مئات الآلاف يعانون من حصار نابلس.. والأهالي: لن نتراجع عن دعم "عرين الأسود"

تاريخ النشر: 19 أكتوبر 2022 - 05:46 GMT
حاجز عسكري اسرائيلي
حاجز عسكري اسرائيلي على أحد مداخل مدينة نابلس

عمان - البوابة – وسام نصر الله

يتواصل حصار قوات الإحتلال الاسرائيلي، المشدد على مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، لليوم التاسع على التوالي، مع فرض طوق أمني، وإغلاق لجميع مداخل المدينة وإقامة الحواجز العسكرية والسواتر الترابية.

وحول الحصار حياة ما يقارب النصف مليون فلسطيني، من سكان محافظة نابلس، إلى جحيم وكابوس حقيقي، حيث تضطر آلاف المركبات يوميا للإنتظار ساعات طويلة، على الحواجز العسكرية، للدخول أو الخروج من المدينة.

ويأتي الحصار الذي تتعرض له نابلس، كعقاب جماعي على احتضان أهالي المدينة، لعناصر مجموعة "عرين الأسود"، التي شنت عشرات عمليات إطلاق النار على جنود ودوريات الإحتلال، والمستوطنين في مختلف أنحاء مناطق المحافظة.

حصار نابلس

رحلة طويلة

ويقول أحد المواطنين، من بلدة بيت فوريك شرق نابلس، إن الانتظار على حاجز الإحتلال، الذي يفصل بلدتي بيت فوريك وبيت دجن، عن المدينة، يستغرق وقتا طويلا قد يصل إلى 12 ساعة من الانتظار، للدخول أو الخروج منه.

وأشار مواطن آخر، إلى أن الرحلة من البلدتين اللتين يبلغ عدد سكانهما 25 ألفا، إلى نابلس، أو العكس، محفوفة بالمخاطر والمشقة، مبينا أن أكثر من حالة ولادة، سجلت على الحاجز، نظرا لعدم تمكن الوصول إلى المستشفى في المدينة.

مركبات عسكرية اسرائيلية على مدخل حاجز بيت فوريك شرق نابلس

وقال: "إن قوات الإحتلال المتواجدة على الحاجز، تمارس اجراءات تفتيش وتدقيق مشددة بحق المواطنين"، مشيرا إلى اعتقال العديد من الأشخاص على الحاجز.

حاجز بيت فوريك شرق نابلس

نصف مليون فلسطيني

وقال قيادي فلسطيني وأسير سابق في سجون الإحتلال، إن خنق محافظة نابلس، يؤثر على حياة 455 ألف فلسطيني، داخل المدينة وفي مخيماتها الأربعة، والقرى المحيطة بها، وكذلك التأثير على 26 ألف طالب في جامعة النجاح الوطنية.

وأضاف: "إن تأثير الحصار لا يقتصر على محافظة نابلس فقط، بل يتعداه ليؤثر على مدن جنين وطولكرم وقلقيلية وطوباس ".

حصار نابلس

عقاب جماعي

ويؤكد أهالي نابلس، أن سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الإحتلال، كوسيلة ضغط عليهم، للتخلي عن الدعم الذي يقدمونه لمجموعة عرين الأسود، لن تجدي نفعا، بل على العكس من ذلك، فإن ما يحدث سيزيدهم إصرارا على احتضان الشبان المنتمين للمجموعة، مهما كلف الثمن.

ويقول تجار من المدينة، التي تعتبر واحدة من أكبر المراكز الاقتصادية في الضفة الغربية: "اليوم نابلس كلها بتحكي ( بالمال ولا بالرّجال)".

جنود اسرائيليون في محيط مدينة نابلس

وأضاف أحد التجار: "طول عمرنا فاتحين هالمحلات بنابلس بنبيع وبنشتري وبنوزع بضاعة، بس هاي المرة غير ونقسم بمن أحل القسم غير، بنبيع الوهن والجبن والخوف وبنشتري كرامتنا وعزتنا ومجدنا وبنوزع عالعالم صبر وشموخ وعزة وانفة، نابلس ومحلاتها وتجارها بخير مادام شبابها وعـ..ـرينـ..ـها بخير'".

بينما يقول تاجر آخر: "اللقمة اللي بدها تذلنا مابدنا إياها.. نحن نشتري عزنا وكرامتنا وجبروتنا".

ويؤكد مواطن من نابلس، استعداده للتضحية بكل شيء حتى بأولاده، مقابل الحفاظ على سلامة شباب "عرين الأسود"، الذين يعتبرهم مصدر عز وفخار لكل أهل المدينة وفلسطين.

عرض اسرائيلي ل"عرين الأسود"

وكانت مصادر، قد تحدثت في وقت سابق عن محاولات اسرائيلية لتقديم عروض لمجموعة "عرين الأسود" التي تتخذ من البلدة القديمة في نابلس، مقرا لها، عبر السلطة الفلسطينية، يتمثل بتسليم المجموعة لأسلحتها، مقابل العفو عنهم ووقف ملاحقتهم، وتسليم أنفسهم للسلطة، ودخول السجن لفترة محددة.

كما كشفت المصادر، عن رفض "عرين الأسود" للمقترح الاسرائيلي، وإصرارهم على مقاومة الإحتلال.

حصار مدينة نابلس

يشار إلى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد عقد جلسة مناقشة أمنية مع رؤساء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بمشاركة نفتالي بينيت ووزير الجيش بيني غانتس، تناولت الأحداث في الضفة الغربية، وكيفية التعامل مع "عرين الأسود".

مسلحون من كتائب شهداء الأقصى في البلدة القديمة بنابلس

ووفقا لموقع "واللا العبري" فقد تجاوز عدد المتابعين لمجموعات "عرين الأسود" على تطبيق "تلغرام" 129000 متابع، خلال ثلاثة أيام، بعد أن كان 40 ألفا قبل إغلاق صفحة "العرين" على تطبيق Tik-Tok

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن