قائد الجيش الجزائري: لا حل للأزمة إلا بالحوار

تاريخ النشر: 28 مايو 2019 - 01:39 GMT
الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش الجزائري
الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش الجزائري

قال الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش الجزائري أن المخرج من الأزمة التي تعيشها البلاد يكمن في حوار تشارك فيه النخب والشخصيات الوطنية، ووضع الجزائر فوق كل الاعتبارات.

وأضاف قايد صالح في خطاب ألقاه الثلاثاء بمدينة تامنراست جنوب البلاد أن “السبيل الوحيد لحل الأزمة التي تعيشها بلادنا، يكمن في تبني نهج الحوار الجاد والجدي والواقعي والبناء والمتبصر الذي يضع الجزائر فوق كل اعتبار”.

وأشار إلى أن :”سيادة الحوار تعني استعداد الجميع إلى الاستماع والاصغاء بكل روية وهدوء والتزام ، ونتطلع للحلول المناسبة دون تأخير”.

وذكر الفريق أن “الشعب مخلص لوطنه ولا يريد تكرار تجارب مريرة سابقة ، إنه لا ينسى ولا يريد أن ينسى تلك الفترة الصعبة التي مر بها خلال التسعينيات بسبب غياب العقل، وكان الخاسر الوحيد فيها هو الوطن “، في إشارة إلى عشرية الأزمة الأمنية التي خلفت أكثر من 200 ألف ضحية، مثلما صرح الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة يوما.

وشدد المسؤول الأول عن المؤسسة العسكرية أن الشعب الجزائري يدرك أهمية الإسراع في إيجاد الحلول اللازمة للأزمة التي تعيشها الجزائر دون تأخير.

وقال قايد صالح “هذا الحوار الذي يتعين أن تشارك فيه شخصيات ونخب وطنية تكون وفية للوطن ولمصلحته العليا المقدسة، فالحوار الصادق والموضوعي الذي يتم خلاله تقدير الظروف التي تمر بها البلاد، ويتم عبره التنازل المتبادل من أجل الوطن، فبهذه الطريقة يتم محو الفوارق بين الآراء المختلفة أو على الأقل تقليص المسافة في وجهات النظر المتباينة والمتباعدة، فلا شيء يعلو على مصلحة الجزائر وكل شيء يهون في سبيلها، ولنا في تاريخنا الوطني الكثير من العبر والدروس، حيث مرت الجزائر بالكثير من المحن والشدائد واستطاع شعبها الأصيل والواعي أن يمر إلى بر الأمان بفضل روح المسؤولية الجماعية التي يعرف بها”.

و أكد قائد الجيش أن “الجزائر اليوم هي في انتظار كل جهد مخلص ووفي يصدر عن أبنائها لاسيما منهم الشخصيات الوطنية ذات القدرة الفعلية على تقديم الإسهام الصائب الذي يكفل إيجاد الحلول المنتظرة، إن الحلول ستأتي، بإذن الله تعالى وقوته، وفي أقرب الآجال، لأن ثقتنا في شعبنا كبيرة وثقتنا في الله أكبر بأن يوفق الجيش الوطني الشعبي في حسن مرافقة أبناء الوطن، وهم يقدمون اقتراحاتهم البناءة خدمة لما يستوجبه الواجب الوطني النبيل، وسيسجل التاريخ كل جهد أسهم في إيجاد المخرج السليم لأزمة الجزائر، فما خاب من سعى، شرط أن يكون السعي متسما بالإخلاص والصدق”.

وشدد  “كما سبق لي أن أكدت مرارا وتكرارا، فإنني أجدد التأكيد اليوم بأن الجيش الوطني الشعبي سيظل دوما وفيا لتعهداته في مرافقة الشعب الجزائري ومؤسسات الدولة وجهاز العدالة”.

وجدد تأكيده على أن طموحات سياسية له بعد أن اثير جدل في الجزائر حول تكرار السيناريو المصري في الجزائر ، حيث قال قايد صالح “أود التأكيد أيضا مثلما تطرقت إليه في مداخلاتي السابقة أنه ليست لنا أي طموحات سياسية بل أن مبلغ طموحنا هو خدمة بلدنا وجيشنا، طبقا لمهامنا الدستورية، وهو موقف لن نحيد عنه أبدا”.

جدير بالذكر أن الفريق قايد صالح لم يتحدث للمرة الثانية على التوالي عن الانتخابات الرئاسية المقرر إجرائها في الرابع من يوليو/ تموز المقبل، وهو ما يؤكد أن مصير هذه الانتخابات حسم، وأنها لن تجرى في الموعد المحدد لها، ولَم يتبق إلا إيجاد الإخراج المناسب للإعلان عن تأجيلها.

وليلة السبت/الأحد، أغلق المجلس الدستوري أبواب الترشح إلى هذه الانتخابات، معلنا أنه تم فقط استقبال ملفي ترشح لشخصين غير معروفين على الساحة، بعد رفض شعبي لها و عدم تقدم شخصيات معروفة لها.

وينتظر وفق قانون الانتخابات، أن يعلن المجلس الدستوري خلال عشرة أيام (منذ السبت الماضي) قراره بشأن الانتخابات، وسط تضارب التوقعات حولها و ترجيح إلغاءها، وإعلان الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، عن موعد جديد لها