فرقت قوات الامن التابعة لحركة طالبان بالقوة تظاهرة نسائية نادرة خرجت في العاصمة كابول الاربعاء، للاحتجاج على قرار الحركة اغلاق صالونات التجميل في اطار حملتها على الحريات في البلاد.
وشاركت بضع عشرات من النساء في التظاهرة التي سارعت الاجهزة الامنية الى قمعها مستخدمة خراطيم اطفاء الحرائق قضلا عن اطلاق النار في الهواء.
وظهرت في احد المقاطع المصورة لافتة حملتها متظاهرات في شارع بوتشر في العاصمة وكتب عليها "لا تحرموني من خبز ومائي"
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مشاركة في التظاهرة قولها ان التظاهرة جاءت كمحاولة للفت انتباه السلطات حتى تستمع لمطالب المتضررات من قرار اغلاق صالونات التجميل النسائية الذي صدر اواخر الشهر الماضي.
لكنها اضافت ان رجال الامن لم يتحدثوا معهن او يحاولوا مناقشتهن، وبادروا الى اطلاق الرصاص في الهواء وفتحوا عليهن المياه من خراطيم اطفاء الحرائق.
وعقب فض التظاهرة، اعربت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (مانوا) عن قلقها لطريقة التعامل مع المشاركات فيها، ونددت بما اعتبرته قمعا لتظاهرة سلمية خرجت للاحتجاج على إنكار لحقوق المرأة في البلاد.
ودعت البعث "سلطات الامر الواقع" في افغانستان الى احترام حق الافغانيين في التعبير عن ارائهم دون ان يتعرضوا للعنف والقمع.
اخر متنفس للافغانيات
واستند مرسوم اصدرته وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقضى باغلاق الصالونات الى تعليمات شفهية من المرشد الأعلى في البلاد هبة الله أخوندزاده الذي لم يشاهد علنا سوى مرات قليلة جدا.
وساقت الوزارة في المرسوم مبررات شرعية لاغلاق الصالونات، منها ان الاموال التي تنفقها النساء فيها تدخل في باب التبذير وترهق الاسر الفقيرة.
كما يعتبر المرسوم ان المساحيق التي يضعنها تجعل وضوءهن غير صحيح، وبالتالي صلاتهن، في حين ان الرموش ووصلات الشعر محرمة وفق الشريعة.
وجرى امهال الصالونات شهرا للانصياع للقرار ولتمكينها من بيع مخزونها والتصرف فيه.
وتعتمد الاف النساء في افغانستان لاعالة اسرهن على العمل في صالونات التحميل التي انتشرت بكثافة في انحاء البلاد ابان احتلال الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الاطلسي (الناتو) للبلاد، والذي امتد عشرين عاما.
وسيكون من شأن هذا القرار حرمان العاملات في تلك الصالونات والمحال من مصدر الدخل الوحيد لهن في ظل اوضاع معيشية واقتصادية تشهد تدهورا متواليا منذ عودة حركة طالبان الى الحكم عام 2021.
كما انه سيسد احد اخر متنفس للتواصل الاجتماعي بين النساء الافغانيات بعدما تم حرمانهن من العمل في الوظائف الحكومية وحظر عليهن ارتياد المطاعم والاماكن العامة، كما منعت بناتهن من التعليم في المدارس والجامعات.
وزيادة على ذلك، الزمت حركة طالبان المتشددة كافة النساء في البلاد بتغطية اجسادهن بالكامل لدى خروجهن من المنازل.