البوابة-آشتون كارتر (60 عاماً)، وزير الدفاع الأميركي الجديد، والرابع الذي يتولى مسؤولية الوزارة في عهد الرئيس باراك أوباما.
ومعروف عنه أنه خبير في الأسلحة المتطورة والميزانيات العسكرية، ويُقدم نفسه على أنه يعمل لإصلاح البيروقراطية في البنتاغون.
ولد آشتون كارتر في 24 أيلول - سبتمبر العام 1954 في فيلادلفيا، ويحمل شهادة في الفيزياء من جامعة «يال» في العام 1976. وحصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء النظرية من جامعة أوكسفورد في العام 1979، وقام بالتدريس في جامعتي هارفرد وستانفورد.
عمل كارتر في البنتاغون في رئاسة بيل كلينتون، وأشرف على سياسات الأسلحة النووية، وساعد في جهود إزالة الأسلحة النووية من أوكرانيا وغيرها من الجمهوريات السوفياتية السابقة.
وفي الفترة بين العامين 1993 و1996 شغل منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون سياسات الأمن الدولي.
وشغل كارتر منصب وكيل وزارة الدفاع للمشتريات والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية في الفترة من العام 2009 حتى 2011. كما شغل أيضاً منصب نائب وزير الدفاع من تشرين الأول - اكتوبر 2011 إلى كانون الأول - ديسمبر 2013، أثناء تولي الوزير السابق تشاك هاغل وسلفه ليون بانيتا الوزارة، وكان كارتر في ذلك الوقت رئيس العمليات في الوزارة حيث يدير كل العمليات التي تقوم بها وزارة الدفاع على مدار الساعة.
وبرغم معرفة كارتر الواسعة ببرامج الأسلحة والتوجهات التكنولوجية، هو أقل خبرة في الإشراف على استراتيجيات الحرب، ولم يخدم في صفوف الجيش، على عكس سلفه هاغل الذي أصيب في حرب فيتنام.
ويوصف كارتر بأنه «إداري وتكنوقراطي»، كما أنه معروف بعلاقته الجيدة مع دول في الخليج، وأشرف على صفقات ضخمة لبيع السلاح. وبالنسبة إلى إيران، يرى كارتر أنه لا يجب تشجيعها على امتلاك الأسلحة النووية.
وفي حياته المهنية في الخدمة العامة، حصل كارتر على أربعة أوسمة للخدمة العسكرية المتميزة من وزارة الدفاع، كما منح وسام استخبارات الدفاع.
ويفترض أن يقر مجلس الشيوخ تعيين كارتر بسهولة، بعدما أكد عدد من النواب الجمهوريين أنهم لا يعترضون على تعيينه.
وكارتر المعروف إلى حد كبير كلاعب وراء كواليس، وكمفكر، وكمدير، بالإضافة إلى عمله في اثنين من أعلى المناصب في وزارة الدفاع، يوصف بالرجل «عالي النشاط»، وهي التسمية التي أطلقها عليه رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، العام الماضي.
وفي الحقيقة، هناك سبب لإطلاق هذه التسمية على كارتر، فبالإضافة إلى شغله مناصب مشتري السلاح ومدير ميزانية في وزارة الدفاع، وفقاً لمجلة «ديفينس نيوز»، يشير كثيرون إلى دعوة كارتر لقصف كوريا الشمالية كدليل على «همته العالية».
ففي مقالة نشرها في صحيفة «التايمز» الأميركية في العام 2006، عندما كان خارج الحكومة ويعمل كمدرس في جامعة هارفارد، دعا كارتر الرئيس السابق جورج بوش إلى شن «ضربة جراحية» ضد أنظمة كوريا الشمالية الصاروخية.
وقال في مقالته حينها إنه «بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإن مخاطر عدم التحرك ستكون أكبر بكثير من مخاطر التحرك».
