مرسيليا تعول على لقب عاصمة الثقافة الأوروبية لتحسين صورتها

تاريخ النشر: 10 يناير 2013 - 05:04 GMT
البوابة
البوابة

تصبح مرسيليا عاصمة للثقافة الاوروبية السبت في اليوم الاول من سنة حافلة بحوالى مئة حدث تأمل من خلالها هذه المدينة الكبيرة الواقعة في جنوب فرنسا ان تخرج بصورة جديدة تبعدها عن خانة المشاكل والجرائم.

من معارض الفنون المعاصرة في الاماكن العامة إلى الالعاب النارية وعروض السيرك، مرورا بمعرض لاعمال النحات الفرنسي رودان وآخر استعادي للصيحات الحداثة في فن الرسم، تزخر مرسيليا ومنطقة بروفانس برمتها بالفعاليات المرتكزة على محور متوسطي.

وقد دعي السكان إلى إطلاق هذه الفعاليات السبت، مع مسيرة بالمشاعل في الاحياء الشمالية قبل التجمع في وسط المدينة لحضور عرض ضخم للألعاب النارية. ويتوقع القيمون على هذا الحدث مشاركة 300 ألف شخص.

وعشية إطلاق الفعاليات، سيتسنى لسكان المدينة اكتشاف المرفأ القديم بحلة مجملة، فضلا عن متاحف تم ترميمها واخر بوشر بناؤها. فلا شك في ان اختيار مرسيليا عاصمة للثقافة الاوروبية في العام 2013 يحفز المشاريع المنفذة في المنطقة، مع استثمار 660 مليون يورو في حوالى عشرين مشروعا ثقافيا.

وسيقوم السبت كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو بوضع الحجر الاخير من متحف حضارات أوروبا والمتوسط (موكم) الذي يقع بالقرب من المرفأ قبالة الشاطئ، والذي من المفترض ان يفتح أبوابه في تموز/يونيو.

وقالت فاني برويل المشرفة الرئيسية على حفل الافتتاح إن "مرسيليا بحاجة إلى الخروج من الاجواء التي سادتها خلال الفترة الاخيرة".

فالمدينة تئن تحت وطأة البطالة (12,1%) والمشاكل الاجتماعية، وهي تصدرت خلال الفترة الاخيرة الصفحات الرئيسية في الصحف بسبب عمليات تصفية حسابات مرتبطة بالاتجار بالمخدرات، ما دفع الحكومة إلى الاعلان في بداية أيلول/سبتمبر عن خطة عمل لمكافحة الجرائم والاقتصاد غير النظامي.

وبالتالي، يمكن القول إن هذه السنة الثقافية قد أتت في وقتها.

وتقدر غرفة التجارة العائدات المباشرة المرتقبة من هذه الفعاليات الثقافية بمليار يورو، من دون ان تتمكن من تقدير فرص العمل التي ستستحدث بفضلها. وتتوقع المدينة قدوم مليونين إلى ثلاثة ملايين زائر إضافي من خارج محيطها، مع زيادة فرص العمل في قطاع السياحة بنسبة 20 %.

وحتى الان، لم ترتق نسبة الحجوزات إلى مستوى التوقعات. واعتبر جان لوك غوس رئيس جمعية تجار محليين انه "لا بد من بذل قصارى الجهود ليخرج السياح عن الدروب المطروقة ... وعلينا أن نستحدث فعالياتنا الخاصة التي تعكس نمط عيش سكان المنطقة التي ليست وكرا للصوص فقط".

أما عالم الاجتماع جان فيار، فهو اعتبر أن المدينة قد كسبت رهانها، إذ ان الجميع يعملون يدا بيد بزخم وفخر. وهو قال إن "المهم كان الفوز بلقب العاصمة الثقافية في العام 2008".

وتأمل مرسيليا أن تحذو حذو مدينة ليل (شمال فرنسا) التي لا تزال تستفيد من الزخم الذي رافق فعاليات تعيينها عاصمة ثقافية في العام 2004.

ويذكر أن لقب عاصمة الثقافة الاوروبية قد استحدث في العام 1985، وبات من الممكن تقاسم اللقب بين مدينتين منذ العام 2000.

وفي العام 2013، فازت مدينة كوسيتش السلوفاكية بهذا اللقب إلى جانب مرسيليا، ومن المرتقب إطلاق الفعاليات فيها في التاسع عشر والعشرين من كانون الثاني/يناير.