نجا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من محاولة اغتيال بطريقة حديثة ومبتكرة تمثلت في طائرة مسيرة تحمل عبوة ناسفة تمكن حراسه من تفجيرها ببراعة قبل الوصول الى الرئيس خلال في أحد الخطابات الجماهيرية خلال حفل عسكري بالعاصمة كاراكاس.
من هو نيكولاس مادورو؟
كان سياسياً وسائق حافلة لم يكمل مساره التعليمي، فقد توقف بمجرد حصوله على الشهادة الثانوية، قبل أن يصبح رئيساً للبلاد، بعد انتخابه خلفاً لهوغو شافيز في 15 أبريل 2013.
انتُخب عضواً في الجمعية الدستورية ثم عضواً في الجمعية الوطنية ثم رئيساً لها عام 2005، قبل أن يُعيَّن وزيراً للخارجية سنة 2006 إلى وفاة شافيز عام 2013، وكان قد عُيّن نائباً للرئيس عام 2012.
وظهر مادورو في صدارة الشاشة السياسية بفنزويلا منذ بدء الأزمة الصحية التي مرَّ بها شافيز، الذي كان يعالج من مرض السرطان في كوبا.
ووقتذاك، قال شافيز إن مادورو هو المخول له دستورياً تسيير أمور الرئاسة حتى الانتخابات القادمة، في حال لم يستطع القيام بمهامه؛ بل إنه طلب من الشعب انتخابه رئيساً للبلاد.
إنجازاته السياسية
نجح مادورو في الإسهام بنشاطه السياسي في الإفراج عن شافيز من السجن عام 1992، بعد محاولته الانقلابية الفاشلة على الرئيس كارلوس بيريس.
وثاني إنجازاته تمثّلت في العمل منسقاً سياسياً إقليمياً للحملة الانتخابية للرئيس الفنزويلي الراحل عام 1998، وهذا فتح له أبواب السياسة، حيث انتُخب عضواً في مجلس النواب عام 1998.
وفي منتصف أبريل 2013، أعلن المجلس الوطني للانتخابات فوز مادورو بفارق ضئيل عن منافسه مرشح المعارضة إنريكي كابريليس، في الانتخابات الرئاسية، ليخلف شافيز.
وفي الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 20 مايو 2018، فاز بفترة رئاسية جديدة، بحصوله على 68% بعد فرز 93% من الأصوات، وفقاً للمجلس الوطني للانتخابات في فنزويلا.
اللافت في الأمر أن مادورو تحدّث قبل شهر بالضبط (5 يوليو) عن هجوم أمريكي محتمل على بلاده؛ بسبب موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه.
ودعا الرئيس الفنزويلي العسكريين للاستعداد لصد العدوان الأمريكي، بعد أن وردت في وسائل الإعلام أنباء عن تحدّث ترامب عن "إمكانية غزو الجمهورية".
وبعد فوز مادورو بولاية ثانية ستبقيه فى السلطة حتى 2025، واجهت فنزويلا مزيداً من العزلة الدولية وخطر تفاقم أزمتها الاجتماعية والاقتصادية، وسط إدانات دولية.
العداء بين الدولتين ليس حديثاً؛ إذ إن الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، أصدر أوامر بتمديد قانون يعتبر فنزويلا "تهديداً فوق العادة" للأمن القومي الأمريكي.
وتدهورت العلاقات بشكل سريع بعدما ألقى مادورو باللوم على الولايات المتحدة في التخطيط لمجموعة من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها البلاد.
كما أن الرئيس الفنزويلي اتهم مؤخراً، الولايات المتحدة بالعمل مع جماعات معارضة محلية للقيام بانقلاب، وصفته واشنطن بـالاتهام "السخيف".
وتعيش فنزويلا مرحلة حرجة؛ على خلفية نقص السلع وارتفاع معدلات التضخم وتراجع إيرادات الدولة بسبب هبوط أسعار النفط، التي تشكل المورد الأساسي لهذا البلد.
تصاعد الأزمة
وتصاعدت الأزمة بين فنزويلا والولايات المتحدة عام 1993، بعد دعوة واشنطن لإطلاق سراح كل السجناء السياسيين فوراً ومن دون شروط، وإنهاء "القمع والحرمان الاقتصادي" لشعب فنزويلا، وهو الذي لقي رفضاً.
وفي الجانب الاقتصادي، كان شافيز سبباً رئيسياً في إفشال اتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة لدول القارة الأمريكية، الصادرة عن مؤتمر قمة "كويبك" بكندا في يناير 2001.
والرئيس الفنزويلي على حرب كلامية مستمرة مع أعدائه الأمريكيين؛ إذ وصف مادورو، مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، بأنه "أفعى سامة"، وتعهد بدحر ما وصفها بـ"محاولات واشنطن للإطاحة به من السلطة".
ويصر مادورو على أن الولايات المتحدة تسعى للإطاحة بحكومته من أجل السيطرة على ثروات البلاد النفطية والمعدنية، ويتهم واشنطن على الدوام بقيادة حرب اقتصادية ضد بلاده.
ويقول دائماً إن واشنطن تقود حرباً اقتصادية ضد بلاده، مستخدمة فيها أسعار النفط؛ وذلك لمنع اقتصاد هذه الدولة اللاتينية من الخروج من الأزمة التي تعصف بها. ووصل العداء بين البلدين إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات على فنزويلا، كان من ضمنها ما فرضته في أغسطس 2017، حين أدرجت عدداً من المؤسسات والأفراد في قائمة الإجراءات العقابية.
وفي وقت سابق، فرضت واشنطن عقوبات على الرئيس الفنزويلي و13 شخصية، من الوزراء والمسؤولين السابقين والحاليين، ومن ضمنهم مسؤولون في الشرطة والشركة النفطية الوطنية.