خاطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الزعيم الشيشاني رمضان قديروف في مستهل اجتماع مع قادة جمهوريات واقاليم شمال القوقاز قائلا له "لحيتك اصبحت طويلة"، مثيرا بذلك تكهنات حول ما كان يقصده من هذه العبارة.
واظهر مقطع فيديو بوتين وهو يوجه نظره الى قديروف في بداية الاجتماع الذي عقد الجمعة في مدينة بياتيغورسك جنوبي البلاد، قبل ان يقول مبتسما: "رمضان احمدوفيتش، لحيتك اصبحت طويلة. اليس كذلك؟".
ثم اضاف الرئيس الروسي الذي لوح يده وهز راسه وهو لا يزال يوجه حديثه الباسم الى قديروف: "الا ترى؟، نعرف كل شئ يدور حولنا".
واثارت هذه اللفتة تكهنات حول مضامينها خصوصا انها تاتي بعد ايام من سجال دار بين الزعيم الشيشاني ورئيس مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية غداة تهديد الاخير بالانسحاب من مدينة باخموت الاوكرانية احتجاجا على عدم امداد الجيش له بالذخيرة.
وكان قديروف تدخل حينها واعلن ان قوات احمد الشيشانية التي يقودها على استعداد لان تحل مكان مرتزقة فاغنر في حال انسحابهم من المدينة، منتقدا بريغوجين بسبب اخراج الخلاف بينه وقادة الجيش الى العلن.
كما نشر الزعيم الشيشاني عبر تلغرام منشورات متتابعة يخاطب فيها بوتين للتدخل مفترضا ان المحيطين به من كبار القادة والمسؤولين العسكريين لا يطلعونه على حقيقة الصعوبات التي تواجهها فاغنر بسبب حجب الذخيرة عنها في باخموت.
تنافس على الحظوة عند بوتين
ولاحقا اعلن رئيس فاغنر تراجعه عن تهديده بالانسحاب من باخموت، ثم زار قديروف في العاصمة الشيشانية غروزني، في ما بدا لمصالحته عقب السجال الذي تكهن كثيرون بانه كان اكثر حدة في السر عما كان في العلن.

ويرى محللون ان السجال الذي اثاره قديروف مع بريغوجين انما كان يكشف عن التنافس بين الرجلين لنيل مزيد من الحظوة عند زعيم الكرملين، خصوصا بعدما سرقت فاغنر الاضواء من قوات احمد بفضل الانتصار الذي حققته اخيرا في باخموت.
وكانت قوات احمد الشيشانية محطا للانظار في بداية الحرب في اوكرانيا بسبب عملياتها الناجحة وسط جبهات ساخنة عدة، لكن بريقها لم يبلث ان خبت لاحقا.
ويقول البعض ان عبارة بوتين كانت تهدف الى لفت نظر قديروف الى ان قوته ونفوذه الاخذين في التنامي منذ بدء الحرب في اوكرانيا مطلع العام الماضي، قد بلغا حدودا باتت تثير حفيظة قادة ومسؤولي الجيش.
على ان اخرين راوا فيها نوعا من التحبب الذي يعكس رضا وقرب قديروف من بوتين.
والجمعة، هنأ الرئيس الروسي قوات فاغنر والجيش بالسيطرة على باخموت، ووجّه برفع أسماء "أبطال العملية" لتقليدهم أوسمة الشرف بحسب ما افادت وسائل اعلام روسية.