قررت منظمة الصحة العالمية ارسال لجنة لتقصي الحقائق حول الاوضاع الصحية المتدهورة في الاراضي المحتلة. فيما تظاهر مئات الاسرائيليين مطالبين قواتهم بالخروج من رفح، وشهد لبنان والاردن تظاهرات واعتصامات للتنديد بالمجازر التي ارتبكتها هذه القوات هناك وبالصمت العربي عليها.
وقالت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان المنظمة اعتمدت مشروع قرار تقدم به مجلس وزراء الصحة العرب خلال اعمال الدورة السابعة والخمسين للمنظمة التي انعقدت اليوم في جنيف.
واضافت الوكالة ان المنظمة أعربت عن "قلقها الشديد ازاء الانتهاكات الاسرائيلية الخطيرة للقانون الانساني الدولي بما في ذلك الاعتقال غير القانوني لآلاف المدنيين الفلسطينيين."
كما رفضت المنظمة سياسة الاغتيالات التي تنتهجها اسرائيل ضد كبار قادة الفصائل الفلسطينية والتي تسببت ايضا في استشهاد عشرات المدنيين.
وفي غضون ذلك، ناقشت المحكمة العليا الاسرائيلية طلبا تقدمت به منظمات اسرائيلية لحقوق الانسان من اجل السماح بدخول الادوية والمعونات الانسانية وسيارات الاسعاف الى رفح التي استشهد وجرح العشرات من ابنائها خلال العملية العسكرية الاسرائيلية التي دخلت يومها الرابع وخلفت دمارا هائلا.
ودفع الجيش الاسرائيلي بدعوى البحث عن انفاق تهرب منها اسلحة من مصر الى غزة بعشرات من الدبابات والمئات من جنوده الى رفح فجر الثلاثاء الماضي في اعنف اجتياح اسرائيلي للقطاع منذ سنوات بعد ان قتل نشطون فلسطينيون 13 جنديا في هجمات في غزة الاسبوع الماضي.
وتصاعدت الضغوط الدولية على اسرائيل للانسحاب بعد ان قتلت قواتها عشرة فلسطينيين خلال مسيرة سلمية في رفح الاربعاء. كما حثت الولايات المتحدة اسرائيل على مغادرة المخيم بعد ثلاثة ايام من العنف الدموي الذي قتلت خلاله عشرات الفلسطينيين وهدمت عشرات المنازل.
وقالت منظمات حقوق الانسان الاسرائيلية في طلبها للمحكمة العليا إن الماء والكهرباء مقطوعة في حي تل السلطان ويوجد نقص جدي في الادوية والمواد الغذائية، خصوصًا في الحليب.
واضافت إن سيدات فلسطينيات كن على وشك الولادة وطلبن التوجه إلى المستشفيات، لم يمنحن اذنا بالمرور عبر الجواجز الا بعد 24 ساعة. مشيرة الى ان سيارة إسعاف دفنت، ألخميس تحت التراب الذي وضعته جرافة عسكرية عمدًا.
واكدت هذه المنظمات إن المحاور التي تتوجه إليها سيارات الإسعاف تكون مغلقة وأن مطلب الجيش الإسرائيلي بالتاكد من هوية الجرحى، تجعلهم، أحيانا، ينزفون لساعات حتى يتسنى نقلهم إلى المستشفى.
ورفض الجيش الاسرائيلي هذه الاتهامات وادعى على لسان رئيس مكتب التنسيق والارتباط في قطاع غزة، العقيد يوآف مردخاي، إن الأدوية والمساعدات الغذائية التي تصل إلى رفح يتم إدخالها بدون أي عائق.
كما زعم ان الماء والكهرباء لم تنقطع في معظم المناطق في رفح، وأنه يتم تنفيذ التصليحات اللازمة في المناطق التي ينقطع فيها الماء والكهرباء.
وكان الجيش الاسرائيلي قد نفذ الجمعة، عملية اعادة انتشار في محيط مخيم رفح وانسحب من اثنين من احيائه وتمركز في محيطهما.
تظاهرات احتجاج
وقد تظاهر نحو الفين من دعاة السلام الاسرائيليين امام حاجز "كيسوفيم" قرب رفح الجمعة احتجاجا على العملية العسكرية الاسرائيلية في المنطقة.
واعتقلت القوات الاسرائيلية عددا من المتظاهرين الذين اشتبكوا معها خلال محاولتهم فتح الحاجز.
واطلق لاحقا سراح خمسة من النشطاء الذين تم اعتقالهم.
وشارك نواب عرب في الكنيست في هذه التظاهرة، واعلن عدد منهم انهم تعرضوا للضرب على يد الجنود الاسرائيليين، بينما ادعى هؤلاء ان عددا منهم اصيب بجروح طفيفة على يد المتظاهرين.
وفي لبنان، عمت المظاهرات الجمعة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين احتجاجا على المجازر الاسرائيلية في رفح.
وخرج خرج اكثر من ثلاثة الاف الى شوارع في مخيم عين الحلوة اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وارتدى بعض الاطفال الاكفان البيضاء للدلالة على التضامن مع الاطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا في الاراضي الفلسطينية.
كما سارت تظاهرة في مخيمي البص والرشيدية جنوب لبنان رفع المتظاهرون خلالها لافتات تدين "المجازر بحق المدنيين في رفح".
كما هتفوا "من رفح لجنين شعب واحد ما بلين" و"بالروح بالدم نفديك ياعرفات".
اما في شمال لبنان فرفع المتظاهرون في مخيم البداوي لافتات كتب عليها "نندد بالصمت العربي تجاه مجازر اسرائيل بحق شعبنا" و"اشلاء الصهاينة تستدعي اهتماما دوليا وخاصة عربيا اكثر مما تستدعيه عشرات جثث شعبنا الفلسطيني" و"لا خيار الا بالمقاومة المسلحة لاحباط المخططات والمؤامرات العربية والدولية".
وفي الاردن، شارك المئات في اعتصام بعد صلاة الجمعة للتنديد بالجرائم الاسرائيلية والصمت العربي الرسمي وطالبوا بفتح الحدود "للجهاد".
وقال رئيس اللجنة التنسيقية لاحزاب المعارضة الاردنية حمزة منصور ان ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة هو "حرب ابادة على يد المجرم (ارييل) شارون" رئيس الوزراء الاسرائيلي.
واضاف "هذه طبيعة الكيان الصهيوني العنصري الذي قام على المجازر بحق اهلنا في فلسطين والاردن وسوريا ومصر."
وبدأ المشاركون الذين اعتصموا أمام المسجد الحسيني الكبير في وسط عمان بالتكبير بعد صلاة الجمعة ثم هتفوا "نقولها لشارون..لن نركع" و "من عمان لجنين..كلنا فداك يا فلسطين.. ومن عمان لبغداد..سنحرر البلاد" ونادوا بالوحدة الوطنية الفلسطينية.
وقال منصور ان الاعتصام هو "احتجاج على الصمت العربي والاسلامي الرسمي ازاء ما يجري في فلسطين والعراق" مضيفا ان الفلسطينيين لن يتنازلوا عن حق العودة ومنددا بالسلام مع اسرائيل.
واضاف "لا نستغرب المواقف الوقحة من الادارة الاميركية واخرها الامتناع عن التصويت في مجلس الامن معتبرة كل هذه الجرائم دفاعا عن النفس."—(البوابة)—(مصادر متعددة)