تقترب حرب روسيا على أوكرانيا من دخول عامها الأول، وتزداد معها شهية الأوكرانيين بالحصول على المزيد من الأسلحة الغربية والأمريكية، ما يطرح تساؤلا عن الدوافع وراء المطالبة أخيرا بطائرات اف -16 الأمريكية، في وقت يعلن فيه الجيش الروسي تقدماً في عدة مناطق أوكرانية.
لم يتوقف الدعم الأوروبي لكييف، طيلة أيام الحرب، تخرج التصريحات من المسؤولين الغربيين والأمريكيين بتقديم الدعم المتواصل عسكرياً إلى أوكرانيا في مواجهة روسيا، وتتواصل معه الزيارات القادة الغربيين واجتماعاتهم لتأكيد الوقوف مع الحليف الأوكراني الذي يخوض حرباً ضد ما يسميه مطامع روسيا في أوكرانيا.
حزمة من المساعدات الغربية وصلت إلى أوكرانيا تنوعت في الأسلحة الدفاعية، ومنظومات الدفاع الجوي، والصواريخ طويلة وقصيرة المدى، والأسلحة النوعية، وأخيراً الموافقة على إرسال الدبابات التي تقول كييف إنها تساهم في تغيير مجريات المعركة.
الولايات المتحدة بدورها تقوم اليوم بتقديم دعم متواصل لأوكرانيا ورصد ميزانيات ضخمة، رغم الجدال السابق حول تزويد كييف بالدبابات الأمريكية أبرامز، والحديث عن تدريب ودعم فني قد يستمر لأشهر طويلة قبل أن تصل الدبابات الأمريكية أرض المعركة، وما رافقه من اشتراط برلين لتقديم واشنطن دباباتها قبل أن ترسل برلين دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا، وقتها قالها الألمان بشكل علني ‘’لن نرسل دباباتنا ما لم ترسل الولايات المتحدة دباباتها’’.
تعلن واشنطن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية النوعية هذه المرة تصل قيمتها إلى 2 مليار دولار دعماً لأوكرانيا، تشمل صواريخ طويلة المدى تطالب بها كييف، وذخائر وأسلحة، لكن واشنطن ترفض إرسال طائرات أف 16 لأسباب عدة أهمها الحديث حول قدرة الأوكرانيين على التعامل مع مثل هذا النوع من الطائرات، وغياب الدعم اللوجستي في الأراضي الأوكرانية لاستقبال طائرات اف 16 التي تصل قيمتها إلى أكثر من 70 مليون دولار.
ميدانياً، تشتغل جبهة باخموت في اقليم دونباس، غير مرة أعلن الجيش الأوكراني السيطرة عليها، لتعود المواجهة من جديد في هذه الجبهة الاستراتيجية التي تعتبر مركزاً رئيسياً لقطع خطوط الإمداد في منطقة دونتيسك التي تسيطر عليها روسيا.
جبهات متعددة، من القتال تزداد في اوكرانيا، وتشير الخرائط الجوية إلى حفاظ الروس على مناطق السيطرة على المناطق الأوكرانية، واحتدام المعارك في مناطق كان يسيطر عليها الأوكرانيون وأصبحت اليوم في يد الروس وهو ما يدفع أوكرانيا إلى المطالبة بالأسلحة.
في الوقت ذاته، تأتي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن تل أبيب مستعدة لإرسال الدعم العسكري إلى أوكرانيا، وإرسال القبة الحديدة لمواجهة الهجمات الروسية.
دعم عسكري متواصل لأوكرانيا اذاً، وأسلحة تتدفق بشكل كبير، وروسيا التي تراقب التصريحات ولا تنتظر وقتاً طويلاً للرد، تقلل من فائدة الأسلحة المقدمة لكييف، وترد بالتقدم في جبهات أوكرانية عدة، والاستعانة بالمقاتلين من مرتزقة فاغنر بهدف الحصول على المزيد من المكاسب على الأرض.