وعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء باجراء استفتاء بنهاية 2017 يمنح الشعب البريطاني خيار البقاء او الخروج من الاتحاد الاوروبي في حال فاز حزبه في الانتخابات المقبلة.
وفي خطاب منتظر منذ فترة، قال كاميرون في لندن انه يريد اولا اعادة التفاوض على شروط عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي لان "خيبة امل عامة الناس بالاتحاد الاوروبي اكبر اليوم اكثر من اي وقت مضى".
واضاف "بعد الانتهاء من التفاوض على التسوية الجديدة، سنطرح استفتاء على الشعب البريطاني للاختيار ما بين البقاء او الخروج" من الاتحاد الاوروبي.
واضاف كاميرون انه اذا حقق حزبه نصرا واضحا في الانتخابات العامة، فانه سيجري الاستفتاء خلال النصف الاول من ولاية البرلمان الجديد الممتدة خمس سنوات بنهاية 2017.
وحذر من انه اذا لم يطبق الاتحاد الاوروبي الاصلاحات التي طلبها، فان بريطانيا "ستخرج" من الاتحاد الذي يضم 27 بلدا.
وقال كاميرون ان الاتحاد الاوروبي يتصارع مع منطقة اليورو و"ازمة التنافسية الاوروبية" والفجوة بين الاتحاد الاوروبي ومواطنيه "تزايدت بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة".
واضاف "اذا لم نعالج هذه التحديات فان الخطر هو ان تفشل اوروبا ويتجه الشعب البريطاني الى الخروج" من الاتحاد.
وواجه كاميرون ضغوطا كثيفة من حزب المحافظين اليمين المتشكك في الاتحاد الاوروبي لكي يتخذ موقفا من اوروبا، وهي القضية التي طالما انقسم الحزب حيالها.
الا ان تعهده اجراء الاستفتاء دفع فرنسا، احدى اقوى حلفاء بريطانيا في اوروبا، الى التحذير من هذه الخطوة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لاذاعة "فرانس انفو" الفرنسية ان اجراء الاستفتاء "قد يكون خطيرا بالنسبة لبريطانيا نفسها لان بريطانيا هي خارج اوروبا، وسيكون ذلك صعبا".
واعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان المانيا مستعدة لمناقشة "رغبات" بريطانيا حول الاتحاد الاوروبي.
ورأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه لا يمكن "صنع اوروبا على اساس انتقائي"، معبرا عن امله في ان "يتمكن البريطانيون من تقديم عناصر ايجابية لاوروبا".
وقال رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز ان الاتحاد الاوروبي يحتاج الى ان تظل بريطانيا "عضوا كاملا" في الاتحاد، قائلا ان "بريطانيا تستطيع تحديد شكل الاتحاد الاوروبي بالعمل مع شركائها". وفي الكلمة التي كان يفترض ان يلقيها في امستردام الجمعة الماضية قبل ان يتاجل ذلك بسبب ازمة الرهائن في الجزائر، قال كاميرون ان حزبه سيعلن عن وعده باجراء الاستفتاء في حملته للانتخابات العامة في 2015.
واضاف ان "اجندة المحافظين الانتخابية المقبلة في 2015 ستطلب من الشعب البريطاني تخويل الحكومة المحافظة التفاوض على تسوية جديدة مع شركائنا الاوروبيين في البرلمان المقبل".
واضاف "عندما ننتهي من التفاوض على التسوية الجديدة، سنطرح الاستفتاء للشعب البريطاني بخيار بسيط يقضي بالبقاء او الخروج من الاتحاد الاوروبي طبقا لهذه الشروط، او الخروج من الاتحاد في كل الاحوال. سيكون استفتاء على البقاء او الخروج".
وقال كاميرون ان اعادة التفكير في عضوية بريطانيا في الاتحاد هو امر ضروري لان الشعب البريطاني رفض تدخل القوانين والانظمة غير الضروري التي حددها الاتحاد الاوروبي في الحياة البريطانية.
واضاف رئيس الوزراء انه يتفهم "نفاد صبر" من يرغبون في اجراء الاستفتاء فورا، الا ان الوقت الان غير مناسب لذلك.
وقال "لا اعتقد ان اتخاذ قرار في الوقت الحالي هو الامر الصائب سواء لبريطانيا او لاوروبا بشكل عام".
واوضح ان "اجراء تصويت اليوم للاختيار بين الوضع الراهن او الخروج (من الاتحاد الاوروبي) سيكون خيارا خاطئا تماما".
وتوضيحا للسبب الذي يدفعه الى الانتظار، قال كاميرون ان ازمة منطقة اليورو ستغير الاتحاد الاوروبي بشكل جذري وبريطانيا تريد ان تساعد في تشكيل مستقبل الاتحاد الذي سيخرج من هذه الازمة.
ومن المرجح ان يغضب اصرار كاميرون على اجراء الاستفتاء على مجرد الخروج من الاتحاد او البقاء فيه شركاءه في الحكومة وهم الحزب الديموقراطي الليبرالي المؤيد للبقاء في الاتحاد الاوروبي.
وقال ايد مليباند زعيم حزب العمال المعارض ان خطاب كاميرون يظهر انه "رئيس وزراء ضعيف يقوده حزبه ولا تقوده المصلحة الاقتصادية الوطنية".
كما سيتسبب الخطاب في انزعاج العديد من قادة الاعمال الذي حذروا ان الوعد باجراء استفتاء سيخلق حالة من عدم الاستقرار في الاسواق.
وحذرت الولايات المتحدة، حليفة بلاده القوية، كاميرون كذلك من عزل بلاده عن الاتحاد الاوروبي.