مقتل جندي اميركي في بغداد و20 من جيش المهدي في اشتباكات بكربلاء

تاريخ النشر: 12 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قتلت القوات الاميركية 20 مقاتلا من جيش المهدي في اشتباكات وقعت بكربلاء فيما وافق مقتدى الصدر على نزع سلاح جيشه وتحويله الى منظمة سياسية بشرط وقف ملاحقته بقضية قتل الخوئي الى حين تشكيل حكومة عراقية منتخبة في الغضون اعلن الجيش الاميركي عن مصرع احد جنوده غرب العراق. 

مقتل 20 من جيش المهدي 

قال ضابط عسكري أميركي كبير ان جنودا أميركيين تساندهم دبابات وعربات مدرعة قتلوا 20 مقاتلا على الأقل من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في معركة شرسة اندلعت في مدينة كربلاء. 

وقال سكان ان القتال اندلع مساء يوم الثلاثاء واستمر حتى الفجر في الوقت الذي احتمى فيه مقاتلون من جيش المهدي التابع للصدر داخل مسجد وحاصرتهم القوات الاميركية. 

وقال مسؤول أميركي كبير في بغداد ان ما بين 20 و25 مقاتلا لقوا حتفهم كما أصيب  

سبعة جنود أميركيين. 

وكان فالح الحسناوي مدير الصحة في كربلاء قد صرح لرويترز في وقت سابق بأن خمسة عراقيين على الأقل قتلوا. 

ومضى يقول "قتل خمسة عراقيين في اشتباكات وبينهم مقاتلان من جيش المهدي. وأصيب 12 آخرون كما دمر فندق وعدة منازل قرب مجمع جيش المهدي." 

وذكر شهود العيان ان القوات الاميركية كانت تستخدم مكبرات صوت لحث المقاتلين على تسليم أسلحتهم ومغادرة المسجد. 

وأقامت الشرطة العراقية نقاط تفتيش حول المدينة الواقعة على بعد 110 كيلومترات جنوب غربي بغداد. 

وبدأ مقاتلون تابعون للصدر مقاومة ضد قوات الاحتلال الشهر الماضي وتوعد مسؤولون أميركيون بقتل الصدر أو اعتقاله ولكنهم تراجعوا في الاونة الاخيرة عن هذا الموقف وفضلوا التأكيد على مساندة حل يتوصل إليه العراقيون. 

والصدر موجود في النجف وأقسم أن يقاوم جهود اعتقاله. 

جيش المهدي 

وبعد مفاوضات طويلة مع رجال دين ووجهاء وسياسيين في النجف وافق المرجع الشيعي مقتدى الصدر على نزع سلاح جيش المهدي وتحويله إلى منظمة سياسية. 

وينص الاتفاق على وقف الملاحقات القضائية في قضية اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي، الذي يتهم الصدر بالوقوف وراءه، إلى حين تشكيل حكومة عراقية منتخبة. 

وقال مساعدون كبار للصدر في النجف يوم الثلاثاء انهم اتفقوا مع فصائل شيعية أخرى على امكانية سحب الصدر لمقاتليه من جيش المهدي من المدينة اذا انسحبت ايضا القوات الاميركية. 

وقال قيس الخزعلي كبير مساعدي الصدر في النجف لرويترز بعد اجتماع مع زعماء شيعيين منافسين انه تم التوصل لاتفاق على جميع نقاط الخلاف وان هذا الاتفاق يمثل جميع الاتجاهات السياسية الشيعية. 

وقال أبو حسن العماري قائد لواء بدر الموالي للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وهو فصيل مناويء للصدر ان هذه بداية حل الأزمة التي تهدد الجميع. 

ولم يرد رد فعل فوري من جانب الجيش الاميركي الذي يحتل قاعدة صغيرة ومباني اخرى في النجف لكنه يحرص على ان يظل بعيدا عن الأماكن المقدسة بالمدينة التي يحتمي فيها الصدر ومقاتلوه. 

جاء هذا الاتفاق بعد تعرض مقتدى الصدر لضغوطات من المرجعية الشيعية العليا في النجف التي منحت غطاء شرعيا للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي خرج أنصاره في مظاهرات بشوارع المدينة مطالبين برحيل مسلحي جيش المهدي. 

وصدر في بيان عن مكتب الصدر استعداده لإنهاء انتفاضة أنصاره شرط موافقة الأميركيين على التفاوض معه "شرط أن تكون منصفة ونزيهة". 

وجاءت الضربة الاقوى للصدر من المرجعية الشيعية العليا نفسها, بتأكيدها ان الشيخ صدر الدين القبانجي (من المجلس الأعلى) الذي دعا الصدر الى الخروج من النجف ونظم تظاهرات ضد وجود مسلحين في محيط مقام الامام علي وسط المدينة, يتمتع بغطائها الشرعي. 

وعقدت سلسلة اجتماعات بين مندوبين من المرجعية يتقدمهم حجة الاسلام السيد محمد رضا نجل آية الله العظمى السيد علي السيستاني والشيخ علي نجل آية الله بشير النجفي, وممثلين عن الصدر, قالت مصادر مطلعة انها اسفرت عن اقناع الاخير بضرورة ترك المدينة. 

ودعا المرجع المعروف آية الله حسين الحسني البغدادي الى التعقل والحكمة في معالجة الموضوع, منبهاً الى ضرورة عدم "تعريض المشهد الحيدري الشريف (مقام الإمام علي) الى الإذلال تحت هيمنة وسيطرة الاحتلال", فيما شدد الشيخ علي النجفي على "ضرورة عدم تحويل مدينة النجف المقدسة ساحة معركة طالما ليست هناك حاجة ملحة الى ذلك, وطالما ان هناك أماكن وفضاءات اخرى لمواجهة العدو". 

مصرع جندي اميركي 

قال الجيش الاميركي يوم الاربعاء ان جنديا اميركيا قتل في قتال جرى يوم الثلاثاء في غرب العراق. 

ولم يقدم البيان العسكري الاميركي أي تفاصيل بخلاف ان الجندي القتيل يعمل في قوة الحملة الاولى التابعة لمشاة البحرية وانه قتل بنيران "العدو".--(البوابة)—(مصادر متعددة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن