عقوبات اميركية ضد المستوطنين بسبب اعتداءاتهم على الفلسطينيين

تاريخ النشر: 19 نوفمبر 2023 - 07:21 GMT
عقوبات اميركية ضد المستوطنين بسبب اعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة

اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن ان واشنطن ستفرض عقوبات ضد المستوطنين الذين يرتكبون اعمال عنف في حق الفلسطينيين في الضفة الغربية، فيما كشف تقرير عن توجيهه مذكرة الى وزارة الخارجية لاتخاذ اجراءات "سريعة" في هذا الصدد.

وكتب بايدن في مقال راي نشرته صحيفة واشنطن بوست السبت، ان الولايات المتحدة اوضحت للقادة الاسرائيليين ان العنف المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب ان يتوقف، وان من يرتكبون العنف يجب ان يخضعوا للمحاسبة.
  
واضاف ان الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطوات من جانبها، بما في ذلك اصدار حطر على منح تأشيرات دخول ضد المتطرفين الذين يهاجمون المدنيين في الضفة الغربية.

وفي سياق متصل، كشف مجلة بوليتيكو عن توجيه بايدن مذكرة الى الى وزارتي الخارجية والمالية من اجل التحضير لاجراءات سريعة ضد المسؤولين عن العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وبحسب المذكرة التي قالت المجلة ان مسؤولا اميركيا ابلغها بفحواها، فستطال العقوبات اشخاصا وكيانات شاركت بصورة مباشرة او غير مباشرة في ارتكاب افعال او انتهاج سياسات من شأنها تهديد الامن والاستقرار في الضفة المحتلة.

وتوضح المذكرة ان الافعال المقصوده هي ترهيب المدنيين الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم الانسانية وعرقلة وتعطيل او منع الجهود الرامية الى تحقيق حل الدولتين للصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

وينظر بايدن الى عنف المستوطنين باعتباره تهديدا خطيرا للسلام وعامل زعزعة لاستقرار المنطقة برمتها.

ووفقا للامم المتحدة، فقد قتل مستوطنون ثمانية فلسطينيين بينهم طفل واصابوا 74 اخرين خلال هجمات وقعت في الضفة الغربية المحتلة منذ بدء الحرب في قطاع غزة

 

ارهاب استيطاني بتشجيع حكومي

وفي المجمل، قتل المستوطنون والجيش الاسرائيلي اكثر من مئتي فلسطيني واصابوا الالاف في اطار تصعيد للعنف تزامن مع الحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة انتقاما من هجوم نفذته حركة حماس في السابع من تشرين الاول/اكتوبر وقتلت في غمرته المئات من الجنود والمستوطنين.

وخلفت حملة قصف وغارات مدمرة اطلقها الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة اكثر من 12 شهيد حتى الان، فضلا عن عشرات الاف الجرحى.

وتقول الامم المتحدة ان 33 بالمئة من الشهداء والجرحى الفلسطينيين اصيبوا برصاص حي اطلقه المستوطنون.

كما تشير المنظمة الدولية الى ان عنف المستوطنين وارهابهم تسبب في تشريد اربع تجمعات سكانية فلسطينية في الضفة الغربية.

وتعهد بايدن في المقال بان تضاعف الولايات المتحدة جهودها من اجل خلق شرق اوسط مسالم ومندمج وزاهر "منطقة يكون فيها التفكير بيوم مثل 17 تشرين الاول/اكتوبر امرا غير ممكن".

ومن جانبه، كان وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ابلغ الوزير في حكومة الحرب الاسرائيلية بيني غانتس بضرورة العمل من اجل كبح المستويات المتصاعدة للعنف الذي يرتكبه المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة.

وازدادت جرأة المستوطنين وهجماتهم في ظل التشجيع الذي يلقونه من الوزيرين المتطرفين في الحكومة: ايتمار بن غفير وباتسلئيل سموتريتش اللذين يتبنيان افكارا تدعو الى طرد الفلسطينيين وتهجيريهم من الضفة الغربية.

ومع اندلاع الحرب في غزة، عمد بن غفير الذي يتولى وزارة الامن القومي الى تسهيل اجراءات حصول المستوطنين على الاسلحة، وقام بنفسه بتوزيع عشرات الالاف منها عليهم، وذلك بحجة حماية انفسهم من الفلسطينيين.

وسبق ذلك قيام بن غفير، وفي اطار اتفاق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتشكيل مليشيا خاصة به غير مرتبطة بقوات الشرطة الاعتيادية، وذلك في ما يشبه العصابات التي نفذت مذابح ضد الفلسطينيين عام 1947 من اجل اجبارهم على الهجرة من الاراضي الفلسطينية.