طالب رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع نظيره الاسرائيلي اريلل شارون وقف الهجمات على قطاع غزة وعدم تدمير القطاع فيما زعم جهاز الامن العام الاسرائيلي انه احبط عدة عمليات فلسطينية كان يخطط لتنفيذها في مدن داخل الخط الاخضر.
طالب أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني نظيره الإسرائيلي ارييل شارون يوم الخميس بالمضي قدما في خطته للانسحاب من قطاع غزة على أن ينسحب دون مزيد من القتل والتدمير.
وقال قريع للصحفيين في مكتبه من بلدة أبو ديس بالضفة "نريدهم أن ينسحبوا" لكن لا نريدهم أن يتمركزا حول غزة ولا أن يواصلوا عملية قتل الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية هناك.
واستطرد قريع قائلا "هذا العدوان...خطير ويهدد المنطقة ويجب أن يتوقف."
واستعد الجانبان لمزيد من المواجهات في غزة يوم الخميس.
وبدأت إسرائيل هجوما يوم الثلاثاء بهدف القضاء على النشطين في غزة وقتلت سبعة فلسطينيين في ضربات بطائرات الهليكوبتر وهدمت المنازل بحثا عن انفاق لتهريب الأسلحة بعد عملية انتحارية مزدوجة في ميناء اشدود الاستراتيجي يوم الاحد الماضي قتل فيها عشرة.
وقال شهود إن الدبابات الاسرائيلية شوهدت تتحرك عند مشارف القطاع وان الجنود كانوا يتفقدون معداتهم وان النشطين أقاموا نقاطا للمراقبة تحسبا لأي تقدم إسرائيلي في مخيمات غزة المزدحمة.
واغلقت اسرائيل اليوم معبر صوفا – كارني جزئيا وسمحت فقط لبعض البضائع بالدخول وبالاغلاق المعبر الذي تم بدون أي اسباب تكون اسرائيل قد اغلقت القطاع بالكامل.
ويسعى كل من جانبه لالحاق أكبر أذى وخسائر ممكنة بين صفوف الجانب الآخر حتى يستطيع أن يزعم لنفسه النصر في حالة صدور أمر من شارون بالانسحاب من غزة وهو انسحاب قد يسلم الفلسطينيين غالبية أراضي القطاع لكنه يحرمهم من أراض في الضفة الغربية يطمحون إلى اقامة دولتهم عليها.
وكانت إسرائيل قد احتلت اراضي الضفة وغزة في حرب عام 1967 .
وبدأ الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء عندما أطلقت طائرة هليكوبتر إسرائيلية ثلاثة صواريخ على منزل قائد بحركة الجهاد الاسلامي في مدينة غزة مما أسفر عن استشهاد فلسطينيين ونجا القائد بحركة الجهاد لكنه أصيب بجروح طفيفة.
وتوالت الغارات بعد قرار لمجلس الوزراء الاسرائيلي بالتحرك العسكري بعد أن قتل مهاجمان 10 في ميناء اشدود يوم الاحد. واثار الهجوم ثائرة الاسرائيليين لأن المهاجمين الفلسطينيين تسللا من غزة المحاصرة للمرة الاولى خلال ما يقرب من ثلاث سنوات ونصف من الانتفاضة.
وقال أطباء إن عدد شهداء الغارات الاسرائيلية ارتفع إلى سبعة بعد أن مات اليوم الخميس رجلا (27 عاما) متأثرا بجراح أصيب بها خلال هجوم صاروخي إسرائيلي على مخيم رفح في جنوب غزة. وقالت مصادر فلسطينية إن من بين الشهداء اثنين من النشطين وعدد من المارة المدنيين.
وذكر شهود إن فلسطينية وصبيا جرحا بنيران إسرائيلية يوم الخميس حين كانا يفتشان بعد انسحاب القوات في انقاض منزلهما الذي دمر في الهجوم الاسرائيلي في رفح.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه لا ينشر قوات في المنطقة ولم تصله معلومات عن فتح الجنود النيران.
وتصاعد العنف في غزة منذ أن فاجأ شارون الاعداء والأصدقاء على
السواء في شباط / فبراير بخطته الاحادية الجانب للأنسحاب من غالبية المستوطنات اليهودية في غزة حيث يعيش نحو 7500 يهودي وسط أكثر من 1.3 مليون فلسطيني غالبيتهم يعانون من الفقر.
وقال شارون إنه سيمضي قدما في خطته إذا انهارت خطة سلام "خارطة الطريق" المدعومة من الولايات المتحدة والتي تنص على إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهو ما يبدو مرجحا الآن مع تواصل الهجمات والهجمات المضادة.
لكن شارون ظل غير واضح فيما يتعلق بالجدول الزمني للانسحاب.
واوقف شارون اتصالات من أجل ترتيب لقاء قمة مع قريع بعد هجوم اشدود وقال إنه سيواصل خطواته من جانب واحد في غياب شريك مفاوضات فلسطيني.
وبعد أن قوى شارون يده في مواجهة يمينيين معارضين للتخلي عن أي ارض حصل على تأييد يوم الاربعاء من مؤسسة الدفاع القوية للتخلي عن غالبية غزة مع انسحاب رمزي من اجزاء من الضفة الغربية.
