عمان - البوابة - وسام نصرالله
يحسب لفريق عمل العرض المسرحي "كثير سلبي" والذي يقدم في العاصمة الأردنية عمان، القدرة على تلمس الأوضاع التي يعيشها الشارع الأردني، وتقديمه لنقد إجتماعي وإقتصادي وسياسي للواقع بطريقة كوميدية ساخرة.
والمسرحية الكوميدية اللبنانية "كثير سلبي" والتي تعرض بعد وجبة الإفطار طيلة الشهر الفضيل في فندق انتركونتننتال الاردن، لاقت استحسان الجمهور ورسمت البسمة على وجوه الحاضرين، عبر مجموعة متنوعة ومتعددة من المشاهد الكوميدية.
وتضم "كثير سلبي" لمؤلفيها ومخرجيها نبيل عساف وجيسكار لحود، مجموعة من نجوم الكوميديا في لبنان، وهم: حسين مقدم ودوللي الحلو وانطوانيت عفيفي وإيلي الراعي.
ويستهل العرض بمشهد التغيرات "الديمغرافية" -السكانية- في الأردن، وتحوله لبلد يستضيف ملايين اللاجئين من سوريا والعراق وليبيا ودول عربية أخرى، بفعل الحروب والأزمات التي تعيشها تلك الدول، مبينا وجه الشبه مع لبنان في تلك المتغيرات.
ويسلط العرض الضوء على مشكلة "التاكسي الأصفر" ومزاجية السائقين في التعامل مع الركاب، والتغيرات التي طرأت بعد دخول "أوبر" و"كريم" على سوق نقل الركاب.
وفي مشهد الصراع النسائي "الزوجة والضرة" كان الحضور للشخصية الأردنية "أبو صخر" الذي يرتبط بزوجتين إحداهما أردنية والأخرى لبنانية، وتقديم المناكفات بين الزوجتين بطريقة ساخرة، وتدخل شخصية جورج قرداحي عبر برنامج المسامح كريم للصلح بين الزوجتين، والذي يوجه سؤاله لأبو صخر، لماذا تزوجت الأردنية؟، ليكون رد أبو صخر: "لأنها امرأة صامدة وقوية.. ولأحرر بها القدس".
ويستحضر العمل شخصية ترامب عبر مشهد كوميدي يجمعه لدى زيارته إلى العاصمة عمان بسائق تاكسي أردني، وطلبه من السائق أن يقله إلى مدينة البتراء الأثرية لأن لديه "بزنس" فيها، ولدى قول السائق لترامب انه سيضطر للركوب على الدواب "الحمير" خلال تجواله في المدينة الاثرية، يبدى ترامب انزعاجه من ذلك وتأكيده أنه لا يعرف الركوب على الحمير، فما كان من السائق إلا الرد عليه بتهكم: "راكب كل الدول العربية ومو عارف تركب حمار".
ويشير المشهد إلى إزدواجية الديمقراطية لدى الأميركان، وسعيهم الدؤوب والحثيث للسيطرة على أموال العرب وخيرات بلادهم، كما يعقد المشهد عددا من المقارنات بين الأردن والولايات المتحدة، والتي منها: البقعة ومثلث برمودا، والمنسف والهمبرغر وجاكسون وزياد صالح. وعند تطرق السائق للحديث عن نهري الأردن ومسيسيبي، يقول لترامب: "عنا نهر الأردن تاريخه بيسوى تاريخكم".
وفي نهاية المشهد يرد السائق على إعلان ترامب أن القدس عاصمة "إسرائيل" الأبدية، عبر قوله بطريقة تهكمية لترامب: "عمان عاصمة الولايات المتحدة الأميركية".
ويواصل نجوم العرض تقديم المشاهد الكوميدية عبر "شقلوب المندوب" الذي يتلاعب بالكلمات والمصطلحات والمفردات، ويعكسها في ظل حوار كوميدي، مع التعليق بشكل ساخر على الفنانتين هيفاء وهبي ومايا دياب. وفي مشهد آخر يسخر من الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يعيشها الأردنيون كانت أغنية "الراتب خالص كلو" المستوحاة من أغنية للفنان وائل كفوري والذي جسد شخصيته إيلي الراعي.
وبرغم غياب باب الحارة عن الموسم الرمضاني الحالي إلا أن العمل كان حاضرا في "كثير سلبي" عبر تجسيد شخصيات العمل، بمشهد باب الحارة 2018، والتطرق لعدم دخوله للموسم الرمضاني، وخلق حواريات بين أبطال العمل، وصولا لإسقاط شخصية العقيد على الفنان تيم حسن الذي يؤدي دور "جبل" بمسلسل "الهيبة". وكان للمسلسل التركي السلطانة قسم حضور في مشهد "حريم السلطان" حيث الحوارية بين السلطانة والحاجب مندور، والتلميح إلى إنعدام الرجولة في زمن أصبح فيه الرجال يحبون "القرط".
ويبقى المواطن الأردني بهمومه ومشاكله حاضرا في العمل فكانت أغنية "الأردني حلمه الأزلي منزلا في العبدلي أو يكون في عبدون، أو يكون أو لا يكون .. هذا حلم الاردني بالتكسي الأردني العداد سريع، الشفير يضيع ليزيد ويزيد، لم يبق معي دينار حتى اصل المطار .. شيء غريب الأردني .." لتختتم الأغنية بعبارة: "الأردني ربك أحبك وأهداك مملكة ووطن عظيم.. فليعيش الأردني".
واختتم نجوم العمل عرضهم بمشهد "كل الحق على الطليان" من خلال خلق جدل وحوار كوميدي تلاعبوا فيه بمفردات اللغة بين الإيطالية والعربية.