البوابة:
مع تبادل الاتهامات بين روسيا واوكرانيا وتحميل كل طرف للاخر مسؤولية تفجير سد كاخوفكا الذي وازى تأثير انفجار قنبلة نووية، متسببا في تشريد عشرات الالاف من السكان وتدمير عشرات القرى، الى جانب عواقب، بيئية واقتصادية وتكنولوجية، ضخمة، تطل مصلحة كييف في تنفيذ هذه العملية بصورة اكبر من المصلحة الروسية التي كانت تنشد الهدوء على تلك الجبهة.
حسب التقارير فان اوكرانيا المدعومة من الغرب بقوة عسكرية ومالية وسياسية، ارادت اشغال القوات الروسية بالتزامن مع ما تعتبره بالهجوم المضاد، ويهم كييف هنا توريط روسيا اخلاقيا وتدمير سمعتها دوليا، ويبدو ان تاثر القوات الروسية اكثر من نظيرتها الاوكرانية بدليل كلمات الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي بأن الانفجار لم يؤثر في قدرة أوكرانيا على تحرير أراضيها.
تهدف عملية تفجير السد الى محاولة تفريق القوات الروسية المدافعة امام الهدوم الاوكراني المضاد والمنتظر منذ اشهر والذي طالماتاجل خشية الهزيمة الكبيرة امام القوات الروسية والتي ستعتبر نهاية المعركة واعلان انتصار بوتين على الولايات المتحدة واوربا، وتكريس نفسه رسميا طرف وقطب اخر في العالم.
اقامت القوات الروسية منذ اشهر خطوط دفاع متتالية لصد اي هجوم اوكراني على ضفة نهر دنيبرو، فيما تتواجد القوات الاوكرانية على الضفة الاخرى، ومع تدفق المياة تضرر التحصينات الروسية بشكل كبير وفقدت جزءا مهما من قوتها وقدرتها على التصدي للهجوم الاوكراني،
ووفق المعلومات الواردة فان تفجير سد كاخوفكا سيتسبب في انخفاض منسوب المياة وهو ما يتيح للقوات الاوكرانية العبور والهجوم المضاد على المصدات وخطوط الدفاع الروسية التي ضعفت وانشغلت في عملية الانسحاب او الترميم
النقطة الاخرى التي اثرت على الدولة الروسية جراء تفجير سد كاخوفكا هي حرمان شبه جزيرة القرم من المياة، حيث انه من المعلوم ان تلك الجزيرة تعاني من شح في مياه الشرب والخدمات، وتدمير السد سيحمل الدولة الروسية طاقة اضافية لتامين مياه الشرب الى سكانها في شبه الجزيرة
وفي المحصلة فان السد كان تحت السيطرة الروسية منذ بداية الهجوم في شباط العام 2022 وليس من مصلحة موسكو تفجيره طلما بقي في خدمتها، وتستفيد منه ومن موقعه وطاقته
الولايات المتحدة سارعت الى تبرئة اوكرانيا من العملية من دون ادانه غريمتها روسيا، في اشارة الى تورط كييف في تدمير السد واغراق 80 تجمعا سكانيا في محيطه، في صورة تذكر بسقوط الصواريخ في الاراضي البولندية حيث اتخذت اميركا موقف بعيد عن اتهام القوات الروسية باطلاق الصواريخ قبل ان تقر بان الجيش الاوكراني يقف وراء اطلاقها حيث تسببت بمقتل شخصين ، وفي حادثة السد جاء الموقف الممائل حيث اشار روبرت وود نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة: «لسنا متأكدين على الإطلاق.. لكن لماذا ستفعل أوكرانيا ذلك بأرضها وشعبها.. تُغرق أرضها وتجبر عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم.. هذا ليس منطقياً».