قريع يعتبر استهداف عرفات 'وقاحة' وحماس تنفي نيتها ضرب اهداف اميركية وتضع شارون في راس قائمتها للثأر

تاريخ النشر: 24 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع التصريحات الاسرائيلية حول احتمال استهداف الرئيس ياسر عرفات "وقاحة متناهية"، فيما نفت حماس نيتها ضرب اهداف اميركية ردا على اغتيال اسرائيل لزعيمها الشيخ احمد ياسين واكدت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في مقدمة قائمتها للثأر. 

انتقد أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني الاربعاء تصريحات مسؤولين اسرائيلين حول عدم استبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من قائمة المستهدفين. 

ووصف قريع أي محاولة لاستهداف عرفات على انها "وقاحة اسرائيلية متناهية" واستطرد قائلا "نحن نحذر من المساس بأي قائد فلسطيني." 

واعتبر قريع أي استهداف لعرفات بأنه سيكون بمثابة المساس بكل القيم والاعراف والاتفاقيات. 

وقالت مصادر أمنية اسرائيلية الثلاثاء ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وكبار مساعديه وافقوا على أمر باستهداف جميع النشطاء البارزين بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين. 

ولمح موشي يعلون رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي إلى أن عرفات والشيخ حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني قد يدرجان ضمن قائمة المستهدفين الا أن مصادر أمنية قالت انه لا توجد خطط فورية لقتل أي منهما. 

وقالت اسرائيل يوم الثلاثاء ان كل زعماء النشطاء الفلسطينيين مدرجون على قائمة الاغتيالات ووضعت قواتها الامنية في حالة تأهب قصوى تحسبا لاي أعمال انتقامية. 

وتحاصر اسرائيل عرفات في مقره برام الله منذ أكثر من ثلاثة اعوام تخللها عمليات عسكرية استهدفت مكاتبه بالضفة الغربية وقطاع غزة. 

ويشكل عرفات بالنسبة للفلسطينيين رمزا للنضال الفلسطيني وله قاعدة شعبية كبيرة. 

واكد وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم الاربعاء، انه يأمل في طرد عرفات. 

وقال شالوم للاذاعة الاسرائيلية العامة من نيويورك "اكرر ذلك منذ ثلاثة اعوام والحكومة الامنية (الاسرائيلية) اتخذت قرارا مبدئيا في هذا الشأن منذ اشهر". واضاف "يجب ابعاد عرفات والسماح بظهور قيادة فلسطينية يمكن معها التقدم في تطبيق خارطة الطريق". 

واعتبر شالوم تصريحات يعلون حول استهداف عرفات ونصر الله "غير مفيدة" 

الرنتيسي: لا نعتزم ضرب أهداف أمريكية  

الى ذلك، اكد عبد العزيز الرنتيسي الذي اختير قائدا لحماس في قطاع غزة، ان حركته ليست لديها اية خططة لضرب اهداف اميركية، مؤكدا ان عمليات حماس العسكرية هي موجهة فقط لاسرائيل. 

وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان وزير الدفاع شاوول موفاز اجرى مشاورات امنية وسياسية اعلن بعدها ان حماس وزعيمها الجديد "عدوان استراتيجيان يحتلان الاولوية" لدى اسرائيل.  

وقال الرنتيسي في تصريحات للصحافيين في غزة الاربعاء "نحن داخل ارض فلسطينية ونعمل فقط داخل ارض فلسطينية. نحن نقاوم الاحتلال ولا شئ اخر"، مؤكدا ان "مقاومتنا ستستمر فقط داخل حدودنا هنا داخل بلدنا". 

وكانت حماس اصدرت بيانا اعتبرت فيه الولايات المتحدة شريكا في عملية الاغتيال التي استهدفت مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين الاثنين الماضي. 

واعتبرت الولايات المتحدة ان مضمون البيان يحمل تهديدا لها، واعلن الرئيس الاميركي جورج بوش ان بلاده تاخذ هذا التهديد على محمل الجد. 

وطلب الخارجية الاميركية من الرعايا الاميركيين مغادرة قطاع غزة ونصحتهم بتفادي السفر إلى اسرائيل أو الضفة الغربية. كما حذرت الاميركيين في العالم باسره من خطر وقوع اعمال ارهابية بعد اغتيال ياسين والتهديدات التي اطلقتها حماس ضدها وضد اسرائيل. 

