع عشر.

ففي القرن الخامس عشر كان يوجد في فرنسا أكثر من 3 الاف ساحر وساحرة، وكان لكل نبيل ونبيلة أو شخصية مرموقة ساحره الخاص.

تقول صحيفة "االكسبرس" البريطانية أن عدًدا كبيًرا من كبار القادة في العالم يستشيرون المنجمين قبل اتخاذ أي قرار سياسي مهم، وتعضد ذلك ياجيل ديدييه العرافة الفرنسية التي أكدت أن السياسيين يهتمون بالتنجيم في أوقات الانتخابات بشكل خاص، قائلة: يريدون معرفة ما إذا كانوا سينتخبون، ويريدون أيًضا معرفة خصمهم السياسي.

يوليوس قيصر

أول من أطلق على نفسه لقب إمبراطور، وحذره المنجم الإغريقي "سبورينا" من خطر عظيم قد يصيبه يوم 15 مارس عام 44 ق.م، وكان قيصر يشعر بمرض في هذا اليوم فآثر المكوث في المنزل.

ثم جاء إليه صديقه "بروتس" وأكد له أن جمع من أعضاء مجلس الشيوخ ينتظرونه وليس من اللائق أن يخيب أملهم، وفي أثناء الطريق إلى مجلس الشيوخ قابل قيصر المنجم "سبورينا" وكان الوقت حينذاك قبل منتصف النهار، فما أن رآه يوليوس حتى ابتسم له وقال: "وها قد حل اليوم الخامس عشر ولم تحدث أي كارثة". فأجابه سبورينا: "نعم قيصر، ولكن لم يمض بعد هذا اليوم"، ولم تغرب الشمس ذلك اليوم حتى قتل يوليوس قيصر على يد صديقه بروتس.

جنكيز خان 

في سنة 1179، توقع أغلب المنجمين في العالم وقوع كارثة هائلة عام 1186، حتى قال بعضهم إن عصر الطوفان سيعود ولكنه هذه المرة طوفان الريح وليس الماء.

وتوقع الشاعر والمنجم "أنوري" هبوب عاصفة كاسحة في يوم بهذا العام بسبب اجتماع 5 كواكب في برج الميزان، ولكن مرت تلك الليلة بهدوء تام، ولم يتحرك فيها غصن.

ولكن بعد 40 سنة، ظهر رجل من الشرق الأقصى يدعى "جنكيز خان" اكتسح بلاد آسيا وروسيا ووصل أحفاده لفارس وبغداد والشام ووسط أوروبا، وولد "جنكيز خان" بنفس الليلة التي توقع فيها "أنوري" هبوب العاصفة الكاسحة.

أبوجعفر المنصور

أول من استعان بالمنجمين، حيث كان لا يصدر أمرا إلا باستشارة المنجم "نوبخت"، الذي توقع له أن سيصل للخلافة، ويموت وهو خليفة.

قال نوبخت المجوسي : سجنت بالأهواز ، فرأيت المنصور وقد سجن - يعني وهو شاب - قال : فرأيت من هيبته وجلالته وحسنه ما لم أره لأحد ، فقلت : وحق الشمس والقمر إنك لمن ولد صاحب المدينة ؟ فقال : لا ، ولكني من عرب المدينة . قال : فلم أزل أتقرب إليه وأخدمه حتى سألته عن كنيته . فقال : أبو جعفر . قلت : وحق المجوسية لتملكن . قال : وما يدريك ! ؟ . قلت : هو كما أقول لك . وساق قصة . وقد كان المنصور يصغي إلى أقوال المنجمين ، وينفقون عليه ، وهذا من هناته مع فضيلته.

 هتلر

أمر باغتيال العراف الألماني "وولف ميتسنخ" حين تنبأ عام 1940 بهزيمته، وأن الدبابات الروسية ستدك برلين في النهاية. 

وحين سمع هتلر بهذه النبوءة غضب وأمر باغتياله فهرب "ميتسنخ" إلى روسيا، حيث استضافه جوزيف ستالين بعد أن سمع بنبوئته عن انتصار الجيش الروسي، وهو ما حدث فعلا في نهاية الحرب.

كان لهتلر عرافة الخاص واسمه كارل برندلبرخت، ولكنه تحول منه بعد عام 1933 الى أريك هانوزون مدير ما عرف بـ"معهد برلين للعرافة".

وقد طلب هتلر من قائده رومل حين كانت المعارك حامية في شمال إفريقيا أن يحضر له أحد الشيوخ من ليبيا وهو منجم وعالم كبير اسمه الشيخ عبدالرحمن له خبرة في معرفة المستقبل.

