مشاهد غير مسبوقة..القسام تلقن الاحتلال درسًا عسكريًا في حرب الأنفاق والمباغتة

تاريخ النشر: 28 سبتمبر 2025 - 05:21 GMT
_

وزعت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاهد تعرض للمرة الأولى لعملية اقتحام جريئة استهدفت موقعًا عسكريًا مستحدثًا للاحتلال الإسرائيلي جنوب شرقي مدينة خان يونس، وذلك ضمن سلسلة عمليات "حجارة داود".

العملية، التي وقعت بتاريخ 20 أغسطس/آب الماضي، أظهرت في مشاهد مصورة استعدادات دقيقة نفذها المقاتلون، بدءًا من الخروج من أحد الأنفاق الهجومية، وصولًا إلى تنفيذ الهجوم باستخدام القذائف المضادة للدروع، والأسلحة النارية الخفيفة، وسط اشتباكات مباشرة مع قوات الاحتلال.

وأشار قائد ميداني في كتائب القسام إلى أن العملية سبقتها عملية رصد ومتابعة دقيقة لتحركات الاحتلال، رغم سيطرته الجوية الكاملة، موضحًا أن التخطيط بدأ قبل التنفيذ بـ24 ساعة بناءً على دراسة دقيقة لسلوك وحداته المشاركة في المناورة البرية داخل القطاع.

وأكد القائد أن المقاتلين نجحوا في السيطرة الكاملة على الموقع المستهدف، موقِعين قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال، فيما أظهرت المشاهد اندلاع نيران كثيفة وتصاعد الدخان الأسود من الموقع، في ظل هتافات التكبير التي أطلقها المقاتلون خلال الاشتباك.

وشدد القائد على أن "أعين المقاتلين ترصد كل تحرك لقوات الاحتلال، بانتظار اللحظة المناسبة للانقضاض عليها"، مضيفًا أن "إرادة القتال لا تزال حاضرة في الميدان رغم أوامر الإخلاء التي يفرضها الاحتلال على المناطق السكنية، في محاولة يائسة للثأر لقادته وجنوده".

وخلال جلسة تحضيرية سبقت العملية، تحدث أحد المقاتلين عن استشهاد القائد القسامي محمد السنوار، مؤكدًا أن القسام "مدرسة عسكرية متجذرة في العقيدة والإعداد، ويقينها راسخ بنصر الله".

وبحسب ما أعلنته الكتائب، فإن مجموعة من مقاتليها -ضمن قوة مشاة- اقتحمت الموقع العسكري المستحدث واشتبكت مع جنود الاحتلال، مستخدمة عبوات "الشواظ" والمتفجرات التكتيكية وقذائف "الياسين 105"، بالإضافة إلى استهداف دبابات "ميركافا 4" ومنازل كان يتحصن فيها جنود الاحتلال، باستخدام ست قذائف مضادة للتحصينات ونيران رشاشة كثيفة.

كما اقتحم عدد من المقاتلين تلك المنازل واشتبكوا مع الجنود من مسافة صفر مستخدمين الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، ما أسفر عن مقتل عدد من الجنود، بينهم قائد دبابة "ميركافا 4" الذي تم قنصه وإصابته إصابة قاتلة.

ولضمان نجاح العملية، استهدف المقاتلون المواقع المحيطة بقذائف الهاون لمنع وصول قوات الإسناد، قبل أن يقصفوا الموقع نفسه بقذائف مماثلة لتأمين انسحابهم.

وأكدت القسام أن أحد عناصرها فجّر نفسه فور وصول قوة إنقاذ إسرائيلية إلى الموقع، موقِعًا قتلى وجرحى في صفوفها، مشيرة إلى أن الاشتباك استمر لساعات، وشوهدت مروحيات الاحتلال تهبط لإجلاء جنوده.

وفي اليوم التالي للعملية، اعترف جيش الاحتلال بوقوع الهجوم، وأصدر تحقيقًا أوليًا أظهر تشابهًا في أسلوب التنفيذ مع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، المعروف بـ"طوفان الأقصى". كما نشر مقطعًا مصورًا قال إنه يوثق "عملية التصدي للمهاجمين وتصفية عدد منهم"، بحسب زعمه.