قتل عراقي من حزب الدعوة في انفجار وسط بغداد فيما جرح خمسة في بعقوبة وفجر مسجد شيعي قيد البناء الغزالية وتواصلت التظاهرات المنددة بالدستور المؤقت في النجف والموصل. وقالت واشنطن انها ستفرض قيودا صارمة على حدود العراق.
ذكر شهود عيان أن عضوا بحزب الدعوة الاسلامي قتل اليوم السبت في انفجار قنبلة في متجره الصغير لبيع العطور في حي الكرادة التجاري بالعاصمة العراقية بغداد.
والقتيل هو سيد حيدر من أعضاء حزب الدعوة الاسلامي الذي كان محظورا في ظل حكم حزب البعث السابق. كما انه يمت بصلة لابراهيم الجعفري عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق.وطوقت القوات الاميركية منطقة الانفجار وبدأت تحقيقا للوقوف على أسبابه.
من ناحية أخرى، فجر مسجد شيعي قيد البناء في الغزالية الضاحية الغربية لبغداد ليل الجمعة وفجر السبت حسب ما اعلن سكان اتهموا المتطرفين السنة بالوقوف وراء هذا الاعتداء, وانهارت قبة المسجد والجدران المصنوعة من الحجارة الصفراء. والحقت اربع عبوات ناسفة اضرارا باعمدة الاسمنت في قاعة الصلاة التي تبلغ مساحتها نحو 600 متر مربع وتم تشييدها بفضل تبرعات في وسط الضاحية التي يسكنها شيعة وسنة.
وقال احد المسؤولين عن اعمال البناء حسين طلال لوكالة فرانس برس ان تفجير مسجد الرسول الكريم يهدف الى المساس بالوفاق القائم بين الطائفتين. الوهابيون وراء الاعتداء ويستخدم العراقيون عبارة الوهابيين للاشارة الى المتطرفين السنة.
وهذا العمل هو الاخير في سلسلة اعتداءات ضد افراد الطائفتين ينذر بنشوب اعمال عنف بين الغالبية الشيعية والسنة الذين تراجع نفوذهم منذ سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وفي تطور اخر، أعلنت الشرطة العراقية ان خمسة مدنيين عراقيين جرحوا في انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع صباح اليوم السبت عند مرور قافلة عسكرية اميركية في بعقوبة شمال بغداد. وقال الضابط في الشرطة علي فالح لوكالة فرانس برس ان عبوة ناسفة انفجرت عند مرور قافلة عسكرية أميركية امام محطة للوقود في بعقوبة في الساعة 3:00 تغ من اليوم السبت.
وأوضح ان العبوة يدوية الصنع، مشيرا الى ان الجرحى هم عراقيون كانوا أمام محطة الوقود.
وكان مسؤول عسكري أميركي اعلن صباحا عن مقتل جنديين أميركيين وجرح أربعة اخرين في انفجار وقع صباح اليوم السبت في وسط مدينة تكريت التي تبعد 180 كلم شمال بغداد. وكان عراقي قتل واصيب اثنان آخران بجروح خطيرة الخميس في انفجار عبوة ناسفة استهدفت قافلة عسكرية اميركية في وسط الفلوجة.
الى ذلك،قال مسؤول اميركي كبير ان السلطة التي تقودها الولايات المتحدة في العراق ستطبق سياسة حدودية جديدة لمحاولة منع دخول المتمردين الاجانب وستشمل اغلاق اغلب نقاط العبور الرسمية من ايران.
وابلغ المسؤول الصحفيين ان السياسة الجديدة صيغت بالتعاون مع مجلس الحكم العراقي ووزارة الداخلية. وستعلن التفاصيل الكاملة في وقت لاحق من يوم السبت.
تواصل الاحتجاجات على الدستور المؤقت
تجمع مئات الطلاب اليوم السبت في مدينة النجف (جنوب بغداد) وفي الموصل (شمال العراق) منددين بقانون ادارة الدولة العراقية الموقت الذي وقعه الاثنين مجلس الحكم الانتقالي في العراق. وسار الطلاب في النجف باتجاه مسجد الامام علي وهم يدعون الشعب الى "الثورة ضد اميركا والدستور".
ورددوا هتافات من بينها "نعم نعم للوحدة، نعم نعم للمرجعية". في الموصل الواقعة على بعد 370 كلم شمال بغداد، افاد مراسل وكالة فرانس برس ان حوالى 250 طالبا تظاهروا بهدوء ضد الدستور الموقت وهم يرددون هتافات من بينها "لا لا للدستور، نعم نعم للوحدة الوطنية، نعم نعم للاسلام، لا لا للاحتلال".
وتأتي هذه التظاهرات غداة انتقادات عنيفة لقانون ادارة الدولة الموقت ادلى بها رجال دين شيعة خلال خطبة الجمعة. وقال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الكوفة (وسط) القريبة من النجف ان "هذا القانون شبيه بوعد بلفور الذي باع فلسطين. نحن في طريقنا لبيع العراق والاسلام. انها علامة سيئة".
وفي النجف، قال الشيخ صدر الدين القبانجي المسؤول في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الممثل في مجلس الحكم "هناك نقاط ضعف في قانون ادارة الدولة اهمها قضية الشرعية فمن اين يستمد هذا القانون شرعيته اذ انه لم يتم التصويت عليه لا من الجمهور ولا من الفقهاء".
وأكد احمد صافي المقرب من آية الله السيستاني في كربلاء ان صياغة اي دستور يجب ان تأتي على ايدي العراقيين من دون تدخل قوات الاحتلال—(البوابة)—(مصادر متعددة)