بوريس يلتسين

وعلى ذكر الرؤساء الروس، فقد كشف عن ان برنامج عمل الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن كانت تحدده الابراج السماوية.

هذا الامر الذي يفسر لنا بعض أسباب تصرفات يلتسين غير المفهومة أحيانا مثل إلغاء بعض رحلاته إلى الخارج وتبديل أو تحديد موعد عمليته الجراحية الامر الذي لم يحدده الاطباء بل المنجم الذي استشاره يلتسن ويدعى جورجي روغوديني، وهو جنرال سابق في جهاز المخابرات السوفيتية تحول إلى دراسة أصول التنجيم.

 فرانسوا ميتران

كان الرئيس الفرنسي الراحل يستشير المنجمة "إليزابيث تيسييه" في شتى الأمور، ومنها تعيين رئيس وزراء الحكومة. وكان ميتران يستقبل "تيسييه" في قصر الإليزيه ويجتمع بها لفترة تتجاوز الساعة والساعة والنصف أحيانا، وبشكل أسبوعي، رغم أن الحد الأقصى لاجتماع غير رسمي به لا يتجاوز ربع ساعة.

وكان يسأل منجميه عن أبراج الزعماء الذين سيلتقي بهم، كما أنهم لعبوا دورا يذكره التاريخ في علاقته بنظيره العراقي صدام حسين، إذ أنه طلب تقارير من 10 عرافين عن حسين بعد احتلاله للكويت، وبعد أن إطلع عليها، قال: "هذا الرجل من برج ناري وهوائي وترابي معا، فهو يشعل الحرائق ويثير العواصف ويغطي الدنيا بالغبار".

رونالد ريجان

من أشهر زعماء العالم الذين كانت تربطهم علاقات وثيقة بالمنجمين منذ أن تولى الرئاسة، إذ عيّن على الفور 3 من الفلكيين كمستشارين له، واختار جورج بوش نائبا له، بعد أن لجأ إلى النجوم.

وكذلك كانت زوجته "نانسي ريجان" مولعة بالسحر لدرجة أنها وهي السيدة الأولى في أقوى دولة في العالم، استدعت مشعوذا هنديا كي يصنع تعويذة لزوجها. وحين رفض ريغان أن يضعها على رقبته وضعتها خلسة تحت وسادته.

مارغريت تاتشر

حين نأتي لـ10 داوننغ ستريت، مقر رئاسة الوزراء البريطانية، فباستثناء حالة تشرشل التي أهداه فيها ديغول العرافة جين ديكسون، فلا يوجد الكثير.

فالمرأة الحديدية مارغريت تاتشر اعترفت بأنها لجأت أحيانا للعرافة والمنجمين، ولكنها قطعت بأنها لم تأخذ بآرائهم.

جعفر نميري

فوجئ رئيس السودان الأسبق وهو ضابط صغير بجنوب السودان بشخص غريب يظهر فجأة من بين الأشجار ويتنبأ له بالحكم والسلطان ثم يختفي، وعندما تولي الحكم في السودان، ظهر نفس الرجل في بيته وترك عصا ثم اختفى.

ظل نميري محافظا على تلك العصا لا يتركها من يده حتى كان اليوم الذي انكسرت فيه، فحزن ولم يخرج من بيته إلى مبني الاتحاد الاشتراكي حيث الاجتماع السياسي الهام، ليكتشف رجاله مؤامرة انقلاب عليه وقتله، لينجو من القتل بسبب وجوده في منزله.

معمر القذافي

استعان الرئيس الليبي معمر القذافي في فترة ليست ببعيدة بشاب موريتاني في متوسط العمر قدم نفسه على أنه "ساحر"، وبرفقته عشرات السحرة من موريتانيا والسنغال ومالي ونيجيريا.

وادعى الساحر الموريتاني أنه ورفاقه يستخدمون "حكمة" يسمونها "قطع الشجرة" تستهدف "قتل أعداء القذافي وإرباكهم"، عن طريق كتابة اسم أحد أعضاء المجلس الانتقالي الليبي المعارض على جذع الشجرة وقطعها لـ"يموت صاحب الاسم المكتوب" بمجرد إسقاط الشجرة.

قائمة الرؤساء مع المنجمين طويلة، وفيها أيًضا من الفلبين الرئيس جوزيف سترادا، ومن الارجنتين الرئيس كارلوس منعم، ومن الهند رئيس الوزراء ديف غودا، ومن إندونيسيا الرئيس سوهارتو.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن