ما هي اولويات بايدن في العراق؟

تاريخ النشر: 25 مارس 2021 - 04:25 GMT
نظرة مغايرة للتحديات الاميركية في العراق
نظرة مغايرة للتحديات الاميركية في العراق

حدد مصدر سياسي اميركي رفيع أربع أولويات للإدارة الجديدة في العراق، ضمنها محاربة تنظيم "داعش"، فيما أكد أن الأهداف الاستراتيجية ثابتة رغم تغير الإدارات.

نظرة مغايرة للتحديات الاميركية في العراق

وقال السفير الأمريكي لدى العراق ماثيو تولر خلال مشاركته في ندوة مرئية، إن "الأهداف الستراتيجية الأميركية ثابتة رغم تغير الإدارات المتعاقبة في البيت الأبيض، إلا أنه من ناحية عملية، فإن إحدى ثمار هذا النظام الأميركي أنه في كل 4 أو 8 أعوام تأتي إدارة جديدة تنظر إلى التحديات بعيون تختلف عن الإدارة السابقة".

وأضاف، أن "هذه العيون تجلب عدسات جديدة لبعض التحديات التي نواجهها، لكن بالطبع ستكون هناك استمرارية، لأن اهتمام الولايات المتحدة بهذا البلد الحيوي لن يتغير".

هزيمة داعش في العراق

وأشار تولير إلى أن "هزيمة داعش تظل مهمة أمنية ذات أولوية أميركية في العراق، ورغم خسارة التنظيم بشكل مادي، فإن وجود القوات الأمريكية في العراق يأتي بناء على دعوة من الحكومة العراقية، للقيام بمهمة محدودة تركز على تقديم المشورة والمساعدة لقوات مكافحة الإرهاب العراقية بما في ذلك البيشمركة، لمنع تنظيم داعش".

وأكد السفير الأمريكي: "مواصلة الحفاظ على هذا الوجود، ما دام ذلك ضروريا لمساعدة الحكومة العراقية في منع عودة داعش والإرهابيين لتهديد الشعب العراقي وتهديد الأمن الإقليمي".

بايدن يعرف العراق جيدا

في كتابه الصادر عام 2017 بعنوان "اوعدني يا أبي"، يقول "جو بايدن"، الذي سافر إلى العراق أكثر من 20 مرة كعضو بارز ورئيس للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ثم نائبا للرئيس الأمريكي "باراك أوباما": "العراق أكثر القضايا إحباطا خلال 40 عاما من العمل في العلاقات الخارجية"، مؤكدا أن الجهود المبذولة لتعزيز "الحكم الرشيد" هناك كانت تستغرق وقتا طويلا وتستنزف الموارد وكانت مهمة شبه مستحيلة في النهاية.

لكن "بايدن" لم يستسلم للتحديات التي واجهتها الولايات المتحدة في العراق في ذلك الوقت، ومن غير المرجح أن يفعل ذلك كرئيس.

وتابع في كتابه: "لم أكن مستعدا للتخلي عن المهمة"، واصفا التدخل الأمريكي في العراق بأنه "قضية نبيلة".

وبخصوص دعم "بايدن" لقرار حرب العراق عام 2003، أخطأ المعارضون السياسيون في وصفه بأنه "دعم الحرب".

لقد كان "بايدن" بجانب السيناتور الجمهوري "ريتشارد لوجار" والسيناتور الجمهوري أيضا "تشاك هاجل"، حين قدموا قبل أسابيع من قرار الحرب قرارا بديلا لإبطاء ما اعتبروه اندفاعا إلى الحرب من قبل إدارة "بوش".

وفشلت تشريعاتهم بسبب معارضة كل من الديمقراطيين الذين لا يريدون أي تدخل في العراق على الإطلاق، وأولئك في مجلس الشيوخ الذين دعموا إدارة "بوش" بشأن خوض الحرب في العراق.

وفي كتابه الصادر عام 2007 بعنوان "وعود للوفاء بها"، كتب "بايدن" أنه ارتكب خطأ في التقليل من شأن خداع وعدم كفاءة إدارة الرئيس "جورج دبليو بوش" في التخطيط لعراق ما بعد الحرب. 

واعتبر "بايدن" أن فشل "بوش" في العراق أصبح فشلا لأمريكا، لكنه ألقى بنفسه وسمعته في محاولة لتحسين سياسة الولايات المتحدة تجاه العراق من خلال قيادته للجنة العلاقات الخارجية ثم كنائب للرئيس.

دبلوماسية العلاقات الشخصية

قال "هاجل" الذي شغل منصب وزير الدفاع خلال إدارة "أوباما": "رغم شكوك بايدن بشأن حرب العراق لم يمنعه ذلك ​​من محاولة إعادة ضبط سياساتنا في العراق بعد افتقار إدارة بوش الكارثية للتخطيط لما بعد الحرب".

وأضاف: "كان الأمريكيون يموتون في العراق، وكان تحول العراق إلى دولة فاشلة سيكون كابوسا للسياسة الأمريكية في المنطقة.. وقد تولى بايدن المسؤولية كرئيس للجنة العلاقات الخارجية ثم نائب الرئيس ليضعنا على مسار أفضل".

وفي الوقت الذي كان فيه المعلقون في الولايات المتحدة وفي الخارج يخشون من تراجع أمريكي في الشؤون العالمية، كان التحالف المناهض لتنظيم "الدولة الإسلامية" بمثابة شهادة على استمرار قدرة أمريكا على القيادة، والجمع بين الدبلوماسية الدولية والشراكات الإقليمية، والتنسيق السلس بين القادة المدنيين والعسكريين.

وحظي هذا الجهد بدعم من الحزبين، عبر إدارتين، وكان نجاحا غير مشروط.

ونشأت شراكة أقوى بين الولايات المتحدة والعراق بسببها، والآن يعمل "بايدن" على تكثيف التعامل مع العراق مرة أخرى، وهذه المرة كقائد أعلى.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن