مصر: غياب ذكرى ثورة 25 يناير

تاريخ النشر: 25 يناير 2021 - 04:16 GMT
غابت ذكرى الثورة عن الاعلام المصري
غابت ذكرى الثورة عن الاعلام المصري

 عيش حرية عدالة اجتماعية... هي الشعارات التي رفعها الجمهور المصري قبل 10 سنوات عندما تجمهر في ميدان التحرير مطالبا باسقاط الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، وسقط بعد اسبوعين تقريبا لتدخل البلاد في دوامة جديدة من التخبط السياسي لم يستقر بشكل فعلى الى هذا اليوم.

وقد غابت ذكرى الثورة عن الاعلام المصري والذي لا يعتبرها صائبة كونها جاءت بالاخوان المسلمين الى سدة الحكم 

نقطة التحول

صيف عام ٢٠١٠ أدى حادث  اعتداء الشرطة على المدون المصري خالد سعيد الى غضب شعبي وبالتالي إلى خلق صفحة "كلنا خالد سعيد" على مواقع التواصل الاجتماعي، مستقطبة مليون متابع،  تعبيرا عن السخط من هذه الجريمة. أما العامل الثاني الذي أدى إلى تشكيل نقطة مفصلية في تحول الأحداث فكان مع النتائج "المشينة" للانتخابات التشريعية.

بناء على هذه العوامل قامت أجهزة الشرطة بالتحذير بأن شهر كانون الأول/ ديسمبر سيشهد انفجارا في الأحداث،  وأن العام ٢٠١١ وهو عام الاتنخابات الرئاسية المصرية سيكون حافلا بالإحتجاجات.

يوم الثورة

حركات سياسية عدة إضافة الى مجموعات من الشباب دعت الى تظاهرات في يوم عيد الشرطة المصرية، الذي يصادف يوم 25 يناير، واذ كانت أعداد المتظاهرين قبل أشهر أي في أيلول/سبتمبر عام 2010 لم تتعد ال500 شخص، فقد سجلت أعداد المتظاهرين رقما تراوح بين خمسين إلى سبعين ألف شخص فقط في القاهرة وضواحيها. ومن هنا كانت البداية..

أسباب الثورة

يرى كاتب المقال وهو العالم السياسي والمؤرخ المصري "توفيق أكليمندوس" أنّ الاجابة على هذا السؤال معقدة  خاصة أن نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك كان يواجه أزمات إقتصادية واجتماعية ، وأزمات سياسية عدا عن المشاكل الأخلاقية والمجتمعية وفق ما نقل عنه راديو مونتيكارلو الفرنسي 

نبض_الشبكة: 25 يناير حكاية ثورة | ميديا | عرب 48

ويرى الكاتب أنّ الثورة هي وليدة أزمات عديدة: الأزمة الاقتصادية الاجتماعية  المتعلقة بالإصلاحات في ظل نظام يستشري فيه الفساد، وأزمات سياسية لها أوجه عديدة خاصة المتعلقة بالتوريث السياسي. وتحت هذا العنوان تنضوي أيضا مشاكل هيكلية في النظام السياسي ومنها "الزبائنية"، وأخرى أمنية متمثلة بممارسات الشرطة المصرية التابعة لنظام مبارك، الأمر الذي أدى الى اشتداد العنف والفساد.

أما الأزمة الاجتماعية فهي متمثلة بحسب الكاتب بوجهين، الوجه الأول مادي والثاني رمزي، وذكر الكاتب الوجه المتعلق بأشكال السلطة، مركزا على ما أسماه ب" بطريركية العائلة النووية"، واعتبر أن المشاكل الأخلاقية والاجتماعية لها "علاقة طردية" بكل أشكال السلطة آنذاك في مصر.

الاخوان المسلمين والسيطرة على الحكم

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد، يقول: "لا أعتقد أن تنظيم الاخوان المسلمين الذي سيطر على الحكم قبل ان يطيح به الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي  قد انتهى". ويضيف لوكالة "أ ف ب" أن الظروف التي نما في ظلها التنظيم، وهي ضعف الأحوال الاقتصادية وعدم وجود منظمات سياسية تستوعب الشباب، "لا تزال قائمة".

 ولطالما عمل الإخوان المسلمون على "أزمة الطبقة الوسطى" في مصر، منذ تأسيس الجماعة عام 1928، وفق ما يقول السيد. ويوضح أنه، في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعانيها أبناء الطبقة المتوسطة في مصر وعدم وجود منظمات وكيانات سياسية تقدم لهم حلولاً، كان الإخوان المسلمون يعملون على استيعابهم، خصوصاً من خلال نشاطات خيرية.

ولا تخفي الجماعة أنها تعول على حراك شعبي من أجل إحداث تغيير. ويقول الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين طلعت فهمي: "لا يمكن أن يحصل أي تغيير في مصر عن طريق انتخابات في ظل وجود هذه المنظومة. الحراك الشعبي هو الذي يجبر هؤلاء على التراجع". ويضيف لفرانس برس: "لا بدّ أن يحدث حراك أو فعل على الأرض. لا نعلم متى، لأن الحراك لا يستطيع أحد أن يتنبأ بموعد قدومه".

تغير الظروف الخارجية
وتعتقد جماعة الإخوان المسلمين أن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد يفتح لها باب العودة إلى الحياة في مصر، إذ إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان داعماً لنظام السيسي. إلا أن الباحث كمال حبيب لا يرى أن فوز بايدن قد يغير شيئاً، مشيراً الى أن إدارة بايدن قد تعمل على "تحسين حال حقوق الإنسان أو العمل الحزبي أو الأهلي.. وليس عودة الإخوان".

وتجد بعض قيادات الإخوان الهاربة من مصر منافذ إعلامية لمعارضة النظام المصري في كل من تركيا وقطر. لكن هذا الأمر قد يتغير بعد المصالحة التي حصلت أخيراً بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة ثانية. ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد، أن المصالحة العربية قد تنعكس بشكل سلبي على جماعة الإخوان، ويوضح: "ربما يفقدون نافذة يمكن أن يطلّوا منها على الرأي العام المصري".

لكن الناطق باسم الجماعة، طلعت فهمي يشدد على أن "من أهم مصادر قوة جماعة الإخوان المسلمين أنها لا تعتمد على الحكومات ولا تتلقى دعماً مادياً إلا من أفراد الجماعة"، مضيفاً "جماعة الإخوان لا تتلقى أي دعم لا من تركيا ولا من قطر ولا من أي دولة أو منظمة على مستوى العالم، وهذا من أحد أسباب استمراريتها الى الآن".

ورغم أن السيد يؤكد أن تنظيم الإخوان "لم ينته بعد"، إلا أنه يجد أنه "من الصعب أن يظهروا علناً في ظل النظام المصري بوضعيته الحالية".

 المزيد من الاخبار على البوابة

تابعنا على مواقع التواصل :

- الفيس بوك 

تويتر 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن