سجلت طالبة جامعة غلاسكو الاسكتلندية ايلي ويلسون (25 عاما) اعترافات زميلها دانيال ماكفارلين باغتصابها عن طريق هاتف اخفته في حقيبتها، وحصلت بفضل ذلك على حكم بادانته في تموز/يوليو الماضي.
وقالت ويلسون انه برغم التسجيلات الصوتية والاعترافات المكتوبة التي عرضت امام المحكمة، لكن الحكم الذي قضي على ماكفارلين اثره بالسجن خمس سنوات بعد ادانته تهمة الاغتصاب مكررا مرتين، لم يكن باجماع هيئة المحلفين.
وحصلت واقعتا الاغتصاب خلال الفترة بين كانون الاول/ديسمبر 2017 وكانون الثاني/يناير 2018، عندما كان ماكفارلين طالبا في كلية الطب في جامعة غلاسكو.
ومنذ حصولها على قرار الادانة، اطلقت ويلسون التي كشف اخيرا عن شخصيتها، حملة بالنيابة عن ضحايا الاغتصاب.
والاسبوع الماضي نشرت ويلسون، والتي كانت تدرس العلوم السياسية وبطلة رياضية جامعية في ذلك الوقت، تسجيلا صوتيا عبر تويتر يتضمن اعترافات ماكفارلين التي سجلتها له سرا بعد عام من ارتكابه لجرائمه بحقها.
عندما سالته في التسجيل عن شعوره حيال ما فعله بها، قال "احساس جميل لعلمي انني لست في السجن".
وفي التسجيل، تسأله "الا تعي كم يشعرني بالبؤس قولك لي - انا لم اغتصبك - فيما انت فعلت ذلك؟".
ويرد ماكفارلين قائلا "ايلي، لقد سبق واتفقنا على انني فعلت. الناس الذين اريد منهم ان يصدقوني، صدقيني، ساخبرهم بالحقيقة يوما ما، ولكن ليس اليوم".
وعندما سالته عن شعوره حيال ما فعله، قال "احساس جميل لعلمي انني لست في السجن".
"الادانة لم تكن بالاجماع"
تابع التغريدة التي تتضمن التسجيل الصوتي اكثر من مئتي الف شخص. وقالت ويلسون في مقابلة مع برنامج "التاسعة" عبر محطة "بي بي سي" سكوتلندا ان سبب نشرها التسجيل هو ان اشخاصا كثيرين تساءلوا حول الدليل الذي كان لديها وضمنت من خلاله الحصول على قرار الادانة في المحكمة.
I’ve had people ask why I’m speaking out, and my answer is this: I have so much pain that I will never be able to get rid of, and so I am choosing to channel it. I intend to use that pain to drive change, and if I can help even one person, then that’s enough. pic.twitter.com/D2e92zATpN
— Ellie O’Keeffe Wilson (@ellieokwilson) January 13, 2023
ووصفت ردود الفعل بانها كانت "ايجابية بصورة طاغية"، رغم ان عددا قليلا لم يكونوا لطيفين كثيرا.
وقالت انه حتى حين نشر التسجيل الذي تضمن الاعترافاتات على الانترنت، كان هناك اشخاص لا يزالون يقولون "انه لم يفعلها".
وبالاضافة الى تسجيل الاعتراف، كانت ويلسون تحوز على رسائل نصية تشير الى ان ماكفارلين مذنب، لكنها قالت انها لا تزال تشعر بقلق حيال امكانية ان لا تكون كافية لضمان الحصول على الادانة.
وتابعت "الادانة لم تكن بالاجماع". مشيرة الى انه "بامكانك حرفيا الحصول على اعتراف مكتوب، وتسجيل اعتراف صوتي، ولن يعني ذلك بالضرورة ان يصدقك كافة اعضاء هيئة المحلفين. هذا يقول الكثير حول مجتمعنا".
تقول ويلسون انها شعرت بالاذلال، والحط من قيمتها، وبالتنمر عليها، اثناء عملية استجوابها في المحكمة من قبل محامي الخصم.
وسبق ان وصفت ويلسون تجربتها مع المحكمة بانها "مروعة". وقالت انها كانت عرضة خلالها الى هجمات شخصية من قبل محامي الدفاع وشعرت بانه يتم القاء اللوم عليها بسبب تعرضها للاغتصاب.
كما شعرت بالاذلال، والحط من قيمتها والتنمر اثناء عملية استجوابها من قبل محامي الخصم.
فضح الطبيعة "المزدوجة" للمغتصبين
وفي المقابل، جرى تقديم ماكفارلين في المحكمة باعتباره طالبا ناجحا ورياضيا امامه مستقبل لامع، ولن يقدم على فعل مثل هذه الجريمة.

وقالت "كان يعلم ان بمقدوره تمرير هذه الرواية التي لا تظهره كمغتسب، اردت ان اري الناس حقيقته، خصوصا الناس الذي يدعمونه".
واضافت انها ارادت من نشر تسجيل الاعتراف الصوتي على تويتر ان تفضح الطبيعة "المزدوجة" للمغتصبين.
وقالت "اردت اظهار ان هؤلاء الاشخاص يمكن ان يكونوا مغتصبين ايضا ويستطيعون التصرف بشكل مختلف خلف الابواب المغلقة".
قالت ويلسون انها لن تكون قادرة على نسيان ما حصل لها والذي "سيظل معي الى الابد. واحتاج الى طريقة للتنفيس عن المي".
وعندما ابلغت ويلسون الشرطة بواقعة الاغتصاب عام 2020، تم وقف ماكفارلين من قبل جامعة غلاسكو التي كان كلاهما يدرس فيها. واكتشفت لاحقا انه تمكن من الالتحاق بجامعة ايدنبرغ برغم كونه خاضعا للتحقيق من قبل الشرطة.
وقالت "كان هذا صادما بالنسبة لي، لانني كنت افكر بمجتمع الطالبات في جامعة ادنبرغ. كن سيصبحن ضحايا محتملات ايضا".
واضافت انها لم تستطع فهم كيف ان تضع جامعات حقوق المغتصب فوق حقوق طالباتها. "اشعر بقلق حيال ان الجامعات لا تفعل ما يكفي لابقاء الناس امنين".
واخيرا، تقول ويلسون انها لن تكون قادرة على نسيان ما حصل لها والذي "سيظل معي الى الابد. واحتاج الى طريقة للتنفيس عن المي".