كيري يدعو روسيا وايران وحزب الله لبذل "جهد حقيقي" لانهاء النزاع السوري

تاريخ النشر: 04 يونيو 2014 - 05:52 GMT
وزير الخارجية الاميركي جون كيري
وزير الخارجية الاميركي جون كيري

دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري من بيروت الاربعاء حلفاء النظام السوري ايران وروسيا وحزب الله اللبناني، الى "بذل جهد حقيقي" لوضع حد للحرب في سوريا، واعتبر ان الانتخابات الرئاسية السورية لا قيمة لها.

وقال كيري في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماعه مع رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام، "مسؤوليتنا كلنا، كدول، العمل على انهاء هذا النزاع (السوري)، وانا ادعو بالتحديد الدول التي تدعم نظام الاسد مباشرة (...)، ادعو ايران وروسيا وحزب الله الموجود هنا في لبنان، الى بذل جهد حقيقي لوضع حد لهذه الحرب".

وردا على سؤال حول الانتخابات السورية التي جرت الثلاثاء والمحسومة سلفا لصالح الرئيس بشار الاسد، قال "الانتخابات ليست انتخابات. هي عبارة عن صفر كبير

اعلن كيري تقديم مساعدة اضافية من 290 مليون دولار الى الامم المتحدة لتمويل عملياتها في سوريا وفي الدول المجاورة التي لجا اليها السوريون.

وقال "يسرني ان اعلن عن مساعدة انسانية اضافية من 290 مليون دولار"، مشيرا الى ان المساعدات التي قدمتها واشنطن بلغت حتى الآن ملياري دولار، وان 51 مليون دولار منها ستذهب مباشرة الى اللاجئين في لبنان.

ووصل كيري الى بيروت بعد ظهر الاربعاء في زيارة غير معلنة تشكل رسالة دعم للبلد الذي يرزح تحت الاعباء السياسية والاجتماعية للنزاع السوري، بحسب ما ذكر مسؤول اميركي.

وسيطلب كيري وزير الخارجية الذي زار لبنان سابقا بصفته سناتورا، من المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته التي تستغرق ساعات قليلة، انتخاب رئيس جمهورية "في اسرع وقت ممكن"، وذلك بعد مرور حوالى عشرة ايام على فراغ في سدة الرئاسة في لبنان نتيجة عدم انتخاب خلف للرئيس ميشال سليمان بسبب عمق الانقسام السياسي.

وتوجه كيري فور وصوله الى مقر رئاسة الحكومة للقاء رئيس الحكومة تمام سلام، بحسب ما ذكر صحافي في وكالة فرانس برس.

وكانت طائرة كيري القادمة من وارسو حطت في مطار بيروت الدولي قرابة الساعة 15,50 بالتوقيت المحلي (12,50 ت غ)، في زيارة هي الاولى لوزير خارجية اميركي الى العاصمة اللبنانية منذ خمسة اعوام.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية جين بساكي ان كيري "سيلتقي مسؤولين لبنانيين للبحث في العلاقات الثنائية وأثر النزاع المستمر في سوريا على لبنان، وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك".

وقال مسؤول اميركي في وزارة الخارجية للصحافيين الذين رافقوا كيري في الطائرة،" كنا باستمرار داعمين جدا جدا للبنان. لبنان في وضع دقيق في مواجهة تحديات ضخمة ابرزها النزاع السوري".

واضاف ان كيري سيعلن خلال الزيارة "استجابتنا لنداءات الامم المتحدة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، عبر تقديم نحو 290 مليون دولار اضافية الى الامم المتحدة" لتمويل عملياتها في سوريا وفي الدول المجاورة، مشيرا الى ان مجموع المساعدات التي قدمتها بلاده حتى الآن في هذا المجال سترتفع، بهذا المبلغ، الى ملياري دولار.

واوضح ان 51 مليون دولار من هذه المساعدة ستخصص للبنان الذي يستضيف اكثر من مليون لاجىء سوري مسجلين لدى الامم المتحدة، ما يرفع قيمة المساعدات التي قدمتها واشنطن الى البلد الصغير منذ بدء النزاع في سوريا المجاورة في منتصف آذار/مارس 2011، الى "اكثر من 400 مليون دولار".

واشار المسؤول الاميركي الى ان "حصة لبنان من هذه المساعدة هي الاكبر" بين الدول المجاورة التي نزح اليها قرابة ثلاثة ملايين سوري هربوا من النزاع في بلادهم. ويستضيف لبنان النسبة الاكبر من هؤلاء.

ويشكل اللاجئون السوريون نحو ربع المقيمين في البلد الصغير ذي الموارد المحدودة والمنقسم بشكل حاد بين موالين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ومتعاطفين مع المعارضة المطالبة باسقاطه.

من جهة ثانية، قال المسؤول في وزارة الخارجية ان كيري "سيبعث برسالة (الى المسؤولين اللبنانيين) ان عليهم انتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن"، مضيفا "يعود للبنان ان يقوم بذلك دون تأثير او تدخل من الخارج".

ويشمل جدول الزيارة التي تستمر ساعات قليلة، لقاءات بين كيري وكل من رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس البرلمان نبيه بري والبطريرك الماروني بشارة الراعي.

وتعود رئاسة الجمهورية في لبنان المكون من طوائف عدة، الى الموارنة، بحسب اتفاق غير معلن بين اللبنانيين منذ الاستقلال.

وتتولى حاليا الحكومة برئاسة تمام سلام مجتمعة صلاحيات رئيس الجمهورية.

وقال المسؤول الاميركي مازحا "كنا بطبيعة الحال نود لقاء الرئيس، لكن من الواضح ان لا وجود للرئيس"

كما سيشدد كيري على دعم بلاده "لتطوير قدرات القوات المسلحة وقوى الامن الداخلي اللبنانية".

ويعاني الجيش اللبناني من ضعف في التسليح لا سيما النوعي منه. كما تعود دباباته السوفياتية الصنع، ومدرعاته الاميركية، الى عقود خلت. وتقدم واشنطن مساعدات سنوية للجيش تشمل قطع غيار واسلحة خفيفة وآليات للنقل.

وتعود الزيارة الاخيرة لوزير خارجية اميركي الى بيروت الى العام 2009، وقامت بها الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون.