نفت القاهرة الاثنين، وجود محادثات بينها وتل ابيب بشان الوضع الامني على الحدود بين مصر وقطاع غزة في ضوء خطة اسرائيل لاجلاء مستوطناته، وهي الخطة التي يعتزم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون زيارة واشنطن هذا الشهر للحصول على موافقتها عليها.
وكانت مصادر أمنية اسرائيلية قالت الجمعة ان مسؤولين في المخابرات الاسرائيلية اجروا محادثات مع نظرائهم المصريين في شباط/فبراير حول احتمال تخلي اسرائيل لمصر عن مسؤوليات الامن في ممر "فيلادلفيا" في جنوب غزة، بعد انسحاب الدولة العبرية من القطاع.
لكن وزير الخارجية المصري احمد ماهر نفى علمه بمثل هذه المحادثات.
وقال في مؤتمر صحفي الاثنين "لا أظن أنه كان هناك شيء من هذا. كنا نتحدث عن الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة والضفة الغربية. بعد ذلك الامن على الحدود بين مصر وفلسطين أمر يناقشه المصريون والفلسطينيون."
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون أعلن عن خطط لإزالة معظم المستوطنات اليهودية من قطاع غزة اذا انهارت خطة "خارطة الطريق" للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي تتبناها الولايات المتحدة.
ولم يحدد شارون جدولا زمنيا للانسحاب من القطاع الذي يعيش فيه نحو 7500 يهودي في مستوطنات متناثرة بين مدن وقرى فلسطينية يقطنها نحو مليون و300 ألف فلسطيني.
ولم تتخذ اسرائيل قرارات حول ما اذا كان الجيش الاسرائيلي سيحتفظ بوجود في أجزاء من قطاع غزة اذا أُزيلت المستوطنات من القطاع الذي احتلته في حرب حزيران/يونيو 1967.
واعلن وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم الاثنين ان رئيس الوزراء ارييل شارون سيزور واشنطن هذا الشهر لمحاولة الحصول على موافقة الولايات المتحدة على خطته الرامية الى إزالة غالبية المستوطنات بقطاع غزة.
وقال شالوم في مؤتمر صحفي في لندن "إنها ليست خطة كاملة بعد. رئيس الوزراء يود استكمالها... (قبل)... اجتماعه مع الرئيس (الامريكي جورج) بوش في نهاية (اذار) مارس في واشنطن. وقد قال انه لن يفعل ذلك الا اذا وافق الاميركيون عليها أولا."
وقال مصدر اسرائيلي رفيع طلب عدم نشر اسمه ان شارون يدرس أربعة خيارات بخصوص الانسحاب المرجح ان يكون من جانب واحد لانه يعتقد انه ليس لديه شريك تفاوض فلسطيني.
والخيارات هي ترك بعض المستوطنات في غزة أو اخلاء كل المستوطنات مع الإبقاء على وجود عسكري على شريط حدودي مع مصر أو الابقاء على وجود عسكري في غزة أو ازالة كل المستوطنات مع عدم الابقاء على اي وجود مدني أو عسكري في قطاع غزة بأكمله.
وذكر المصدر في اشارة للخيار الرابع "يبدو انه سيكون جلاء كاملا ولكن لم تجر الموافقة عليه بعد."
ومن المقرر ان يلتقي شالوم مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير الخارجية جاك سترو الثلاثاء. وقال شالوم انه سيزور مصر الاسبوع المقبل وواشنطن خلال أسبوعين.
ومضى يقول ان اسرائيل ما زالت ملتزمة بخطة "خارطة الطريق" التي تدعمها الولايات المتحدة لإحلال السلام ولكنها ستتخذ اجراءات من جانب واحد بما في ذلك بناء الجدار العازل المثير للجدل في الضفة الغربية في غياب المحادثات مع الفلسطينيين.
وتقول اسرائيل ان مشروع الجدار الذي تنظر فيه محكمة العدل الدولية منع تسلل مهاجمين الى المدن الاسرائيلية بينما يقول الفلسطينيون ان الجدار المقام من شبكة من الاسلاك الشائكة والقطع الخرسانية انتزاع للاراضي الفلسطينيية التي يأملون اقامة دولة فلسطينية ذات مقومات عليها في المستقبل.
وقال شالوم الذي يزور لندن بعد محادثات في ايرلندا الرئيسة الحالية للاتحاد الاوروبي ان اسرائيل تود ان تكسب موافقة دولية وأمريكية على خطتها المتعلقة بغزة.
وذكر مصدر اسرائيلي رفيع ان مسؤولين اميركيين ابلغوا اسرائيل بأن واشنطن لن تعارض اي ازالة من جانب واحد للمستوطنات لانها عارضتها من حيث المبدأ منذ ان احتلت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة في حرب 1967 ولكنها تريد ازالة المستوطنات تنفيذا لرؤية بوش لإحلال السلام بالشرق الاوسط وخطة خارطة الطريق.
وتعارض الولايات المتحدة اي نقل جماعي للمستوطنين في غزة الى الضفة الغربية واي ضم لمستوطنات الضفة الغربية مقابل ازالة المستوطنات في غزة.
وتعهد شارون بعرض اي خطة متعلقة بالجلاء عن غزة على مجلس الوزراء والبرلمان مع اجراء استفتاء عليها.
وقال مصدر اسرائيلي ان اي انسحاب قد لا ينفذ قبل نهاية العام الحالي او الشهور الاولى من عام 2005.—(البوابة)—(مصادر متعددة)