مدريد تصر على اتهام ايتا وواشنطن تشكك في صحة تبني القاعدة للهجمات

تاريخ النشر: 12 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اصرت اسبانيا على فرضية مسؤولية منظمة ايتا في سلسلة الهجمات الدامية التي وقعت في مدريد واسفرت عن 192 قتيلا و1400 جريح، ونفت قطعيا احتمال العملية الانتحارية، فيما شككت واشنطن في صحة تبني تنظيم القاعدة للهجمات، معتبرة انه لا يشبه الطريقة الاعتيادية لهذا التنظيم الارهابي. 

وقال المتحدث باسم الحكومة الاسبانية ادوادو زابلانا في تصريح لشبكة التلفزيون العامة "تي في اي"، مساء الخميس ان "كل شيء يؤدي الى العصابة الارهابية الاجرامية ايتا".  

واكد انه يستطيع ان "ينفي نفيا قاطعا" فرضية حصول عملية انتحارية كانت اذاعة كادينا سير قد تحدثت عنها نقلا عن مصادر في قسم مكافحة الارهاب. 

وندد المتحدث بما وصفه بانه "سيناريو للخلط المتعمد من قبل البعض". وقال "لا يمكن ان يكون الامر متعلقا بعملية انتحارية لانه حتى هذه المرحلة من التحقيق كنا عرفنا ذلك" واصفا المعلومات التي تتحدث عن امكانية ان يكون الامر متعلقا بعملية انتحارية او من الممكن ان يكون شخص مسلم بين القتلى بانها "شائعات" واكد ان "الشرطة نفت هذا الامر". 

واضاف "علينا ان لا نجنح وكل شيء يسير في نفس الاتجاه: ايتا". 

واعلن وزير الداخلية الاسباني انخيل اثيبيس في وقت سابق العثور على شريط مسجل يتضمن ايات قرانية اضافة الى سبعة صواعق في شاحنة متوقفة في الكالا دي ايناريس قرب مدريد، وهي نقطة انطلاق للقطارات التي استهدفتها الهجمات. 

الا ان الوزير اكد ان الفرضية الاولى للمحققين تبقى ان منظمة ايتا الانفصالية هي المسؤولة عن التفجيرات. 

وتبين ان الشاحنة التي عثر فيها على الشريط والصواعق سرقت في الكالا دي ايناريس في 28 شباط/فبراير. 

وقال اثيبيس في مؤتمر صحافي ان "الخيط الرئيسي يبقى ايتا، الا انه لا بد من التزام الحذر والتحقيق في خيوط اخرى". 

واوضح وزير الداخلية الاسباني ان الشريط مشابه للاشرطة "التي تستخدم عادة في تعليم القرآن"، ملمحا الى احتمال ان تكون هناك عملية تضليل. 

وكان مسؤول في حزب باتاسونا الجناح السياسي المحظور لمنظمة ايتا مسؤولية المنظمة عن التفجيرات واتهم ما اسماها "جماعات مقاومة عربية" بالوقوف وراءها.  

وقال ارنولد اوتوغي زعيم حزب باتاسونا، وفقا لوكالة اسيوشيتد برس، في محاولة للتدليل على عدم مسؤولية ايتا عن التفجيرات ان "ايتا اعتادت على الاتصال هاتفيا والتحذير قبل التفجيرات وهذه المرة لم يكن هناك تحذيرات مسبقة".  

واشنطن تشكك في صحة تبني القاعدة للهجمات 

في غضون ذلك، شككت واشنطن في صحة تبني تنظيم القاعدة للهجمات، معتبرة انه لا يشبه الطريقة الاعتيادية لهذا التنظيم الارهابي. 

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول اميركي فضل عدم الكشف عن هويته قوله ان واشنطن لا يمكنها ان تؤكد "في الوقت الراهن صحة هذا التبني" مضيفا "لكن يبدو هذا الامر غريبا لطريقة تبنيهم". 

واشار الى ان تنظيم القاعدة كان في الماضي يمجد نفسه بعد الاعتداءات التي تنسب اليه ولا يعمد فورا الى تبنيها. 

وكانت صحيفة "القدس العربي" التى تصدر في لندن قالت انها تلقت بيانا لم تتاكد صحته منسوبا الى منظمة القاعدة يعلن المسؤولية عن هجمات مدريد والهجوم الذي استهدف الثلاثاء، محفلا ماسونيا في اسطنبول. 

واكد البيان الموقع باسم "كتائب ابو حفض المصري/القاعدة" ان "سرية الموت نجحت في التسلل الى العمق الصليبي الاوروبي وضرب احد احد اركان التحالف الصليبي (اسبانيا) بضربة موجعة". 

وكانت التفجيرات استهدفت أربع قطارات في ثلاث محطات بمدريد وضواحيها. ووقعت في ساعة الذروة الصباحية حيث يستخدم آلاف الموظفين القطارات للتوجه إلى أعمالهم، وهو ما ادى الى وقوع اعداد كبيرة من الضحايا. 

وأعلن وزير الداخلية الإسباني أن 13 قنبلة استخدمت في التفجيرات التي جرت بشكل متزامن فقد انفجرت ثلاث قنابل في محطة أتوتشا وسط مدريد، وأربع على مقربة من المحطة وواحدة في محطة سانتا أوخينيا واثنتان في محطة بوثو, وهما محطتان في ضواحي مدريد. 

وأشار إلى أن خبراء المتفجرات في الشرطة قاموا بتفجير ثلاث قنابل أخرى تم العثور عليها.  

كارلوس يدعو الى الوحدة والحزم 

وقد دعا العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس في كلمة متلفزة عقب التفجيرات إلى "الوحدة والحزم" لمكافحة "الهمجية الإرهابية". 

وقال في خطاب موجه الى الامة ان "ملككم يعاني معكم جميعا ويشاطركم سخطكم". 

ودعا الى "الوحدة والحزم والهدوء في الحرب على الارهاب بكل الوسائل القانونية التي تمتلكها الدولة وبمضاعفة جهودنا من اجل دمل هذا الجرح". 

وشدد على "الوحدة والحزم والهدوء بغض النظر عن الاختلاف المشروع في الرأي، والالتفاف حول الارادة الحازمة للتفاهم السلمي والديموقراطي الذي يضمنه دستورنا". 

وندد العاهل الاسباني بـ"هذا الجنون المرعب الذي لا مبرر له" وب "هذه الاعتداءات المقيتة". 

واكد ان "الارهاب لن يصل ابدا الى اهدافه". واضاف "لن يؤثر ابدا على ايماننا بالديموقراطية وثقتنا بمستقبل اسبانيا". 

وفي وقت سابق توعد رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أزنار بملاحقة ما سماها العصابة الإرهابية التي نفذت التفجيرات الدامية وتقديمها للمحاكمة, وحمل إيتا مسؤولية هذا العمل.—(البوابة)—(مصادر متعددة)  

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن