في لحظة فداء لا تُنسى، نجحت الشابة السعودية "ريما بنت مناع راشد" في إنقاذ أشقائها من الموت المحقق، لكن بثمن غالٍ جداً.
وقعت الفتاة الشجاعة ضحية القدر القاسي بعد أن هوت بها المركبة التي كانت تقل أفراد أسرتها من أعلى جبال حسوة برجال ألمع، لتفارق الحياة وتترك وراءها قصة نبيلة باتت حديث المجتمع في الفخر والإعجاب.
كانت أسرة عسيرية قد قدمت من الرياض لتقضي إجازتها في المنطقة الجنوبية، وتحديدًا في جبال حسوة برجال ألمع، وعند وصولهم إلى قمة هذه الجبال الشاهقة، توقف الأب ليتفحص المنطقة، لكن في لحظة مفاجئة، بدأت المركبة في التحرك إلى الوراء نحو المنخفض.
ريما تضحي بحياتها
بدلاً من الهروب وإنقاذ نفسها، قررت "ريما" التضحية من أجل إخوتها الثلاثة الذين كانوا معها في المركبة، وبسرعة بطولية قامت بقذفهم خارج المركبة واحدًا تلو الآخر، لتنجح في إنقاذ شقيقتين من مصير محتوم، ومع ذلك، أصيب أخوها الصغير البالغ من العمر 11 عامًا بجروح خطيرة وتم نقله إلى العناية المركزة.
للأسف، فقدت ريما حياتها عندما هوت المركبة من أعلى الجبل واستقرت في منحدر أسفله.
وبالرغم من أنها كانت على الباب وكان بإمكانها الهروب، فإن حبها وعنايتها بأشقائها جعلها تتجاهل الخطر وتسعى لإنقاذهم.
سقطت المركبة بداخلها ريما وشقيقها الصغير في هوة عميقة تعذر الوصول إليها بسهولة، وعلى الفور، صعدت روح ريما إلى بارئها، مخلفة وراءها قصة بطولية تملأ الناس بالفخر والاعتزاز.
من هي ريما بنت مناع راشد؟
تخرجت ريما هذا العام وكانت تتدرب في مطار الملك خالد بالرياض تمهيدًا للعمل فيه، وكانت تنوي الاستمتاع بالحياة بعد عام دراسي مرهق وقضاء إجازة ممتعة مع عائلتها في جنوب المملكة. لكن القدر لم يكن له نفس الخطط.
قال خالها "رياض الجرعي": "لقد شرفنا أن نكون خالًا لريما.. وهكذا شاء القدر أن تكون هي من كانت تحمل آخر حقيبة سفر. سافرت كالسائحة مع عائلتها، ولكن القدر كان له رأي آخر".
