ترك مشروع البيان الختامي للقمة العربية السادسة عشرة التي ستعقد في تونس يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين ثلاثة بنود رئيسية مفتوحة في انتظار استكمال مشاورات وزراء الخارجية للتوصل الى رؤية توفيقية حولها.
وقالت تقارير اعلامية ان البنود العالقة حتى اللحظة هي مايسمى بوثيقة العهد بين القادة العرب والمتعلقة باصلاح جامعة الدول العربية ومبادرة السلام العربية والمقترحات والمبادرات المطروحة بشأن الاصلاحات السياسية في المنطقة وعلى رأسها المشروع الاميركي المسمى الاصلاح في الشرق الاوسط الكبير.
وحسب ما اوردته وكالة الانباء الكويتية (كونا) فيما يتعلق بباقي بنود مشروع البيان الختامي فيبدو ان هناك توافق عليها من قبل الدول العربية باستثناء بعض التعديلات التي قد تطالب بها بعض الوفود استجابة للتطورات والمستجدات المتسارعة عربيا واقليميا ودوليا.
العراق
يشير مشروع البيان الختامي الى ان القادة العرب يدينون الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان التي ارتكبها النظام العراقي السابق اثناء غزوه واحتلاله دولة الكويت ورفضه الكشف عن مصير الاسرى والمفقودين الكويتيين الذين تم العثور على رفات عدد منهم في المقابر الجماعية في العراق بعد حرب تحريره.
كما يدين القادة الانتهاكات التي اقترفها النظام البائد ضد الشعب العراقي ويؤيدون احالة مرتكبي هذه الجرائم الى محكمة عراقية وفقا للقانون العراقي وعدم توفير ملاذ امن لهم. وحسب البيان يجدد القادة حرص الدول العربية على وحدة الاراضي العراقية واحترام سيادة العراق واستقلاله ووحدته مع الالتزام بمبدأ عدم التدخل في شؤونه الداخلية. وترحب القمة باعلان مجلس الحكم العراقي اقرار قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية وبالدور الرئيسي للامم المتحدة في تهيئة الظروف الكفيلة بنقل السلطة للشعب العراقي.
وطبقا لمشروع البيان فان القمة العربية تدين بشدة التفجيرات الارهابية التي تحدث في العراق وماتسفر عنه من ضحايا ابرياء من الشعب العراقي.
فلسطين
وحول الوضع الفلسطيني فيجدد القادة حسب مشروع البيان الختامي استمرار كافة اشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي للشعب الفلسطيني وادانة جدار الفصل العنصري الاسرائيلي الذي يهدف الى منع اقامة الدولة الفلسطينية وتقويض عملية السلام . ويهيبون بالمجتمع الدولي بالتدخل لوقف بناء هذا الجدار وازالة مابني منه باعتباره جزء من السياسة الاستيطانية الاسرائيلية.
كما اكد مشروع البيان ادانة القادة العرب لارهاب الدولة الذي تقوم به اسرائيل والمتمثل بسياسة العقاب الجماعي وتدمير البنية التحتية واستمرار القتل العمد والتعذيب والاعتقالات واغتيالها لمؤسس حركة حماس الفلسطينية الشيخ احمد ياسين والذي يؤكد بشكل واضح ان اسرائيل لاتعبأ بالمبادرات الرامية الى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. ويؤكد القادة عروبة القدس وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا ووقف النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية كما يدعون الى استمرار دعم موازنة السلطة الفلسطينية واستمرار التبرعات الشعبية لدعم صمود الشعب الفلسطيني.
سورية ولبنان
وحول الاراضي العربية المحتلة في سوريا ولبنان يؤكد القادة مجددا دعمهم الكامل والحازم لقرار المجتمع الدولي باعادة كامل الجولان السوري المحتل وكذلك دعمهم للبنان في مواجهة اسرائيل لاستعادة مزارع شبعا واطلاق ماتبقي من اسراه ومعتقليه ومطالبة مجلس الامن بمنع الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة لسيادته.
بنود اخرى
يجدد القادة تاكيدهم المطلق لسيادة الامارات على جزرها الثلاث طنب الكبري وطنب الصغري وابوموسي ويؤيدون كافة الاجراءات السلمية التى تتخذها لاستعادة سيادتها ويدعون ايران الى انهاء احتلالها لهذه الجزر وايجاد حل سلمي لهذه القضية.
وحول اسلحة الدمار الشامل يدعو القادة الى اخلاء منطقة الشرق الاوسط من هذه الاسلحة ويؤكدون ان تحقيق السلام والامن في المنطقة يستلزمان انضمام اسرائيل لمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية واخضاع منشاتها النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
حول الارهاب فيؤكد القادة طبقا لمشروع البيان الختامي لقمة تونس ادانتهم للارهاب الدولي والذي تساهم الدول العربية بمكافحته بفعالية ويؤكدون رفضهم ادراج المقاومة على لوائح الارهاب من منطلق التفريق بين الارهاب والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الاسرائيلي. كما تضمن مشروع البيان دعم السلام والوحدة والتنمية في السودان والتضامن وتقديم الدعم للصومال وكذلك التضامن مع الشعب المغربي لتجاوز نتائج كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحسيمة بشمال المغرب مؤخرا. وطبقا لمشروع البيان فان القادة العرب يوافقون على الميثاق العربي لحقوق الانسان ويثمنون عاليا مايهدف اليه من تعزيز وحماية حقوق الانسان في الدول العربية وترسيخها ضمن الاهتمامات الوطنية الاساسية. وتضمن مشروع البيان الختامي بنودا اخري تتعلق بالتكامل الاقتصادي العربي وتطوير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمنظمات المتخصصة والربط الكهربائي العربي ودور القطاع الخاص في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية ودعم التنمية السياحية والتكامل السياحي العربي وازالة كافة المعوقات امام التجارة البينية العربية واقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبري ودعم الاقتصاد الفلسطيني. وحسب مشروع البيان يوافق القادة العرب على الاستراتيجية العربية لمكافحة الفقر ويكلفون المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بعقد مؤتمر لوضع الخطط والمشروعات وتخصيص المبالغ اللازمة لتنفيذها. كما اشار مشروع البيان انه استنادا الى ماجاء في ملحق ميثاق جامعة الدول العربية الخاص بالية الانعقاد الدوري المنتظم للقمة يقرر القادة عقد قمتهم الدورة العادية ال17 في الجزائر في شهر مارس من العام المقبل.—(البوابة)—(مصادر متعددة)