مؤشرات على قرب تطبيع العلاقات بين السودان والاحتلال الإسرائيلي

تاريخ النشر: 21 يناير 2016 - 12:11 GMT
البوابة
البوابة

 

كشفت صحيفة عبرية عن مؤشرات لبداية تطبيع العلاقات بين كلا من السودان و"إسرائيل"، مشيرة إلى تصريحات وزير الخارجية السوداني، إبراهيم الغندور، بأن مسألة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني قابلة للدرس.

 

 

وأوضحت صحيفة "يديعوت آخرونوت"، نقلا عن مراسلها "روعي كايس"، أن الحوار الوطني السوداني تطرق أكثر من مرة لمسألة تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، ناقلا عن حزب "المستقلين" السوداني قوله في نوفمبر الماضي أنه لا يوجد مبرر لإظهار السودان مواقف عدائية تجاه "إسرائيل".

 

 

يأتي هذا فيما شهدت الأيام الأخيرة انتهاء قمة الحوار الوطني السوداني بين الأحزاب المختلفة والحركات المسلحة، التي دعا إليها الرئيس عمر البشير في أكتوبر الماضي، حيث تباحثت الأطراف حول قضايا متعددة، مثل قانون الدولة والحريات والعلاقات الخارجية، وتم التطرق بصورة مفاجئة إلى العلاقات مع الكيان الصهيوني.

 

وأشار حزب المستقلين أن تطبيع العلاقات بين الجانبين يفتح الباب واسعا لرفع العقوبات الأمريكية عن السودان، لأن هذه العقوبات أجبرت هذه الدولة الأفريقية على دفع أثمان باهظة خلال العقدين الماضيين بسبب اتهامها بدعم "الإرهاب".

 

 

ولفتت الصحيفة إلى حديث وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور، خلال مؤتمر سابق شهدته الخرطوم، قال فيه إن مسألة تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" قابلة للدرس، حين كان يرد على نقاشات شهدها المؤتمر حول أن الموقف الهجومي للخرطوم تجاه تل أبيب يثير خيبة أمل واشنطن، في حين أن تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" قد يفتح الباب لإمكانية قيام علاقات طيبة مع الإدارة الأمريكية.

 

 

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن المشاركين في الحوار الوطني السوداني فهموا الرسالة التي أراد وزير الخارجية إيصالها، وأبدى العشرات منهم دعمهم لقيام علاقات مع "إسرائيل" وفق شروط معينة، حيث أكد إبراهيم سليمان، أحد المشاركين في ذات القمة، أن الجامعة العربية تدعم التوجه في هذا الطريق.

 


وقالت "يديعوت آحرونت" إنه رغم النقاش المفاجئ في السودان حول العلاقات مع "إسرائيل"، بسبب التطورات الدراماتيكية الحاصلة في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، فإن تطبيع العلاقات ما زال بعيدا جدا، مع أن السودان يقترب في العامين الأخيرين من المعسكر المعتدل في المنطقة، ويبتعد عن محور إيران، حيث أعلنت الخرطوم قبل أسبوعين قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، عقب مهاجمة السفارة السعودية فيها.

 

 


يأتي هذا فيما نسبت وسائل الإعلام الأجنبية لسلاح جو الاحتلال في السنوات الأخيرة قيامه بشن هجمات لإحباط عمليات نقل وسائل قتالية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، باعتبار أن العلاقات بين السودان وما وصفها الكاتب الإسرائيلي بـ"حركات المقاومة" خاصة حماس وحزب الله، كانت قوية جدا منذ بداية سنوات التسعينيات.

 

 


وأوضح مراسل "يديعوت آحرونت" أن هذه العلاقات تطورت تحديدا منذ اعتلاء البشير للحكم في البلاد، بعد أن ساهمت علاقات السودان مع تنظيم القاعدة وزعيمه في تخريب علاقاته مع الولايات المتحدة، مما أضر الخرطوم من النواحي السياسية والاقتصادية.

 

 


وتشير الصحيفة أنه في سبتمبر 2014، شهد توجها سودانيا جديدا بإغلاق مراكز إيرانية في البلاد، وطرد الملحق الثقافي الإيراني بدعوى نشر المذهب الشيعي في السودان الدولة السنية.

 

 


واعتبرت الصحيفة أن السودان عبر هذه الخطوة التي لم تقم بها دول خليجية كفيلة بأن تعود عليه بعوائد مالية ، وقد يكون السودان معنيا بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" لتحسين وضعه الاقتصادي.

 

 


وتابعت الصحيفة أن إحدى الوثائق الأميركية التي تم تسريبها في موقع ويكيليكس، ذكرت أن مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني قال في لقاء له مع مصدر كبير في الخارجية الأمريكية أن "الأمور في حال اتجهت في منحى إيجابي مع الإدارة الأمريكية، فإنها سوف تسهل علينا الأمور مع "إسرائيل"، حليفتكم الأقرب في المنطقة".

 


وخلصت الصحيفة إلى أنه إذا كان السودان ربما يقترب من تحسين علاقاته مع إسرائيل عقب انضمامه للمعسكر "المعتدل" في المنطقة، فإن تطبيع العلاقات بين تل أبيب والخرطوم بشكل كامل ما زال بعيدا جدا.

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن