شن الاحتلال الاسرائيلي عصر اليوم الثلاثاء هجوماً بطائراتِ مقاتلة استهدف قيادات سياسية لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، وفيما تبنى جيش الاحتلال المسؤولية عن الهجوم قائلاً أنه نُفّذ بالتعاون بين الجيش والشاباك لاستهداف قيادة حماس بدقّة؛ فلقد أعلن مصدر قيادي في حركة حماس عن نجاة وفدها القيادي في الدوحة بقيادة الدكتور خليل الحيّة من الهجوم، كما أوضح المصدر القيادي إلى أن استهداف الوفد المفاوض جرى أثناء اجتماع أعضاءه لمناقشة مقترح الرئيس ترمب لوقف إطلاق النار في غزّة.
وبينما تشغل دولة قطر دوراً بارزاً ومحورياً في الوساطة لوقف إطلاق النار في غزّة؛ فإنها تحتضن عدداً كبيراً من القيادات السياسية العُليا لحركة حماس بما فيهم كُلاً من خليل الحيّة رئيس حركة حماس في غزّة ورئيس الوفد المفاوض عنها في الدوحة كذلك، إلى جانب زاهر جبارين رئيس الحركة في الضفة الغربية ومسؤول ملف الأسرى في حماس، وأيضاً خالد مشعل الذي يشغل منصب رئيس حركة حماس في الخارج، بالإضافة إلى عدد من قيادات الصف الأول في الحركة على المستوى السياسي.
دولة قطر من جهتها أعربت عن إدانتها للهجوم الإسرائيلي الجبان كما وصفته، والذي استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحماس بالدوحة، قائلةً أن الاعتداء الإجرامي انتهاك لكافة القوانين الدولية وتهديد خطير لأمن وسلامة القطريين والمقيمين، مؤكّدةً على أنها لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور كما ورد في بيان لوزارة الخارجية القطرية.
وفي حين أردفت الخارجية القطرية أن التحقيقات بشأن الهجوم جارية على أعلى مستوى، وسيتم الإعلان عن المزيد من تفاصيلها فور توفّرها؛ فيرى مراقبون أن الهجوم قد نسف جهود الوساطة الجارية وأنهاها من ناحية الاحتلال الإسرائيلي الذي أرسل وفوداً للمشاركة بالمفاوضات في الدوحة أكثر من مرة خلال عامين من عمر الحرب على قطاع غزة، كما ذهب آخرون لأبعد من ذلك بالإشارة إلى تخلي الاحتلال عن أسراه عبر شنّه لهذا الهجوم.
الولايات المتحدة من ناحيتها لم تعلّق على الهجوم فور وقوعه، في ظل توقّعات بارتباك في الجانب الأمريكي الذي أشاد بالدور القطري الراعي للمفاوضات، واضطراب لموقف الولايات المتحدة مع حليفها الاحتلال الاسرائيلي الذي يرى مراقبون أنه أحبط خطتها ومقترحها الأخير لوقف الحرب من خلال هجومه على الدوحة، ما قد يحول غالباً لتوقف ما أسمتها الولايات المتحدة بالمحادثات المعمّقة والجديدة مؤخراً لوقف الحرب على غزة والتوصل إلى صفقة.