قراءة في كتاب مكافحة الإرهاب : الإستراتيجيات والسياسات

تاريخ النشر: 30 أبريل 2016 - 07:36 GMT
ناقش الباحث ثقافة داعش والتي وصف فيها عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش بالخوارج المارقين
ناقش الباحث ثقافة داعش والتي وصف فيها عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش بالخوارج المارقين

تناول الكاتب جاسم محمد، الباحث المتخصص في الاستخبارات ومكافحة الارهاب، في الفصل الاول تعريف الإرهاب وقضية المقاتلين الاجانب، وتنقلهم مابين دول اوربا ـ وسوريا والعراق، لغرض القتال الى جانب داعش هناك او تنفيذ عمليات إرهابية في دول اوربا والغرب.
وناقش الكاتب في الباب الاول درجة تهديد المقاتلون الاجانب الى الامن القومي لدول اوربا بمختلف درجات خطورة المقلتلين العائدين، مع تفاصيل واحصائيات الى اعدادهم وخلفياتهم وطرق التجنيد واسباب التجنيد ودول تواجدهم بشكل بيانات واستقصاء وبوابات العبور الى سوريا والعراق عبر تركيا. وناقش الكاتب ايضا مشكلة تدفق المهاجرين ـ الاجئين عبر البحر المتوسط ومعابر حدودية اخرى، واكد بأن موضوع قوارب الاجئين اصبحت تقلق اوربا ربما اكثر من داعش، وانتقد الكاتب مواقف بعض الدول الاوربية بالتخلي عن التزامها القانوني والاخلاقي باستقبال وتأمين حماية اللاجئين، ويتوقع الباحث بأن هذه المشكلة سوف تتصدر اولويات دول الاتحاد الاوربي اكثر من غيرها.
يبقى خطر المقاتلون الاجانب المنضون الى تنظيم مايسمى ب"الدولة الاسلامية" ـ داعش قائما في اوربا من خلال الخلايا الفردية ـ الذئاب المنفردة والدعاية "الجهادية" في استقطاب الشباب وشيطنة التنظيم الى الانترنيت ووسائل التواصل الا جتماعي.

ناقش الباحث سبل مكافحة الارهاب استخباريا وتجفيف الاموال لهذه الجماعات واستعرض سياسات اوربية واممية واقليمية لمواجهة الارهاب. وناقش الكتاب موضوع المواجهة الالكترونية في ضد هذه الجماعات والتي اعتبرها الكاتب بانها لاتقل اهمية عن المواجهة العسكرية، وشدد على ان الانترنيت يعتبر المصدر الرئيسي لتجنيد المقاتلين الاجانب. انتقد الكاتب بعض سياسات دول اوربا بغض النظر عن نشاط هذه الجماعات وتسربها الى دول المنطقة وكذلك تفريخها في السجون الاوربية والتي تحولت الى شبكة عمل منظمة، وانتقد إستراتيجية أوباما في مواحهة داعش.

ناقش الباحث في الفصل الثاني ثقافة داعش والتي وصف فيها عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش بالخوارج المارقين وتناول ممارسات التنظيم الدموية ابرزها ظاهرة قطع الرؤوس وحرق الجثث وظاهرة سبي النساء والاطفال الانتحاريين واعتماد المدارس والمناهج الداعشية وغسيل الدماغ وصناعة الكراهية. تناول الباحث في هذا الكتاب اوجه الشبه في السياسات الدموية لتنظيم داعش مع اجهزة استخبارات الانظمة الشمولية في المنطقة، القائمة على الاساس القمعي. ووصف الكاتب تنظيم داعش بانه منظومة عسكرية وليس جماعة "جهادية". الكتاب تناول ايضا السياسات الناقصة والخلط مابين الحواضن والجماعات الارهابية، والتي زادت مشكلة الارهاب تعقيدا.

تناول الباحث في الفصل الثالث من هذا الكتاب مجموعة القوانين الصادرة من بعض دول اوربا ودول عربية في المنطقة ابرزها : بريطانيا وفرنسا والمانيا ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر ودولة تونس والمملكة المغربية والمملكة الاردنية والعراق. استعرض الباحث ايضا مجموعة المؤتمرات وورشات العمل التي عقدت في مواجهة الارهاب خاصة خلال عام 2014 ـ 2015 ، اي تناول الباحث القرارات الجديدة الصادرة في مواجهة الارهاب دوليا واقليميا.
بحث الكاتب اوحه التعاون المعلوماتي والاستخباراتي بين الدول اقليميا ودوليا لمواجهة الارهاب في تعقب المطلوبين وغسيل الاموال.
تناول هذا الباب ايضا شهادات الى مقاتلين اجانب خضعو الى ألمحاكمات في دول اوربا اوسعها في المانيا، كشفت عن تورطهم مع تنظيم داعش وحقيقة التنظيم الدموية وكذب ادعائاته وعبروا فيها عن ندمهم وخاطبوا الشباب بعدم التورط وتصديق هذه الجماعات.

استعرض الكاتب في الفصل الرابع والاخير من هذا الكتاب السياسات المفتوحة الخاطئة والعلاقات السرية الاستخباراتية مابين بعض الدول مع تنظيم "الدولة الاسلامية" ـ داعش ويعتقد الكاتب بان الولايات المتحدة اغفلت راس داعش وتركته يتمدد في المنطقة وحملها مسؤولية محاربة الارهاب في المنطقة بسبب عدم وجود أستراتيجية واضحة لمحاربة داعش، وما صادر من خطط اميركية لا تتعدى محاولة احتواء داعش وليس محاربته. ويحمل الكاتب تركيا المسؤولية ايضا بالتورط مع تنظيم داعش مباشرة واعتبر داعش حزاما امنيا الى تركيا موازيا الى المنطقة العازلة مع سوريا وكذلك مع العراق. واتهم الباحث تركيا والولايات المتحدة بانتاج مشروع داعش البديل عن مشروع الاخوان المسلمون ووصف تنظيم "الدولة الاسلامية" ـ داعش بأنه خرج من تحت سراديب الاستخبارات الغربية. وأكد الكاتب ان العمليات العسكرية التركية خلال شهر يوليو 2015 كانت تستهدف مقاتلة الاكراد وليس داعش، لتكشف عن حقيقة سياسة أردوغان. واختتم الكاتب بحقيقة بأن مكافحة الارهاب يجب ان تقوم على حزمة اصلاحات اقتصادية واجتماعية وتنموية الى جانب الخيار العسكري وانتهى الى القول الى ضرورة اتباع المواجهة الفكرية لهذه الجماعات الارهابية لكشف حقيقة الجماعات المتطرفة الارهابية وضرورة تبني الخطاب الاسلامي المعتدل.

الكتاب اصدار عام 2016

رابط قراء في الكتاب
http://www.europarabct.com/index.php/terrorism-issues/100-2013-09-17-13…

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن