مسؤولة سجن ابو غريب تستبعد تورط الاستخبارات في عمليات التعذيب السادية وبريطانيا تفتح تحقيقا

تاريخ النشر: 02 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

استبعدت الجنرال جانيس كاربنسكي المسؤولة السابقة عن السجون الاميركية في العراق ان يكون جنودها قاموا بممارستهم السادية بحق المعتقلين السجون حدثت بتشجيع من الاستخبارات فيما بدأ الجيش البريطاني تحقيقيا بممارسات مماثلة تورط فيها جنود بريطانيون. 

وفي تطور اخر، مجلة نيويوركر عن تقرير في 52 صفحة للجيش الاميركي يؤكد ان السجناء العراقيين واجهوا انتهاكات جنائية سادية سافرة وخليعة على ايدي الجنود الاميركيين في سجن ابو غريب. 

نقلت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الاحد عن الجنرال الاميركية التي صور جنودها وهم يسيئون معاملة سجناء عراقيين قولها ان تلك الصور جعلتها تتقزز واعربت عن شكها في ان الجنود الذين ارتكبوا تلك الافعال قاموا بذلك بتشجيع من وحدات المخابرات التي تدير السجن. 

وقالت البريجادير جنرال جانيس كاربنسكي من اللواء 800 للشرطة العسكرية للصحيفة عبر التليفون من منزلها في ساوث كارولاينا امس السبت ان السجن الذي ارتكبت فيه تلك الانتهاكات كان يخضع لسيطرة مشددة من قبل مجموعة منفصلة من ضباط المخابرات العسكرية الذين تفادوا حتى الان التعرض لاي لوم علني. 

واثارت معاملة السجناء في سجن ابو غريب الواقع خارج بغداد ادانة على نطاق واسع بما في ذلك من الرئيس جورج بوش بعد ان بثت شبكة تلفزيون /سي بي اس نيوز / الصور التي توثق ذلك. 

وقالت كاربنسكي انه على الرغم من ان الجنود الاحتياط الذين تورطوا في ذلك اشرار لابد من معاقبتهم فانها تشك في انهم تلقوا تشجيعا وان لم يكن بشكل مباشر من وحدات المخابرات العسكرية التي تدير ذلك السجن الخاص الذي يستخدم من اجل استجواب السجناء,واضافت ان القادة العسكريين في العراق يحاولون الانحاء باللائمة عليها وعلى الجنود الاحتياط وحدهم فقط. 

وقالت الصحيفة ان الجنرال اوضحت مرارا انها لا تدافع عن اعمال الجنود الاحتياط الذين شاركوا في تلك الاعمال الوحشية والذين هم جزء من قيادتها وانها عندما شاهدت الصور لاول مرة في كانون الثاني / يناير تقززت, واضافت نكست رأسي لانني اعتقدت حقيقة انني سأتقيأ. 

كان شيئا بشعا رد فعلي الفوري كان هؤلاء اشرار لان وجوهم كانت تنم عن مدى السعادة التي يشعرون بها وهم يقومون بذلك,ولكنها قالت ايضا ان سياق الوحشية غير متوفر، مشيرة الى ان افراد الشرطة العسكرية الذين تورطوا في ذلك لا يمثلون سوى جزء بسيط من نحو 3400 جندي احتياط يرفعون لها تقارير من 16 سجنا ومواقع عراقية مماثلة. 

ونقلت الصحيفة ايضا عن كاربنسكي التي عادت الى ساوث كارولاينا والى مهنتها المدنية كمستشارة تجارية قولها انها كانت تزور سجن ابو غريب مرتين اسبوعيا في الخريف الماضي وانها اصدرت مرارا تعليمات لضباط الشرطة العسكرية التابعين لها بمعاملة السجناء بشكل انساني ووفقا للاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان. 

ولكنها اضافت انها لم تزر الزنازين التي وقع فيها الحادث احتراما لرغبة ضباط المخابرات الذين كانوا يشعرون بقلق من احتمال ان تؤدي مثل تلك الزيارات الي التدخل في عمليات الاستجواب. 