هذه النقطة أشارت إلى حد ما إلى ارتباط كارتر بالإسرائيليين، فبعد سنة واحدة، قصفت إسرائيل المفاعل النووي الذي كان يجري بناؤه في سوريا بمساعدة من كوريا الشمالية. ويشير كثيرون إلى أن آشتون كارتر من أنصار إسرائيل الكبار، ومحبوب من «إيباك» ومؤيدي إسرائيل في واشنطن، خصوصاً في مجلس الشيوخ، وبالتالي فإن البيت الأبيض كان واثقاً من أن مجلس الشيوخ بغالبيته الجمهورية المقربة من «إيباك»، سيؤيد ترشيح كارتر.
كما أنه كان صوتاً داعماً لإسرائيل من وراء الستار و«بهدوء متزن جدير بعالم الفيزياء» من دون أن يثير الأضواء، بحسب متابعين، ومن المحتمل أن يتخذ موقفاً أكثر تحدياً للاتفاق النووي الإيراني.
وللحصول على نظرة أقرب إلى طريقة تفكير وعمل كارتر، قد يكون من المفيد إعادة قراءة ما كتبه الرجل لمجلة «فورين أفيرز» في بداية العام 2014، تحت عنوان: «إدارة البنتاغون بطريقة سليمة: كيف نعطي القوات ما تحتاجه؟»، حيث أعاد الانتقادات الموجهة لإدارة بوش حينها، حول منهجها في الحروب في أفغانستان والعراق، من خلال كتابة عبارات مثل «يحتاج البنتاغون أيضاً لأن يصبح أفضل في تحديد التهديدات في أكثر وقت مبكر ممكن. نادراً ما يكون مستعداً ومرناً بشكل كاف لمواجهة التطورات غير المتوقعة على أرض المعركة، في الوقت الذي تكون فيه القوات الأميركية على الأرض سريعة في تغيير تكتيكاتها العسكرية في حال إظهار العدو لمفاجآت لم تكن في الحسبان».
والسؤال الذي يطرح نفسه حول شخصية كارتر، ما هي الإستراتيجية التي سيقود بها البنتاغون في هذا الظرف الحساس، وما الذي يمتلكه الرجل لحلحلة الخلافات بين «الحلفاء» حول الطريقة التي يجب التعامل بها مع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، وهل سيتمكن من توجيه بوصلة المخططين العسكريين في الولايات المتحدة نحو خلق «انتصار» ينقذ الديموقراطيين؟
تعيين كارتر لم ينه الجدل القائم حول رحيل هاغل، الذي قال الجمعة، إن استقالته الأسبوع الماضي لم تكن بسبب «خلافات كبيرة» مع الرئيس أوباما، نافياً ما تردد بأنه أقيل أو استقال لسوء إدارة من جانب البيت الأبيض.
وأضاف هاغل، الذي لم يكن حاضراً خلال حفل البيت الأبيض، في أول تصريحات علنية في شأن استقالته، أنه قرر ترك منصبه بعدما استخلص من عدة محادثات مع الرئيس بأن «الوقت قد حان الآن لإجراء تغيير في قيادة وزارة الدفاع».
غير أن وسائل الإعلام الأميركية أشارت وقتها إلى نوعين من الفشل خلال فترة وجود هاغل. الأول هو الفشل السياسي، من أفغانستان إلى أوكرانيا، مروراً بمصر، وصولاً إلى سوريا والعراق.
والنوع الثاني هو الفشل البيروقراطي، وأهم وظيفة لهاغل كوزير للدفاع هي أن يكون ممثلًا للبنتاغون لدى البيت الأبيض والكونغرس، وكذلك ممثلًا للبيت الأبيض عند وضع سياسات وزارة الدفاع الأميركية، ولكنه لم ينجح في أداء أي من هاتين المهمتين.
لقد كان ينظر إلى هاغل داخل وزارة الدفاع الأميركية على أنه ممثل غير فعّال، و«مدير فاشل ومتراخ» وغير فعّال».
وقد كتبت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» ذات مرة أنه «كثيراً ما كان لدى هاغل مشاكل في توضيح أفكاره، أو سياسة الإدارة، بطريقة فعالة».
الأسئلة الكبيرة التي طرحتها إقالة هايغل من منصبه قد لا يجيب عنها تعيين كارتر، لكنها تهدف إلى انتشال الإدارة الأميركية مما ورطت نفسها به، ليكون هاغل قرباناً على مذبح نجاة أوباما
المصدر صحيفة "السفير" ووكالات..