وقد كرر القيادي في حركة حماس، سعيد صيام الاربعاء، تاكيدات الرنتيسي حول ان الحركة لا تعتزم مهاجمة أهداف أميركية. وقال "ليس في سياستنا استهداف أميركيين أو مصالح أميركية." 

واعتبر صيام التحذير الاميركي من السفر "معلومات مضللة" من حكومة باركت قتل ياسين. 

مشعل: رأس شارون على قائمة حماس للثأر 

من جهته، قال خالد مشعل الذي اختير رئيسا للمكتب السياسي لحماس في تصريحات نشرت الاربعاء انه يأمل أن يتمكن أعضاء الحركة من قتل شخصيات "صهيونية" كبيرة بينها رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون انتقاما لياسين. 

وقال في مقابلة مع صحيفة الحياة "أتمنى أن يتمكن المجاهدون من الرد على هذه الجريمة النكراء باصطياد الرؤوس الصهيونية الكبيرة.بمن فيها شارون. لكن هذه مسألة تعود الى القيادة العسكرية على الارض وإلى امكاناتها وتقديراتها وأتمنى أن يوفقوا".  

موراتينوس: اغتيال القيادات لا يقضي على "الارهاب"  

الى هنا، وانتقد ميجيل موراتينوس مبعوث الاتحاد الاوروبي السابق في الشرق الاوسط اغتيال الشخصيات القيادية مثل الشيخ أحمد ياسين معتبرا انه لا يجدي في مكافحة "الارهاب". 

وقال في مقابلة مع صحيفة الحياة "أين نحن وأين وصلنا (بعد سنوات من الحرب على الارهاب)؟ بعد الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) جاءت عمليات اسطنبول والدار البيضاء ومدريد من بين غيرها. فالحرب (على الارهاب) التي قيل انها تحريرية أثارت العنف وعدم الاستقرار والاحباط والاستياء." 

وحول اغتيال ياسين قال موراتينوس انه يتفهم حرص الاسرائيليين على أمن مواطنيهم "لكن مكافحة الارهاب يجب ألا تحصل خارج دولة القانون وعلينا أن نضع حدا لعمليات الاغتيال الانتقامية التي تنفذها اسرائيل وتقود إلى الثأر والاحباط في الشارع الفلسطيني وبالتالي الى نكبة معلنة لا نستطيع التكهن بعواقبها." 

وأضاف أن "عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين خطأ سياسي استراتيجي مهم. انها سلبية جدا ولا يمكننا معرفة نتائجها.خلال المدة الاخيرة من مهمتي (كمبعوث للسلام) التي دامت سبع سنوات في الشرق الاوسط كنت شاهدا على عدم جدوى هذا النوع من الاغتيالات في مكافحة الارهاب أو انهاء العنف." 

وتقاعد موراتينوس من مهمته كمبعوث للسلام فس الشرق الاوسط في الصيف الماضي. 

وتابع "كان هناك توتر وتشنج في بعض الاحيان بين الشيخ ياسين ومعاونيه خاصة الراديكاليين منهم. أكثر من مرة رغب في التوصل إلى هدنة تكتيكية (مع اسرائيل) لكن هؤلاء رفضوا واغتياله سيزيد عدد هؤلاء الراديكاليين وسلطتهم داخل حماس التي شاركت شخصيا في اقناعها بالتخلي عن العنف لكنها لم تفعل." 

وانتقد اسرائيل لقضائها على محاوريها من الفلسطينيين من خلال عرقلة تفعيل السلطة الوطنية الفلسطينية. وقال "لن يعود هناك محاورون صالحون اذا قضت اسرائيل عليهم جميعا سياسيا ومعنويا. هذا خطر يواجهنا." 

وسئل عما اذا كان اختفاء كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات يفيد عملية السلام فقال "لا. يجب أن نضيف بدلا من أن نطرح... واجبنا أن نتدخل لوضع الرشد والصواب في مكانهما الملائم. فبعد أحداث 11 (ايلول) سبتمبر كان علينا أن نتدخل بسرعة لحل مشكلة فلسطين لكننا لم نفعل وندفع اليوم ثمن النقص في الوضوح الذي سيطر على مواقفنا."—(البوابة)—(مصادر متعددة)