وقال مسؤولون أميركيون يوم الخميس ان الجيش يفكر في اتخاذ إجراءات تأديبية ضد كاربنسكي. 

واعلن الجيش الاميركي في 20 آذار / مارس انه وجه اتهامات جنائية الى ستة من الجنود في لواء الشرطة العسكرية 800 يمكن ان تقود الى محاكمات عسكرية. 

وترتبط الاتهامات التي اسفر عنها تحقيق بدأ في يكانون الثاني/يناير بانتهاكات جرت في تشرين الثاني / نوفمبر وكانون الاول / ديسمير عام 2003 ضد نحو 20 سجينا في سجن ابوغريب,وشملت الاتهامات ارتكاب افعال غير لائقة مع شخص اخر وسوء المعاملة والضرب والتقصير في الواجب والاعتداء الجسيم. 

تقرير الجيش عن عمليات التعذيب 

وفي السياق، نقلت مجلة نيويوركر عن تقرير للجيش الاميركي قوله ان السجناء العراقيين واجهوا العديد من الانتهاكات الجنائية السادية والسافرة والخليعة على يد الجنود الاميركيين من بينها اللواط والضرب. 

وقالت المجلة انها حصلت على تقرير داخلي خاص بالجيش الاميركي صادر في 53 صفحة حول الانتهاكات المزعومة في سجن ابو غريب الواقع خارج بغداد. وأضافت في مقالة نشرتها على موقعها على الانترنت أمس السبت ان التقرير اجازه اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز اكبر قائد عسكري اميركي في العراق واستكمل في شهر شباط/فبراير. 

وسوف تطرح نسخة العاشر من ايار / مايو من المجلة للبيع يوم الاثنين,واورد تقرير الجيش قائمة من الانتهاكات مثل تسليط اضواء شديدة السطوع من مصادر كيمائية وصب السوائل الفسفورية على المعتقلين وضرب المعتقلين بعصا المكنسة وكرسي وتهديد المعتقلين الرجال بالاغتصاب والسماح لحارس من الشرطة العسكرية بخياطة جرح معتقل اصيب به بعد ان جرى دفعه على الجدار في زنزانته ووضع مصباح كيماوي وربما عصا مكنسة في مؤخرة معتقل. 

وقال التقرير الذي كتبه الميجر جنرال انطونيو تاجوبا ان الادلة التي تدعم المزاعم شملت تصريحات مفصلة من الشهود والكشف عن ادلة من الصور الفوتوغرافية تصور الوضع الى حد كبير. 

ورفض برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون التعليق على المقال ولكنه قال نأخذ كل التقارير المتعلقة بالانتهاكات التي ارتكبت في حق المعتقلين مأخذ الجد ويجرى التحقيق بشكل موسع في هذه المزاعم. 

وقال ويتمان انه عندما ظهرت المزاعم بسوء المعاملة للمرة الاولى في وقت سابق من العام الجاري أمر الجيش في الحال باجراء تحقيق كما أمر سانشيز باجراء تحقيق مستقل للتأكد من أن مثل تلك الحوادث ليست منتشرة في كل مراكز الاعتقال التابعة للجيش في العراق, وذكرت صحيفة واشنطن بوست في عدد اليوم الاحد ان نائب قائد قوة الاستخبارات التابعة للجيش الاميركي يقود تحقيقا حول الممارسات التي ارتكبت مع المعتقلين أثناء استجوابهم في السجن العراقي. 

وتأتي الانباء عن تقرير الجيش بعد ايام من نشر وبث صور حول العالم تظهر تجاوزات الجنود الاميركيين مع السجناء العراقيين,واظهرت الصور جنودا اميركيين وهم يبتسمون او يقفون للتصوير او يضحكون ويشيرون بعلامة النصر فيما تكدس سجناء عراقيون عرايا في شكل هرم او اجبروا على اتخاذ اوضاع كما لو كانوا يمارسون الجنس مع بعضهم. 

