مطار غزة.. حلم فلسطيني لم يكتمل

تاريخ النشر: 25 نوفمبر 2017 - 05:11 GMT
مطار غزة.. حلم فلسطيني لم يكتمل
مطار غزة.. حلم فلسطيني لم يكتمل

لا يزال ركام مطار غزة الدولي المُدمر، الواقع في أقصى جنوب قطاع غزة، شاهدا على حُلم فلسطيني لم يكتمل. فلقد تحول ذلك الصرح السيادي، بين ليلةٍ وضُحاها إلى كومة من الأنقاض، بسبب القصف الإسرائيلي، الذي تعرض له، بعد أقل من عامين على إقامته، كأول مطار يتبع للسلطة الوطنية الفلسطينية.

ويذكر العديد من الفلسطينيين بغزة المطار بكثير من الحنين، رغم الفترة البسيطة التي عمل فيها، نظرا للصعوبات الكبيرة التي يكابدونها حاليا خلال السفر.

وصادف الجمعة، الذكرى الـ“19” لبدء تشغيل المطار، الواقع جنوبي شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بالقرب من الحدود المصرية، حيث افتتح في 24 نوفمبر عام 1998.

وعمل المعبر لنحو عامين، قبل أن تغلقه إسرائيل، كإجراء عقابي على اندلاع انتفاضة الأقصى الفلسطينية في سبتمبر من عام 2000. ومنذ إغلاق المطار، عاد سكان القطاع لاستخدام معبر رفح، الواصل بين غزة ومصر، والذي تعرض لفترات طويلة من الإغلاق، خلال السنوات الماضية.

ويسافر سكان القطاع، من خلال مطار القاهرة المصري، بعد اجتيازهم لمعبر رفح الذي تغلقه السلطات المصرية، بشكلٍ شبه كامل، وتفتحه فقط لسفر الحالات الإنسانية. ويقول القائم بأعمال رئيس سلطة الطيران المدني، زهير زُمْلط، إن إنشاء المطار كان بمثابة “حُلم” للرئيس الراحل ياسر عرفات. وأضاف زملط في جولة بين مباني المطار “منذ تأسيس السلطة الفلسطينية على أرض الوطن كان حُلم الرئيس الراحل عرفات، بناء مطار، فأصدر قراره بإنشاء سلطة الطيران المدني مطلع العام 1994 والخطوط الجوية الفلسطينية مطلع العام 1995، وعملت السلطة على تحديد الموقع للمطار، في الأول من أكتوبر في ذات العام”.

وتابع زملط “مباني المطار هي: الإدارة، وصالتا الوصول والمغادرة وتزيدان عن 4 آلاف متر، وقاعة كبار الزوار على مساحة 1300 متر، ومدرج الطائرات ويبلغ طوله حوالي 1889 مترًا، ومهبط، وبرج للمراقبة، ومقر للهيئة العربية للبترول، وبه طائرتان ملك للمطار، ومعدات ألمانية وإسبانية للعمل”.

وأشار إلى أن “تكلفة إنشائه بلغت ما بين 60 إلى 70 مليون دولار أميركي”. وأوضح أن “عدد العاملين في المطار، بلغ حوالي 800 موظف فلسطيني، ما بين مهندسين وطيارين وإداريين وموظفي أمن وخدمات مسافرين”.

وقال إن “فترة بداية عمل المطار شهدت حركةً دؤوبة للمسافرين، فسجل تنقل نحو 20 ألف مسافر عام 1998، وحوالي 61 ألفا عام 1999، وقرابة 59 ألفا عام 2000”. وأوضح أن “رحلات المطار توقفت في الثامن من أكتوبر، بعد نحو 10 أيام على اندلاع أحداث انتفاضة الأقصى”. وفي 13 فبراير 2001 أغلق المطار بشكل كامل، من قبل الجيش الإسرائيلي. وبين زُملط أن “المطار، كان يعد مؤسسة ذات أهمية كبيرة”.

وأضاف “للمطار أهمية سياسية إذ يُعتبر رمزًا من رموز السيادة، وله أهمية اقتصادية تمثلت في تشجيع التجارة والسياحة وإنشاء المصانع، وأخرى اجتماعية تتمثل في حرية التنقل والسفر للفلسطيني كيفما ووقتما شاء، وذلك حق مكفول، أن يكون له مطار ومعابر ليتنقل لدول العالم ويعود، دون عراقيل”.

وأشار إلى أن “المطار كان يستخدم لنقل الحجاج والمعتمرين، للمملكة العربية السعودية، وفتح خطوط ملاحة مع الأردن، والمغرب، والإمارات، وتركيا، وقبرص الرومية، والسعودية، وكانت به طائرة رومانية وأخرى مغربية تأتي وتذهب يوميًا”.

وينظر زملط لما تبقى من المطار بألم، ويقول “نحن من بنينا المطار بأرواحنا، وأرى اليوم التعدي على أرض المطار، والتلال الرملية، وتحويله إلى مكب للنفايات”.

وأضاف “نرجو من الرئيس محمود عباس أن يعمل جاهدًا لإعادة بنائه، ولدينا كوادر عملت به، وجاهزة للعمل، ولسنا بحاجة لكوادر خارجية، ونحن على استعداد لبنائه بأيدينا لرفع المعاناة عن شعبنا، الذي يُحرم من السفر”.

وعُرف المطار باسم مطار غزة الدولي، ثم “مطار ياسر عرفات الدولي”، تيمنًا بالرئيس الراحل كونه صاحب فكرة إنشائه.

وبُني المطار بتمويل من “اليابان ومصر والسعودية وإسبانيا وألمانيا”، وتم تصميمه على يد معماريين من المغرب ليكون على شاكلة مطار “الدار البيضاء”.

وكان الافتتاح الرسمي للمطار عام 1998 بحضور رئيس الولايات المتحدة الأميركية السابق بيل كلينتون، وزعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون منديلا؛ وكان المطار قادراً على نقل 700 ألف مسافر سنوياً.

وبدأ الأسطول الجوي الفلسطيني بطائرتين، الأولى من نوع “فوكر 50” تتسع لـ48 راكبًا، وكانت منحةً من الحكومة الهولندية، أما الثانية فهي طائرة “بوينغ 727” تبرّع بها رجل الأعمال السعودي، الأمير الوليد بن طلال وتتسع لـ160 راكبًا، وكانت كافية لتسيير رحلات إلى دول عديدة بناءً على اتفاقيات النقل الجوي الموقعة بين فلسطين وتلك الدول، وكان يسافر عبرها يوميًا ما بين 300 و500 مسافر.