وسيسعد الفلسطينيون بانسحاب إسرائيل من أي أرض لكنهم يرون في خطة شارون للانسحاب من غزة حيلة لضم أجزاء كبيرة من اراضي الضفة وحرمانهم من فرصة إقامة دولة ذات مقومات للحياة في الضفة وغزة.
احباط عمليات
من ناحية اخرى، زعم جهاز الأمن العام الإسرائيلي ("الشاباك") انه اكتشف أن موظفين رفيعي المستوى في السلطة الفلسطينية وقفا على رأس خلية تنتمي إلى حركة فتح، كانت مسؤولة عن تنفيذ العمليتين الفدائيتين اللتين وقعتا في حافلتي الركاب رقم 19 و14، في مدينة القدس، خلال الأشهر الأخيرة. كما كشفت المصادر أنه وفي أعقاب نجاح العمليتين، بدأ أفراد الخلية نفسها بالتخطيط لمشروع أكبر وهو اختطاف حافلتي ركاب إسرائيليتين، في مدينة القدس، ونقلهما إلى الضفة والقطاع.
ونقلت صحيفة "يديعوت احرنوت" عن المصادر الأمنية قولها ان التحقيقات أظهرت أن ناشطين فلسطينيَين خططا للصعود إلى حافلتي ركاب في آن واحد، وللتنسيق بينهما بواسطة هاتفين خلويين، وأن يقترب كل منهما إلى السائق ويشير إلى الحزام الناسف الذي يحمله وتهديده بتفجير الحافلة إذا لم ينصع لأوامره بالسفر إلى ساحة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم.
وبموجب الخطة، عند وصول المختطفـَين إلى ساحة كنيسة المهد، سيطالبان بإطلاق سراح عشرات السجناء الفلسطينيين "ممن ارتكبوا جرائم قتل" ومسجونين في إسرائيل. وقد تقرر اختيار ناشطين اثنين لتنفيذ هذه المهمة لأنه إذا حدث وتم اقتناص أحدهما على يد قناص إسرائيلي، فيقوم الآخر بتفجير نفسه في الحافلة الأخرى.
وتقول المصادر الأمنية الإسرائيلية إن اعتقال أفراد الخلية الفلسطينية الستة أحبط خروج هذه الخطة إلى حيز التنفيذ. وتبين للمحققين أن اثنين من المعتقلين الستة، موظفان يعملان لدى السلطة الفلسطينية وهما، عز الدين حمامرة (26 سنة)، الذي يعمل مستشارًا قضائيًا للقوات الخاصة في السلطة الفلسطينية، وعبد الرحمن المقداد (28 سنة)، وهو ضابط نظام الاتصالات لدى السلطة الفلسطينية. وتدعي أجهزة الأمن الإسرائيلية أن الاثنين كانا "العقل المدبر" لخطة اختطاف حافلتي الركاب.
أما "مهندس" الخلية، فهو علي أبو هلال (21 سنة) من مدينة بيت لحم، الذي قام بتحضير المتفجرات لأفراد الخلية. عضوان آخران في الخلية هما حاتم وماجد العروج، حيث قاما بتزويد المتفجرات لأعضاء الخلية من مصنع صبغ الألبسة الذي عملا فيه.
وتفيد المصادر الأمنية الإسرائيلية أن "أعضاء الخلية بدأوا نشاطهم من خلال عمليات زرع عبوات ناسفة على طريق رقم 60 في الضفة الغربية، استهدفت آليات عسكرية إسرائيلية، لكنها لم تسفر عن وقوع خسائر بشرية، فقرر أعضاؤها التخطيط لعمليات انتحارية.
إحباط عملية في عيد "المساخر" العبري الأخير في مدينة القدس
وقالت الصحيفة ان الأجهزة الأمنية سمحت بنشر خبر إحباط عمليتين تفجيريتين، كان من المفروض أن تنفذ خلال عيد "المساخر" ("بوريم")، الأولى في أحد مطاعم مدينة القدس، والثانية في مكان ما في جنوب مدينة تل أبيب. كما قالت المصادر الأمنية إن جمال عاصي من مخيم بلاطة، الذي يقف وراء العملية، كان قد نقل حزامًا ناسفـًا لجهاد أبو مسلم، وهو فتى فلسطيني يبلغ من العمر 17 سنة، وتم إرشاده بكيفية تشغيل العبوة.
وحاول الاثنان الخروج من رام الله، إلا أنهما فوجئا بحاجز تفتيش عسكري إسرائيلي، ونجح الناشط الفلسطيني الذي كان سيفجر نفسه في الهروب من المكان، ليس قبل أن يخبئ الحزام في أحد مطاعم مدينة رام الله، إلا أن جنود الجيش الإسرائيلي عثروا عليه وقاموا بتفجيره. وتم اعتقال أبو مسلم في وقت لاحق.
وفيما يتعلق بالعملية التي كانت ستنفذ في تل أبيب، فقد تم اعتقال المتورطين فيها، في شهر آذار/مارس. وفي أعقاب اعتقالهم، تمكنت قوات الأمن من إحباط العملية.
وسمحاليوم بنشر نبأ يفيد أنه تم اعتقال المشبوهين بقتل المستوطن روعي أربيل، في عملية إطلاق نار وقعت قرب مستوطنة تلمون. وقد تم إلقاء القبض على أفراد الخلية الأربعة، الشهر الفائت—(البوابة)—(مصادر متعددة)