وثق مقطع فيديو، انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أحد أعضاء حركة "طالبان" من وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو يتجول في حديقة عامة خالية من النساء، متفاخرا بكونها "آمنة" للرجال.
في الفيديو، يظهر الرجل وهو يشير إلى خلو الحديقة من النساء، قائلا: "الحمد لله، الحديقة بأكملها خالية من النساء، وهي آمنة لجميع الرجال لزيارتها والاستمتاع بها".
الفيديو أثار موجة من الانتقادات والجدل، حيث اعتبره الكثيرون دليلا على تشديد طالبان لسيطرتها على الحياة العامة في أفغانستان.
ويأتي هذا الفيديو في ظل تفعيل قانون جديد يعرف بـ"قانون الأخلاق"، الذي أصدرته طالبان لتحكم من خلاله جميع جوانب الحياة الاجتماعية والخاصة في أفغانستان.
يتضمن القانون الجديد مجموعة من القيود الصارمة التي تستهدف بالأساس النساء، حيث يُلزمهن بتغطية أجسادهن بالكامل، ويمنعهن من التحدث بصوت عال في الأماكن العامة.
كما يفرض القانون قيودا على الرجال فيما يخص اللباس وأداء الصلاة، ويحظر الاحتفاظ بصور للكائنات الحية، ويمتد الحظر ليشمل المثلية الجنسية، ومسابقات القتال بين الحيوانات، وبث الموسيقى في الأماكن العامة، بالإضافة إلى الاحتفالات غير الإسلامية.
هذا القانون أثار غضب العديد من الحقوقيين والأفغان الذين عبروا عن استيائهم من التدابير القمعية التي تفرضها طالبان، حيث يعتبرونها تعديا على حقوق المرأة وحرياتها.
كما تصاعدت حدة التوتر بين حكومة كابول والأمم المتحدة نتيجة هذا القانون، في حين طالب الحقوقيون بضرورة احترام حقوق المرأة ومنحها الفرصة لإثبات نفسها في المجتمع.
ويشير المراقبون إلى أن هذه السياسات المتشددة قد تزيد من عزلة طالبان دوليا، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد، التي تعاني بالفعل من أزمات متلاحقة منذ سيطرة الحركة على الحكم.
