شيع مئات العراقيين الغاضبين الاثنين، احد رجال الدين السنة البارزين في بغداد، والذي اغتيل بالرصاص مساء الاحد، وذلك في احدث اعتداء في سلسلة هجمات يعتقد العراقيون انها تستهدف اشعال حرب طائفية.
وقال محمد عبيدي وهو مصل كان يسير مع الشيخ الذهبي مساء الاحد عندما قتل ان سيارة من طراز بي ام دبليو توقفت وانطلقت منها خمس رصاصات على الاقل اصابت الشيخ في صدره وانهم استهدفوه دون ان يتلفظوا بكلمة.
واشعل حادث القتل الذي يأتي بعد اقل من اسبوع على وقوع هجمات بالقنابل ضد الشيعة في بغداد وكربلاء اودت بحياة اكثر من 181 مخاوف من متشددين دينيين يستهدفون رجال الدين في محاولة لتقويض استقرار العراق.
وقتل ما لا يقل عن 24 من كبار رجال الدين الشيعة والسنة في العراق منذ سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وشارك مئات المشيعين يوم الاثنين في جنازة الذهبي التي اشرف علي تأمينها ملثمون ومسلحون من حراس الامن بالمسجد ومعظمهم من الشبان الغاضبين.
ويعتقد بعض رجال السنة ان افرادا متشددين من طائفة الشيعة التي تمثل 60 بالمئة من سكان العراق مصممون على الثأر بعد اعوام من القمع على ايدي صدام.
ويشعر الكثيرون بالقلق مخافة ان تؤدي الهجمات على رجال الدين والمساجد الى امكانية اندلاع حرب اهلية.
ولا يزال نطاق الهجمات الثأرية محدودا حتى الان ويعول كثيرون على ان الروابط القبلية والعائلية ستمنع اتساع نطاق عمليات سفك الدماء.
وقال عبيدي ان الذهبي البالغ من العمر 33 عاما ولديه ثلاثة اطفال قتل اثناء سيره في حي الشرطة الذي تقطنه اغلبية شيعية.
وقد انطلق المسلحون مسرعين فيما حاول عبيدي جهده وقف مرور السيارات وطلب المساعدة من سكان المنطقة.
ويقول سكان المنطقة انه قبل عدة ايام هاجم مسلحون ملثمون كانوا بداخل سيارة جيب مسجد الحسينية الشيعي واصابوا احد حراسه بجروح.
وبعد انتهاء الجنازة ناشد الشيخ احمد عبد الغفور امام مسجد ام الطبول شبان العراق ان يفعلوا المزيد لحماية شيوخهم.
وقال الشيخ عبد الغفور الذي كان يتحدث ويحيط به ستة من حراسه المسلحين ان الشبان في المسجد يجب ان يتعلموا كيف يحمون شيوخهم وان الشيوخ يجب ان يدركوا متى يكون الوضع مأمونا للخروج وان يدركوا ان هناك شياطين ينتظرونهم وايادي خفية ترغب في ان تبذر الفرقة.
واضاف قائلا ان هذه مأساة تتكرر كل يوم معربا عن امله في ان يتم اخماد تلك التوترات الطائفية.
وحث الشيخ عبد الغفور في دعاء خلال صلاة الجنازة على الشيخ القتيل المصلين على ضبط النفس وقال ان التوترات الطائفية لن تعود عليهم بالفائدة.
وقال لرويترز انه كان يرغب في تهدئة المشيعين وانه ابلغهم بضرورة التحلي بالصبر وعدم القيام باي تصرف غير مسؤول.
ومثلما يقول كثير من العراقيين قال ان قوات الاحتلال التي تقودها امريكا ترغب في اثارة الطائفية في العراق.
واضاف ان العملاء الذين يستهدفون رجال الدين هم من المرتزقة المأجورين لارتكاب جرائمهم وان المحتلين سوف يفشلون في هذه المؤامرة الشريرة لبث الفرقة.—(البوابة)—(مصادر متعددة)