غزة تلفظ أنفاسها.. هل يختبئ العالم خلف التنديد؟

تاريخ النشر: 23 يوليو 2025 - 04:03 GMT
طحين

لا يسع العالم "الإنساني" المتحضر سوى أن "يختبئ خلف كلماته "الشجاعة" نسبياً، لينزع من أمام ناظريه مشاهد "الموت جوعا" أو قصفا أو بسبب نقص الغذاء والدواء، في غزة التي باتت تحتضر دون أي تغيير يذكر.

ونظّم آلاف المتظاهرين في عدد من مدن العالم مظاهرات حاشدة للتنديد بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وتجويع سكانه، وسط دعوات متزايدة لوقف فوري لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية من دون قيود.

وجابت المظاهرات الشوارع والمدن الأميركية والأوروبية وصولاً إلى تل أبيب ذاتها، التي حمل فيها متظاهرون شعارات منددة بما يحدث في قطاع غزة، ومطالبة جميعها، بتحرك دولي فاعل وعاجل لإنهاء معاناة الفلسطينيين لا سيما الأطفال الذين يموتون جوعا في غزة.

ففي واشنطن، احتشد عدد كبير من المحتجين أمام مقر وزارة الخارجية الأميركية، مطالبين بوقف الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، رافعين شعارات تدعو لإنهاء العمليات العسكرية، وفتح ممرات إنسانية آمنة للمساعدات الغذائية والطبية.

وفي نيويورك، تظاهر محتجون أمام منزل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مطالبين الأمم المتحدة باتخاذ "خطوات فورية وفعّالة" لإنهاء المجاعة في قطاع غزة، إذ رفع المحتجون لافتات كُتب عليها "أوقفوا تجويع غزة" و"غزة ليست وحدها"، داعين المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية.

وفي مدينة تل أبيب الإسرائيلية، خرج عدد من النشطاء الإسرائيليين في مسيرة لافتة باتجاه مقر وزارة الدفاع، حاملين أكياس دقيق تعبيرا عن رفضهم لتجويع سكان غزة، رافعين لافتات كتب عليها "أوقفوا الجوع" و"افتحوا ممرات المساعدات"، مؤكدين أن سياسة الحصار الجماعي تشكّل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.

كما شهدت العاصمة الفرنسية باريس، ومدينة شانلي أورفا التركية، مظاهرات مماثلة احتشد مئات المتظاهرين تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ورفضا للهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بوقف العدوان، ونددوا بسياسة العقاب الجماعي، داعين المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف المجازر وتجويع المدنيين.

وفي الضفة الغربية المحتلة، خرج مئات الفلسطينيين في مدينة نابلس بالضفة الغربية في مسيرة غاضبة رفضا للحصار المفروض على غزة، واستنكارا للصمت الدولي تجاه المجاعة التي تضرب القطاع.

وتأتي هذه التحركات بعد تقارير أممية وتحقيقات صحفية، أكدت تفشي الجوع في القطاع المحاصر، ووفاة عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد، في ظل انهيار النظام الصحي ونفاد المواد الأساسية.

وتتزايد الضغوط الشعبية والحقوقية في مختلف أنحاء العالم، لدفع الحكومات والمنظمات الدولية إلى التحرك الفوري من أجل إنقاذ المدنيين في غزة، ووقف سياسات العقاب الجماعي، التي تطال أكثر من مليوني إنسان محرومين من الغذاء والماء والرعاية الصحية.

المصدر: الجزيرة + وكالات