قمة الـ 8 تقر خطط ''الاصلاح'' الخاصة بالشرق الاوسط

تاريخ النشر: 10 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اتفق قادة مجموعة دول الـ 8 على منهج مشترك للاصلاح في الشرق الاوسط الا انهم سرعان ما اختلفوا بشان قيام حلف شمال الاطلسي بدور في العراق. 

أقر قادة دول مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني مجموعة من المبادرات والخطط والتدابير تتعلق بالإصلاح في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا وتحفيز النمو الاقتصادي في الدول الفقيرة إضافة إلى تحسين أمل وسائل النقل ومكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل. 

فعلى صعيد الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا أوضح القادة -المجتمعون في منتجع سي آيلند بولاية جورجيا الأميركية- أن دعم الإصلاح يسير جنبا إلى جنب مع دعم التسوية الشاملة والعادلة والدائمة للصراع العربي-الإسرائيلي.  

وقالت مجموعة الدول الصناعية الكبرى في بيان خلال قمتها في سي ايلاند بولاية جورجيا الامريكية "سيمضي دعمنا للاصلاح في المنطقة جنبا الى جنب دعمنا لتسوية عادلة وشاملة ودائمة للصراع العربي الاسرائيلي." 

وركزت القمة اهتمامها على العراق والشرق الاوسط الكبير حيث تجادل الولايات المتحدة بان الاطاحة بصدام حسين مهد الطريق الى الاصلاحات الاقتصادية والديمقراطية في شتى انحاء المنطقة. 

وتشجعت الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان شنتا حربا على العراق العام الماضي دون مبالاة بمعارضة المانيا وفرنسا زمليتيهما في مجموعة الثمانية بعدما وافق مجلس الامن الدولي يوم الثلاثاء بالاجماع على قرار بشان خطط استعادة العراق لسيادته في 30 الجاري. 

الا ان الجبهة الموحدة بدا انها معرضة للخطر يوم الاربعاء عندما صرح الرئيس الاميركي جورج بوش والرئيس الفرنسي جاك شيراك ببيانات متعارضة بشان ما اذا كان يجب على حلف شمال الاطلسي ان يساعد في تحقيق الاستقرار في العراق الذي انهكته الحرب. 

وقال بوش "نعتقد انه ينبغي ان يشارك حلف شمال الاطلسي" ولكنه اضاف "من الواضح انه سيكون هناك بعض القيود. فكثير من الدول ليست في وضع يسمح لها ان تقدم مزيدا من القوات." 

وقال شيراك لمؤتمر صحفي انه لا يعتقد ان من "مهمة" حلف شمال الاطلسي ان يتدخل في العراق. 

وقال شيراك "اعتقد انها لن تكون ملائمة ولن تفهم جيدا في العراق." واضاف انه سيكون مستعدا لدراسة الفكرة اذا طلبتها الحكومة المؤقتة التي من المقرر ان تتولى مقاليد  

الحكم في العراق. 

وقال مسؤول كبير في الحكومة الاميركية عندما سئل عن تعليقات شيراك "اعتقد اننا سنرى بعض التحرك إلى أن يكون لحلف شمال الاطلسي دور ما." 

ولكن شيراك وجيرهارد شرودر المستشار الالماني زميله في مجموعة الثمانية تبنيا موقفا متقاربا في القمة. 

وقال المستشار الالماني "هناك تغير ملحوظ في السياسة الامريكية الخارجية." ووصف مسؤولون اميركيون اجتماع بوش مع شرودر يوم الثلاثاء بانه اكثر اللقاءات ودية بينهما في فترة تزيد على العام. 

وقال شيراك "الزملاء الاميركان يفهمون ان عليهم ان يتعاونوا وهم يتعاونون بالفعل." 

وقدم بوش غازي الياور الرئيس العراقي المؤقت الى وفود القمة يوم الاربعاء والى قادة افغانستان والبحرين والاردن وتونس وتركيا واليمن الذين تمت دعوتهم الى المحادثات ليشاركوا في المناقشات بشان مبادرة الشرق الاوسط. 

وقال بوش لغازي الياور الذي بدا متألقا في عباءة بنية وغطاء رأس أبيض "لم يخطر ببالي مطلقا انني ساجلس بجانب رئيس عراقي لبلد حر منذ عام ونصف. وها انت ذا."  

وقال الياور "اننا نتقدم بخطى ثابتة نحو (الديمقراطية) ....اننا عازمون ان يكون لدينا عراق فيدرالي حر وديمقراطي بلد يكون مصدرا للاستقرار في الشرق الاوسط وهو امر مهم جدا لباقي العالم." 

واقترب البيان بشان مبادرة الشرق الاوسط الى حد ما من الاستجابة لاعتراضات كثير من الدول العربية على النصوص المبدئية للمبادرة بتشديده على الحاجة الملحة الى ايجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. 

وقال شيراك في مادبة غداء في القمة ان الديمقراطية لا يمكن ان تفرض من الخارج ويجب ان يكون انهاء صراعات الشرق الاوسط له الاولوية. 

وقال شيراك "يتعين ان نكون مستعدين للمساعدة. ولكن علينا ان نكون حذرين من الاستفزاز ....لان هذا قد يساعد على تغذية التطرف والسقوط في شرك قاتل من (صدام الحضارات) وهو ما نريد على وجه التحديد ان نتحاشاه." 

وقالت المصادر ان مجموعة الدول الصناعية الكبرى اتفقت على ان الرباعي المؤلف من الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا سيقدم مساعدات عملية منها المساعدة في الانتخابات البلدية في الاراضي الفلسطينية المحتلة 

وتبنت القمة سلسلة من التدابير الرامية إلى تحفيز النمو الاقتصادي في الدول الفقيرة من خلال تشجيع المؤسسات الخاصة. وفي محاولة لنشر الأفكار وتقاسم الخبرات في هذا المجال, قررت المجموعة تنظيم مؤتمر دولي حول هذا الموضوع في خريف العام الحالي. 

وفي ما يتعلق بالأمن اتفق قادة الدول الصناعية الكبرى على خطة عمل جديدة ترمي إلى تحسين أمن وسائل النقل البرية والبحرية والجوية في حين لايزال احتمال وقوع هجمات يشكل تهديدا خطيرا. وتحاول المجموعة حماية نقل المسافرين والبضائع دون التسبب في مضايقات على حركة السفر بين الحدود. 

على صعيد آخر أعلن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أن زعماء مجموعة الدول الثماني يدرسون دعوة الصين والهند للانضمام إلى ناديهم بما يجعلها قمة العشر.  

وقال للصحفيين إنه ليس معقولا التحدث عن الاقتصاد في المستقبل دون دولتين لهما دوران فاعلان على الساحة العالمية والسوق الاقتصادية. ولم يوضح برلسكوني ما إن كان زعماء المجموعة اتخذوا أي قرار بهذا الشأن.  

وتضم مجموعة الثماني الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا وروسيا. وترجع جذور المجموعة إلى عام 1975 عندما دعا الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان ما كان يعرف في ذلك الوقت بمجموعة الستة إلى مناقشات غير رسمية بشأن الاقتصاد العالمي في رامبولييه قرب باريس.  

وانضمت كندا بعد ذلك بوقت قصير ودعيت روسيا إلى المناقشات قبل عشر سنوات 

--(البوابة)—(مصادر متعددة)