أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير حديث بأن زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، تمكن من إرباك الاستخبارات الإسرائيلية عبر استخدامه لنظام اتصالات سري ومعقد طوّره خلال فترة سجنه.
النظام، الذي يعتمد على وسائل اتصالات منخفضة التقنية، ساعد السنوار في تجنب التعقب الإسرائيلي منذ بدء الحرب في غزة، ليصبح الوصول إليه شبه مستحيل حتى اليوم.
نظام اتصالات بدائي يربك الاستخبارات
السنوار، الذي يقود عمليات حماس منذ فترة طويلة، يعتمد بشكل كبير على رسائل مكتوبة باليد ورموز مشفرة لإدارة عملياته، وذلك بدلا من استخدام الهواتف المحمولة أو وسائل الاتصال الإلكترونية الأخرى التي يسهل تعقبها.
هذا النظام الفريد الذي أنشأه خلال سنوات سجنه في "إسرائيل"، سمح له بإدارة العمليات من مواقع مخفية تحت الأرض، بما في ذلك الأنفاق التي تعتبر جزءا أساسيا من بنية حماس العسكرية.
محاولة إسرائيلية لإسقاطه
الصحيفة أكدت أن هذه الطريقة أعاقت الاستخبارات الإسرائيلية، التي تسعى منذ فترة طويلة إلى القبض على السنوار أو قتله.
يعتبر السنوار مهندس هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تكثيف جهوده للعثور عليه.
ولكن وفقا للتقرير، فإن قدرته على الاختفاء والبقاء بعيدا عن الأنظار جعلته هدفًا صعب المنال، حتى مع السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة.
رسائل مشفرة وتأمين الاتصالات
وفقًا لما ورد في التقرير، فإن رسائل السنوار تمر عبر عدة مراحل، حيث يتم كتابتها بخط اليد، وتسليمها إلى عناصر من حماس يثق بهم، ثم يتم تمريرها عبر سلسلة من الوسطاء.
هؤلاء الوسطاء قد يكونون مواطنين عاديين أو عناصر من حماس، ويتم تسليم الرسائل عبر نظام اتصالات مشفر يعتمد على رموز تختلف بحسب المستلم والظروف.
عمليات التواصل تحت الأرض
السنوار، الذي قضى 22 عاما في السجون الإسرائيلية قبل إطلاق سراحه في صفقة تبادل الأسرى الشهيرة "وفاء الأحرار" عام 2011، تعلم فنون الاتصال السري من خلال تجربته في السجن.
وذكر التقرير أن حماس أنشأت منذ سنوات نظام هاتف أرضي في أنفاقها تحت الأرض، ما سمح لها بتجنب التنصت الإلكتروني الإسرائيلي.
وفي عام 2018، حاول الجيش الإسرائيلي التنصت على هذا النظام خلال عملية "حد السيف"، التي فشلت في النهاية، وفقا لبيانات حماس.
التواصل خلال الأزمات
خلال فترات التصعيد، وخاصة في المفاوضات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، كان السنوار يعتمد على هذه الأنظمة السرية لإرسال الرسائل عبر الوسطاء العرب.
وأحيانا، كان يتم التواصل في الوقت الفعلي تقريبا، كما حدث حين أرسل السنوار رسالة تعزية إلى إسماعيل هنية بعد استشهاد أبنائه في غارة جوية، وهي رسالة وصلت بعد ساعات من الحدث.
مستقبل غير واضح
ورغم التوتر الشديد والسيطرة العسكرية الإسرائيلية، لم تتمكن الاستخبارات الإسرائيلية حتى الآن من تحديد مكان السنوار.
ويبدو أن الطريقة التي يتبعها في الاتصال ليست فقط وسيلة لتجنب الاعتقال، بل أداة للتفاوض والمناورة أيضا، حيث يستخدم تعقيد نظامه السري لخلق هامش من الوقت يتيح له الهروب والتخطيط المستمر.