اعدت شركة «قطارات اسرائيل» مخططا واسعا لإنشاء مسارا للقطارات في الضفة الغربية بطول اجمالي يبلغ ٤٧٥ كيلو مترا، وذلك بناء على طلب من وزير المواصلات الاسرائيلي يسرائيل كاتس عضو حزب الليكود والهدف من هذا المخطط هو خدمة المستوطنين والمستوطنات والادعاء بانها تخدم الفلسطينيين ايضا. وكانت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية وصحيفتا "الديلي تلغراف" و"جويش كرونيكل" البريطانيتان قد تحدثت باسهاب عن المشروع.
وقد نقلت صحيفة 'الديلي تلغراف' عن كاتس قوله إن المشروع هو جزء من مشاريع يتم التخطيط لها في الأرض الفلسطينية المحتلة، في حين أبلغ ناطق رسمي إسرائيلي الصحيفة، كما ذكرت، بأنه اقتراح لم يتم تبنيه بعد.
ونشرت صحيفة 'الجويش كرونيكل' وصحيفة 'هآرتس' الإثنين، تفاصيل واسعة عن المخطط الذي يشمل بناء11 سكة حديد مترابطة، وتم استعراضه في شهر كانون الأول الماضي أمام مجلس التخطيط الأعلى في 'الإدارة المدنية' للضفة التابعة للجيش الإسرائيلي بهدف مواصلة إجراءات التخطيط وإدخال تعديلات على المخطط.
وحسب الصحيفتين، فإن هذا المخطط يظهر' أن حكومة إسرائيل الحالية لا تسعى إلى التوصل لحل للصراع من خلال قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل'، ويمكن للفلسطينيين إحباط تنفيذه في معظم مناطق الضفة.
وتم إعداد المخطط بناء على تعليمات أصدرها كاتس، الذي أعلن عدة مرات منذ توليه منصبه عن نيته مد شبكة سكك حديد ومحطات قطار في الضفة، وأعلن عن تخصيص مبلغ 3 ملايين شيقل (أكثر من 800 ألف دولار) من أجل تخطيط مسار سكة حديد تربط ما بين مدينتي رأس العين داخل 'الخط الأخضر'، ونابلس في عمق الضفة، وأن مسار سكة الحديد في المرحلة الأولى الذي يصل إلى مستوطنة 'أريئيل' جنوب نابلس قد انتهى تخطيطه بشكل مفصل.
ويمر أحد المسارات الطويلة لشبكة سكك الحديد، ويدعى 'محور ظهر الجبل'، وفق المخطط، في مدينة جنين بشمال الضفة، ونابلس، ورام الله، والقدس، ومستوطنة 'معاليه أدوميم' الواقعة بين القدس وأريحا وتستمر إلى بيت لحم والخليل جنوب الضفة.
وتمر سكة 'محور غور الأردن' بموازاة الحدود مع الأردن وتربط بين مدينة 'إيلات' في أقصى جنوب إسرائيل والبحر الميت وأريحا وبيسان، في شمال الغور، ومنها تتجه نحو حيفا وسورية.
ويشمل المخطط سكك حديد على عرض الضفة، وهي أقصر من السكتين السابقتين، بينها 'محور نابلس' و'محور نابلس – طولكرم' و'سكة رام الله – جسر اللنبي'، وهو المعبر بين الضفة والأردن شرقي أريحا. ويشمل المخطط، أيضا، سكة حديد تربط القدس بمدينة تل أبيب، وتمر في أراضي الضفة الغربية وسكة اخرى بين القدس ومدينة اللد وتمر بأراضي الضفة وسكة حديد من القدس وتلتف حول رام الله، وتصل إلى سكة الحديد المركزية، ويجري التخطيط لسكة حديد في جنوب اسرائيل تربط ما بين بلدة 'كريات جات' والخليل وسكة من الخليل إلى بئر السبع.
وقالت مصادر في مجلس التخطيط الأعلى في 'الإدارة المدنية' انه فيما يتعلق بمسار سكة الحديد التي ستمر في نابلس، فإنه ثمة حاجة لحفر نفق يمر تحت المدينة الفلسطينية لكي يكون بالإمكان تنفيذ المخطط، بإشراف الجيش الإسرائيلي المسؤول عن مشاريع بنية تحتية كهذه بواسطة 'الإدارة المدنية' .
وتدعي صحيفة 'الجويش كرونيكل' نقلا عن مصادرها الإسرائيلية، أن شبكة سكك الحديد هذه' ستخدم الإسرائيليين والفلسطينيين، كذلك يضع المخطط بنية تحتية لاستكمال الشبكة ومد سكك حديد باتجاه قطاع غزة والدول العربية في المستقبل'.
ونقلت الصحيفة عن رئيس لجنة التخطيط الأعلى شلومو موسكوفيتش إن مسار سكك الحديد يمر في المناطق 'أ' الخاضعة للسيطرة الأمنية والإدارية الفلسطينية الكاملة بموجب اتفاقيات أوسلو، و'ب' الخاضعة للسيطرة الإدارية الفلسطينية والأمنية الإسرائيلية، وتوقع أن يعارض الفلسطينيون هذا المخطط 'وبإمكانهم أن يقولوا إنه بدون موافقتهم فإنه لا توجد قيمة للمخطط'.
وأشارت الصحيفة إلى أنه باستثناء خط سكة الحديد بين رأس العين ومستوطنة 'أريئيل'، فإن احتمالات إخراج المخطط إلى حيز التنفيذ ضئيلة لأسباب سياسية وقانونية وإشكالية في رصد ميزانيات والحاجة إلى التعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في حال خروج هذا المخطط إلى حيز التنفيذ، فإنه سينطوي على أهمية وأبعاد بالغة وأن أي مخطط بناء في الضفة الغربية، سواء في قرية فلسطينية أو مستوطنة، سيكون خاضعا لمخطط شبكة سكك الحديد.
ونقل عن مسؤولين في وزارة المواصلات الاسرائيلية ان الوزارة تعمل على المخطط بحيث يمكن تنفيذه مستقبلا كما ان الوزارة ملتزمة قضائيا بذلك تجاه المحكمة العليا.
ويذكر ان الوزير كاتس كان قد تلقى وسام «عزيز الاستيطان» من المجلس الاستيطاني في الاراضي المحتلة. وكان قد قال في احتفال تسلمه للوسام انه وجه تعليماته لإدارة شركة القطارات بالاسراع في اعداد مخطط سكك الحديد . وعلى سبيل المقارنة من مجموع طول سكك الحديد في اسرائيل يبلغ ١١٠٠ كيلو متر.