مشروع سعودي مصري سوري لتطوير الجامعة وباول يطمئن العرب بشأن الاصلاح

تاريخ النشر: 26 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

فيما كشف الرئيس المصري حسني مبارك عن مبادرة مصرية سعودية لتطوير الجامعة منتقدا المبادرات الاميركية والاروبية للاصلاح العرب كشف وزير الخارجية السعودي عن اتفاق مع مصر على الاصلاح وسعى كولن باول الى طمأنة الدول العربية بعدم فرض الاصلاح من الخارج. 

كشف الرئيس المصري حسني مبارك عن مشروع مصري - سوري - سعودي مشترك لاصلاح جامعة الدول العربية، وإنتقد المبادرات الاميركية والاوروبية للإصلاح السياسي والديموقراطي في الشرق الاوسط واصفاً إياها بأنها "وصفات جاهزة"، وأكد ان مصر لن تتولى إدارة قطاع غزة اذا إنسحبت منه اسرائيل وذلك إفساحاً في المجال لاقامة دولة فلسطينية مستقلة.  

وقال للصحافيين المصريين الذين رافقوه في رحلة العودة من زيارة للمملكة العربية السعودية الثلثاء: "بالنسبة الى الجامعة العربية، تم بالفعل وضع مشروع لاصلاح الجامعة من جانب مصر والمملكة العربية السعودية وسوريا وسوف يطرح على القمة في تونس بعد مناقشته في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة" في الاول من اذار والثاني منه. واوضح ان هذا المشروع قائم على "ضرورة أن يكون العمل العربي نابعاً من نظام مؤسسي وليس عاطفياً وبالتالي لايتأثر العمل العربي المشترك بأي اوضاع عابرة". واضاف انه "يركز سياسياً على ان تكون هناك رؤية مشتركة بالنسبة الى المخاطر الخارجية وان يكون هناك موقف عربي موحد لمواجهة محاولات فرض" تغيير من الخارج.  

وشدد على انه "لابد ان تكون لدينا نحن العرب رؤية مشتركة بالنسبة الى حل مشاكلنا وبالنسبة الى ما يطرح علينا أو يطرح على المنطقة من أفكار ومبادرات".  

وانتقد بشدة المبادرات الاميركية والاوروبية للاصلاح في الشرق الاوسط والتي تهدف الى إحداث تغييرات في السياسات القائمة، إذ تعتبر الدول الغربية إنها جعلت هذه المنطقة أرضاً خصبة لتفريخ الارهاب. ولاحظ ان "من يتصور أنه من الممكن فرض حلول أو إصلاحات من الخارج على أي مجتمع أو منطقة فهو واهم"، ذلك ان "الشعوب ترفض بطبيعتها كل من يحاول اخضاعها أو فرض أفكار عليها". وقال: "لقد بدأنا الاصلاح بالفعل وبالجرعات التي تتقبلها شعوبنا وتتحملها حتى لا ندفعها نحو الفوضى"، مشيراً الى ان العراق "نموذج واضح" لعدم الاستقرار.  

ولفت الى "طرح مبادرات غير جدية مثل ما سمعنا عنه أخيراً حول طلب أن تعود غزة الى مصر لإدارتها كما كان الوضع قبل 37 عاماً... أي قبل قيام سلطة فلسطينية منتخبة". وذكر "ان موضوع غزة موضوع قديم وسبق أن طرحه (رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل مناحيم) بيغن على الرئيس السادات ورفضه ، لأننا نسعى الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة".  

وانتقد تصريحات وزير البنى التحتية الوطنية الاسرائيلي ايفي ايتام الذي ينتمي الى الحزب الوطني الديني "مفدال" منتصف شباط / فبراير والتي اقترح فيها على مصر تأجير الفلسطينيين قسماً من سيناء لإقامة دولة عليها تتواصل مع قطاع غزة. وقال: "نسمع هذا... وكأن المنطقة ودولها ليس فيها شعوب أو مجتمعات، أو أن أراضيها فاقدة السيادة وليس لها صاحب".  

وتلقى مبارك اتصالاً هاتفياً من الرئيس الاميركى جورج بوش تناولا خلاله الوضع في الشرق الاوسط وأهمية تبادل الرأي بين مصر والولايات المتحدة في شأن تصحيح مسيرة السلام والتشاور في الخطوات والجهود اللازمة والضرورية لوقف تدهور الاوضاع بين الفلسطينيين واسرائيل الى جانب تحريك عملية السلام على كل المسارات.  

وأفادت وكالة أنباء الشرق الاوسط "أ ش أ" المصرية ان بوش شدد على أهمية زيارة مبارك المقبلة للولايات المتحدة لتبادل وجهات النظر في ما يتعلق بكل القضايا التي تهم المنطقة، الى العلاقات بين البلدين.  

وزير خارجية السعودية 

وصرح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أن المملكة العربية السعودية ومصر اتفقتا على تقديم ورقة مشتركة في شأن اصلاح الوضع العربي الى المجلس الوزاري العربي مطلع اذار/مارس المقبل.  

وسئل في مؤتمره الصحافي الدوري، عن رأيه في ما يسمى "مشروع الشرق الاوسط الكبير"، فأجاب:"لم نحصل على تفاصيل لهذه الافكار، ولا أستطيع أن أتحدث غيبياً عن هذا الموضوع الى ان تتضح الامور، وسيكون لنا رأي فيها، فهذا أمر يخص كل الدول العربية. الا أن ثمة ثوابت أساسية هي أن تطور الشرق الاوسط من الناحية الاجتماعية أو السياسية هو شأن دول الشرق الاوسط... وفرض أي أوضاع على دول المنطقة غير مقبول".  

وهل ثمة تحرك سعودي - مصري لبلورة موقف عربي واسلامي من رفض أي نمط إصلاحي من الخارج? اجاب: "اتفق الجانبان على تقديم ورقة مشتركة الى مجلس الجامعة العربية المقبل في شأن اصلاح الوضع العربي تهدف الى تحقيق الطموحات العربية بما يتفق ومصالحها وقيمها ويلبي حاجاتها وخصوصيتها"، موضحاً أن ذلك تم خلال زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الثلاثاء للسعودية.  

واكدت مصر والسعودية في بيان مشترك عقب الزيارة أن المشروع الاميركي للديموقراطية في المنطقة لن يكتب له النجاح من دون تسوية المشاكل الاقليمية.  

في دمشق، أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" أن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع تلقى اتصالين هاتفيين من نظيريه المصري احمد ماهر والسعودي تركزا على "الاوضاع في المنطقة والمواضيع المدرجة على جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي سيعقد في القاهرة الاسبوع المقبل، وخصوصاً ما يتعلق بتطوير منظومة العمل العربي المشترك".  

كولن باول 

وأعلن كولن باول وزير الخارجية الأميركي ان بلاده لن تفرض التغييرات على منطقة الشرق الأوسط من الخارج مؤكداً ضرورة ان تكون الاصلاحات مقبولة من الداخل.  

وسعى باول الى تبديد المخاوف التي عبرت عنها مصر والمملكة العربية السعودية بشأن المشاريع الاميركية لدعم الاصلاحات في الشرق الاوسط، وذلك عبر تأكيده أمس الاربعاء انها لن "تفرض من الخارج".  

وقال باول لقناة "الحرة" الاميركية الناطقة بالعربية والتي توجه بثها الى الشرق الاوسط "اني متفق مع المصريين والسعوديين، هذا لا يمكن ان يفرض من الخارج. يجب ان يكون مقبولا من الداخل". 

من جهته اشار باول في هذه المقابلة المسجلة الثلاثاء وبثت ترجمتها وزارة الخارجية الاميركية أمس، الى ان هذه المبادرة التي تريد واشنطن اطلاقها اثناء قمة مجموعة الثماني في حزيران/يونيو "يجب ان تكون شيئا مقبولا من قبل الاطراف في المنطقة"—(البوابة)—(مصادر متعددة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن