توقع سفير الولايات المتحدة السابق لدى اسرائيل مارتن انديك ان تدخل الولايات المتحدة في حرب مع ايران مطلع العام المقبل 2013.
وقال انديك في مقابلة مع برنامج "واجه الامة" على شبكة "سي بي اس" الاميركية "اخشى ان عام 2013 سيكون عاما سنضطر فيه الى خوض مواجهة عسكرية مع ايران".
وخلال المقابلة، اشار انديك الى ان الوقت لم يحن بعد للولايات المتحدة للقيام بتحرك عسكري.
وقال "ايران لا تملك سلاحا نوويا. ومع انه لا يزال هناك وقت، الا انه ليس وقتا كثيرا".
وكان الدبلوماسي الاميركي السابق يتحدث خلال نقاش مع خبراء في السياسة الخارجية حول الاحتجاجات الاخيرة في الشرق الاوسط والضغوط التي تمارسها اسرائيل على الولايات المتحدة في ما يتعلق بملف ايران.
وبشأن الخلاف بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الاميركي باراك اوباما حول هذا الملف، قال انديك انه لا يعتقد ان الخلاف بينهما "كبير الى هذه الدرجة خصوصا في ما يتعلق بالتزام الرئيس (اوباما) بعدم السماح لايران بحيازة اسلحة نووية".
وحول اصرار اسرائيل على ان تقوم واشنطن بتحديد خط احمر لايران لا يسمح لها بتجاوزه، قال انديك ان هذا "مطلب غير منطقي"، مضيفا ان "فكرة وضع خط احمر علني- يعادل توجيه انذار- هو شئ لا يوجد رئيس يفعله".
وقال "اذا لاحظتم، فان الحاكم (والمرشح الرئاسي) ميت رومني لم يضع خطا احمر، والسيناتور (جون) ماكين لم يفعل ايضا. وحتى نتانياهو لم يفعل ازاء هذه المسالة في ما يتعلق بتحركات اسرائيل نفسها".
الى ذلك، صرح امين عام المنظمة الايرانية للطاقة الذرية فريدون عباسي دواني الاثنين في فيينا بان الخطوط الكهربائية التي تغذي موقع فوردو النووي القائم تحت الارض في وسط ايران تعرضت لاضرار نتيجة تفجيرات في اغسطس الماضي.
وقال المسؤول امام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضم ١٥٥ دولة عضوا في ١٧ اغسطس انقطعت الخطوط الكهربائية بين مدينة قم ومجمع فوردو (...) نتيجة تفجيرات.
واتهمت إيران بشكل غير مباشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمسؤولية عن محاولة تخريب منشآتها النووية.
وتعتبر منشأة فوردو المبنية في باطن جبل المرفق الوحيد المحمي من ضربة جوية في ايران. وتجري ايران في الموقع عمليات تخصيب اليورانيوم الى نسبة ٢٠ بالمائة ما يقربها من المستوى المطلوب لصنع سلاح ذري (٩٠ بالمائة).
وقبيل انطلاق أعمال المؤتمر العام السنوي للوكالة الذي تحضره ١٥٥ دولة، قال فريدون عباسي دواني رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية امس الاثنين في العاصمة النمساوية فيينا إن من الممكن أن يكون مخربون وإرهابيون تسللوا إلى الوكالة وأمسكوا بالخيوط بشكل خفي.
ودلل عباسي دواني على ما يقوله بهجوم بقنبلة على محطة فوردو في السابع عشر من الشهر الماضي اسفر عن قطع خطوط الكهرباء.
وأضاف أنه في اليوم التالي طالب المفتشون الدوليون بزيارة غير معلنة بشكل مسبق للمحطة.
وتساءل عباسي بحسب اقواله المترجمة الى الانجليزية في اليوم التالي في الصباح الباكر طلب مفتشو الوكالة اجراء تفتيش مفاجئ. هل هذه الزيارة مرتبطة بهذا التفجير؟. وتابع ينبغي التذكير بتعرض الخطوط الكهربائية التي تغذي موقع نطنز الى عمل مماثل.
وكانت إيران قد سبق لها ان اكدت ان اسرائيل والولايات المتحدة تقفان وراء اغتيال علماء نووي وفيروسات معلوماتية استهدفت منشآتها. لكن ايران تنفي على الدوام اي وجه عسكري لبرنامجها النووي مؤكدة تخصيب اليورانيوم لانتاج الكهرباء ونظائر مشعة طبية الاستعمال تستخدم في تشخيص عدة انواع من السرطان.
وبالرغم من عدة قرارات لمجلس الامن الدولي وعدة رزم عقوبات مازالت ايران تخصب اليورانيوم وهو نشاط تعتبره حقا لها بموجب اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية التي وقعتها.
وكان الياباني يوكيا أمانو رئيس الوكالة الدولية للطاقة قد أعرب عن رغبة الوكالة في استئناف المحادثات مع إيران، وقال: أتمنى أن نتفق من دون تأخير على حل يتم تنفيذه بشكل مباشر فيما بعد.
وقال يوكيا أمانو مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة امس الاثنين ان الوكالة ستجري المزيد من المحادثات مع ايران بهدف تبديد المخاوف بشأن برنامجها النووي رغم عدم احراز تقدم حتى الان.
وأضاف في الاجتماع السنوي للدول الاعضاء في الوكالة ان الوكالة ملتزمة تماما بتكثيف الحوار مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.
ولم يحدد موعدا لجولة جديدة محتملة من المحادثات التي بدأت في يناير الماضي بين مسؤولي الوكالة وايران بهدف تهدئة المخاوف من احتمال سعي طهران لامتلاك قدرة على تصنيع أسلحة نووية وهو ما تنفيه ايران. وكان اخر اجتماع بينهما في أغسطس الماضي.
وتحاول الوكالة الوصول الى اتفاق اطار مع ايران يسمح للوكالة ومقرها فيينا بمواصلة تحقيقاتها المتعثرة منذ فترة طويلة بشأن أبحاث يشتبه أن الجمهورية الاسلامية تجريها فيما يتعلق بتصنيع قنبلة نووية.
وقال أمانو مشيرا الى مثل هذا الاتفاق سنواصل المفاوضات مع ايران بشأن اتجاه منظم لحل كل القضايا القائمة. واستطرد أتمنى أن نتوصل الى اتفاق من دون مزيد من التأخير يتبعه تنفيذ فوري.