قال باحثون اميركيون ان قياديا سابقا في جماعات تفوق العرق الأبيض المتطرفة غير آراءه العنصرية بعد تناوله مخدر اكستاسي المعروف ايضا باسم "عقار الحب" و"حبوب السعادة" كجزء من دراسة علمية.
والاسم الطبي للعقار الذي يعرف ايضا باسم "حبوب النشوة" او"الحب" هو (Methylenedioxymethamphetamine) ويشار اليه اختصارا بأحرف MDMA.
ويعد هذا الاكستاسي المشتق من الأمفيتامين نوعا من المنشطات التي لها معقد على الدماغ والجسم البشري.
وقالت راشيل نوور مؤلفة كتاب "اشعر بالحب: MDMA والبحث عن رابطة في عالم متشظ" في مقابلة مع بي بي سي ان الرجل الذي عرفته باسم بريندان، تناول العقار في شباط/فبراير عام 2020، كجزء من دراسة اجرتها جامعة شيكاغو حول ما اذا كان استخدامه يزيد متعة اللمسة الاجتماعية.
وبعد اتمام الدراسة، ترك بريندن رسالة غامضة للباحثين في اسفل ورقة استبيان كتب فيها "ساعدتني التجربة في حل مسائل شخصية كانت تعيقني. ابحثوا عن اسمي في غوغل. اعرف الان ما يتعين علي افعله".
وحين بحثهم عن بريندن، اكشف الباحثون انه كان قائدا لمجموعة قومية سيئة السمعة في وسط الغرب الاميركي حملت اسم "هوية اوروبا" قبل ان يتم تغيير الاسم الى حركة الهوية الاميركية.
وكان بريندن يتزعم الحركة حتى شهرين مضيا عندما كشف ناشطون فيها هويته واطيح من المنصب.
ومع مواصلة البحث، اكتشف العلماء انه كان يشارك في مسيرة "وحدوا اليمين" في تشارلوتسفيل منذ عام 2017.
"الحب هو اهم شئ"
ولاحقا، تواصل العلماء مع بريندن طالبين منه ان يفسر لهم العبارات التي كتبها في اسفل ورقة الاستبيان، فقال لهم ان "الحب هو اهم شئ. لا شئ له اهمية من دون الحب".
واضاف في اشارة الى تجربته مع العقار: "هذه مادة لا تستطيع وصفها بالكلمات. لكنها كانت قوية".
ومضى قائلا "تصورت علاقاتي مع الناس الاخرين ليس باعتبارها حدودا منفصلة مع كيانات منفصلة، بل اكثر من ذلك كما لو اننا جميعا شخص واحد.ادركت انني كنت مركزا على امور غير مهمة حقا، وانني كنت مشوشا جدا. وانني كنت غير مدرك للحقيقة وكنت الفظ البهجة التي تقدمها لنا الحياة".
وتابع بريندن "كانت هناك قطعا لحظات روادتني فيها افكار عنصرية ومعادية للسامية. ولكن الان استطيع ادراك ان ذلك النوع من الافكار النمطية يضرني اكثر مما يضر الاخرين".
وقد اقرت هاريت دي ويت، أستاذة علم الطب النفسي وعلوم السلوك في جامعة شيكاغو، التي قادت التجربة، بانها لا تزال مندهشة من نتائجها بعد ما يقرب من عامين عندما تحدثت مع الكاتبة نوور.
قالت دي ويت: "أليس هذا مدهشًا؟ ما يقوله الجميع عن هذا العقار من انه يجعل الناس يشعرون بالحب. ان تفكر في ان هذا العقار يمكنه تغيير معتقدات شخص ما وافكاره من دون اي توقعات. هذا مذهل".
"خرق علمي"؟
وقد اكتسب MDMA ومواد نفسية اخرى قبولًا في المجتمع الطبي نظرًا للنتائج الإيجابية التي اظهرتها في علاج بعض الاضطرابات مثل اضطراب ما بعد الصدمة والإدمان على الكحول.
وأخبر بريندان نوور أن العقار ساعده على "رؤية الأشياء بطريقة مختلفة لم يكن ليفعلها أي مقدار من العلاج أو المحاضرات المضادة للعنصرية".
واضاف "اعتقد حقا ان التجربة تشكل خرقا علميا".
على انه اقر بان عددا من دعاة تفوق البيض الذين يعرفهم تناولوا العقار لكن لم تظهر عليهم اية بوادر لتغيير معتقداتهم.
وبحسب نوور، فان عقار MDMA "لا يبدو انه قادر على التخلص بطريقة سحرية لوحده من الاراء المسبقة والبلطجة والكراهية".
لكنها قالت ان "بعض الباحثين بداوا في التساؤول حول امكانية ان يصبح اداة فعالة تدفع الاشخاص الذين لديهم استعداد بطريقة ما لإعادة النظر في معتقداتهم والنظر الى الامور بطريقة جديدة ".