وقال الرئيس الاميركي جورج بوش يوم الجمعة انه يشعر بالاشمئزاز الشديد من هذه التجاوزات ولكنه قال ان قلة فقط هي الملومة في ذلك. ودافع عن سلوك قوات الاحتلال الاميركية في الوقت الذي سعى فيه البيت الابيض لتخفيف رد الفعل في العراق والعالم العربي. 

بريطانيا تبدا تحقيقا في سادية جنودها 

وبدأت بريطانيا تحقيقا بعد أن نشرت صحيفة صورا توضح فيما يبدو جنودا بريطانيين وهم يعذبون معتقلا عراقيا وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان هذه الانتهاكات "غير مقبولة تماما". 

وقالت احدى صحف اليوم الاحد انه يجرى استجواب ستة جنود بريطانيين لتورطهم في هذه المزاعم ولكن مصادر قريبة من القوة البريطانية في العراق اثارت شكوكا حول مدى مصداقية هذه الصور. 

ونشرت صحيفة ديلي ميرور خمس صور بالابيض والاسود في عدد يوم السبت لجنود بريطانيين يركلون ويتبولون ويطأون على عراقي مغطى الرأس في البصرة بجنوب العراق حيث تنشر بريطانيا 7500 جندي. 

وقالت الصحيفة يوم الاحد انه ليس لديها أي شكوك عن صحة هذه الصورة وأضافت متحدثة باسم الصحيفة "قمنا بتحرياتنا الخاصة للتأكد من صحتها." 

وقال بلير لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية يوم السبت "دعوني اوضح تماما انه اذا ما كانت هذه الاشياء قد حدثت بالفعل فهي غير مقبولة بالمرة. ذهبنا الى العراق لكي نتخلص من هذا النوع من الامور ليس لكي نمارسها." 

ولكنه استطرد "اعتقد انه من الانصاف ان نقول ان هناك الاف الجنود البريطانيين في العراق يقومون بمهمة شجاعة ورائعة للغاية لصالح الشعب العراقي ولصالح بلادنا لجعل البلاد افضل." 

وبدأ الجنرال السير مايك جاكسون قائد الجيش البريطاني تحقيقا وقال "اذا ثبت صحة ذلك فلن يكون سلوكا مروعا فحسب وانما هو سلوك غير قانوني يتعارض بوضوح مع رقي مستويات الجيش البريطاني. اذا ثبت ذلك يكون مرتكبو (هذه المزاعم) غير مؤهلين لارتداء زي الجيش البريطاني." 

ووصف ادم انجرام وزير القوات المسلحة البريطاني الصور بأنها "مروعة وخسيسة". 

وذكرت صحيفة ديلي ميرور أنها حصلت على الصور من جنديين لم تذكر اسميهما من فوج لانكشير بالقوات البريطانية. 

ولكن مراسل هيئة الاذاعة البريطانية نقل عن مصادر قريبة من القوة البريطانية في العراق قولها ان هناك عناصر في الصور مثيرة للشكوك. وأضافت المصادر ان نوع البندقية والقبعة اللتين تظهران في الصورة غير النوع الذي تستخدمه القوات البريطانية في العراق كما أن الشاحنة التي تظهر في الخلفية ليست من نوع الشاحنات التي جرى نشرها هناك. 

وقالت صحيفة صنداي تلجراف انه يجرى استجواب ستة من ضباط الصف في قاعدة بريطانية في قبرص لصلتهم بمزاعم تعذيب سجناء وقد يفرج عنهم خلال ثمانية وأربعين  

ساعة. ولم تؤكد وزارة الدفاع البريطانية التقرير. 

وتأتي الصور في وقت صعب بالنسبة لبلير الذي يدرس إمكانية إرسال مزيد من القوات للعراق لسد الفراغ بعد انسحاب القوات الاسبانية—(البوابة)—(مصادر متعددة)